مدينة التل: حرق صور وشعارات مناهضة و"سر" يعيد ذكريات الثورة الأولى

مدينة التل: حرق صور وشعارات مناهضة و"سر" يعيد ذكريات الثورة الأولى
تداولت صفحات ومواقع محلية خبراً عن قيام أشخاص مجهولين قبل يومين بحرق صورة لبشار أسد في مدينة التل بريف دمشق وكتابة شعارات مناهضة للنظام على بعض جدران المدينة، أوحت بانتفاضة جديدة لأهالي المدينة.

 وعند تتبع الخبر "شككت" أورينت من خلال بعض التفاصيل (حرق صور بشار قرب حاجز الميليشيا) بأن هناك سرا ما وراء الحادثة وهو ما أكدته مصادر محلية من داخل المدينة.

ويقول "الخبر" كما رواه أحمد عبيد مدير موقع صوت العاصمة لأورينت، إن مجهولين قاموا قبل يومين بحرق صورة معلقة لبشار الأسد على بعد مئتي متر من حاجز (البانوراما)، أكبر حواجز المدينة الذي يتبع للأمن السياسي في ميليشيا أسد.

وأضاف أن حرق الصورة تزامن مع انتشار كتابات مناهضة لنظام أسد كتبت على الجدران منها "الشعب يريد إسقاط النظام"، و"الحرية للمعتقلين"، قبل أن تزيلها الميليشيات.

سر يعيد ذكريات الثورة 

وتواصلت أورينت مع مصادر داخل مدينة التل، الذين أكدوا بدورهم صحة ما جرى لكنها كشفت عن "سر" وراء ما حدث يقلب التصور الأولي عن الرواية والذي يوحي بوجود حراك ما في المدينة ضد نظام أسد.

"السر" الذي كشفته المصادر أعاد للأذهان ذكريات الثورة الأولى، فمن حرق الصور ومن كتب الشعارات هم من شبيحة وميليشيات النظام في المدينة، والهدف هو إسكات المدينة وتهديدها بملف أمني وسياسي في حال لم يصمتوا على سوء الخدمات والواقع المعاشي القاسي، والمعاملة "العقابية" التي تتلقاها المدينة منذ عام 2012، لكنه صار مضاعفاً في الفترة الأخيرة.

وأوضحت المصادر أن الأحداث الأخيرة جاءت بعد أن ضاق أهالي المدينة ذرعاً من الغلاء وانعدام معظم الخدمات، وخاصة الكهرباء التي تأتي لساعات في العاصمة دمشق، بينما لا يكاد أهل مدينة التل المجاورة يرونها.

ومنذ أشهر طالب وجهاء وتجار مدينة التل أن ترفع وزارة كهرباء أسد يدها عن المدينة ويسمحوا لهم بالتعاون لإنارتها عبر "مولدات الطاقة" إلا أن طلبهم قوبل بالرفض، ليستمروا في عقاب المدينة، خاصة أنها تضم آلاف العوائل من أهالي المناطق التي شهدت انتفاضات كبرى ضد ميليشيا أسد وخاصة من دوما وحرستا في الغوطة الشرقية.

وفي بداية الثورة لجأت ميليشيا أسد إلى إقحام عملائها وشبيحتها داخل جموع المتظاهرين السلميين، ليعتدوا  على عناصر الشرطة ويخربوا بعض المرافق العامة، كي تضعها الميليشيات وتسوقها للخارج على أنها  المبرر لقمع المظاهرات السلمية.

وهذا الأمر حصل في جميع المناطق التي شهدت مظاهرات سلمية مناهضة للأسد بداية الثورة،  منها ما جرى في حماة صيف 2011، في جمعتي  أطفال الحرية و"الجمعة العظيمة"، حين قام بعض العملاء بحرق مقر الحزب وقيادة الشرطة في المدينة وضرب بعض أفراد الشرطة، الأمر الذي دفع لميليشيا أسد حينها إلى قتل 170 متظاهراً وشن حملت اعتقالات واسعة، بحجة أن المظاهرات غير سلمية وتحوي على مخربين وإرهابيين.

وبالفعل شهدت مدينة التل عقب ما جرى قبل يومين،  استنفاراً أمنياً لدوريات الميليشيات " التي عملت على إزالة العبارات عن الجدران، وشنت حملة مداهمات في المدينة، بحسب ما أورد موقع صوت العاصمة.

وتقع مدينة التل شمال مدينة دمشق بنحو 14 كم، وبلغ عدد سكانها قبل الثورة قرابة مئة ألف نسمة، لكنها تُؤوي قرابة المليون حاليا، لجؤوا إليها بعد توقيع تسوية مع ميليشيا أسد 2016.

وانتفضت المدينة كغيرها من مدن وبلدات ريف دمشق ضد نظام أسد قبل أن يضطر ثوارها للتوقيع على تسوية تحت ضغط التهديد بقصفها واقتحامها من قبل ميليشياته عام 2016.

وأفضت التسوية إلى سيطرة ميليشيا أسد على المدينة وإخراج رافضي التسوية إلى الشمال السوري وبلغ عددهم نحو 2000 شخص بينهم 500 من عناصر الفصائل مع عوائلهم.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات