حين يدافع بشار الأسد عن جنونه!

حين يدافع بشار الأسد عن جنونه!
"مِلء جفونها تنام أعين الجبناء"، مقولة تحتاج إلى نظر، لأنّ المنطقي أن يكون أقلّ الناس نوماً الخائفون، وكلّما أتذكّر قول "خالد بن الوليد" الأخير: (فلا نامت أعين الجبناء)، أفكّر.. ترى متى نامت أعينهم أصلاً؟، فالجبان لا يستطيع النوم، بسبب التوتّر والقلق والخوف، هذا هو المنطق، فكيف إن كان جباناً مُجرماً ومجنوناً؟. 

قالها مرّةً: هل يُعقَل أن يقتل رئيسٌ شعبَه إلّا إذا كان مجنوناً؟، ووقتها فكّرتُ مليّاً.. هل يستبق الأحداث؟، هل هذا ما سيدفع به محاموه أمام المحكمة الجنائية الدولية؟، هل سيقولون إنّه مجنون؟. 

في الحقيقة المسألة فيها وجهة نظر، خاصّةً إنِ اقتنعتِ المحكمة بتشخيص حالته كفرد، أو حاولت تحليل الواقع الذي أوصله إلى حالته هذه، بعد أن أوصله إلى رئاسة سوريا بتمامها وكمالها. 

تخيّل سيّدي القاضي، أنّك في سنّ الثامنة والعشرين وقد كنت مهندساً زراعياً مثلاً، فترسَل طائرة لتقّلك من ستوكهولم -على فَرَضٍ- حيث كنت تعمل، إلى لاهاي حيث نحن الآن، وخلال ستّ سنوات تتحصّل على شهادات في القانون الدولي وحقوق الإنسان دون أن تدرس صفحةً منها، ثمّ تبلغ الرابعة والثلاثين من عمرك، فيُطرَقُ عليك الباب، وتسمعهم يقولون تفضّل.. صِرتَ رئيساً للمحكمة الجنائية الدولية، ألا تُجَنّ؟، بالله عليك -إنِ استطعت أن تتخيّل- أجبني أيضاً، ماذا لو قيلَ لك: إمّا المحكمة أو أنت؟. 

موكّلي سيّدي القاضي، ليس مجرماً ولا جباناً، مجرّد مجنون ضحيّة لواقع أوصله إلى هذي الحال، ولو كان بإمكاني مقاضاة السوريين الذين ثاروا عليه، لفعلت، ولطالبت بالتعويض حتماً. بل ولأسألنّ كلّ واحد منهم: ماذا كنت فاعلاً لو تربّيت في قصر رئاسي ابناً لرئيس جمهورية، ثمّ غادرت البلاد للدراسة أو "للعلاج غالباً"، ثمّ أحضروا لك طائرةً ليعيدوك إلى حضن مملكة أبيك، فتصبح بعد ستّ سنين رئيساً، فريقاً أوّلاً (فريق حاف لا يكفي)، قائداً عامّاً للجيش والقوّات المسلّحة، رئيساً لمجلس القضاء الأعلى، وأميناً قطرياً، وبطلاً قومياً، ونجماً سماوياً، وصاروخاً إصلاحياً، ومخزوناً استراتيجياً، وخبيراً كيماوياً...، ثمّ بعد سنوات يأتي بعض الناس إليك يا أيّها السوري -الذي تريد محاكمة موكّلي الآن- فيقولون لك: تفو في وجهك، كلب ابن كلب، حقير ابن حرام، سافل مجرم، وضيع تافه، وسنعمّر بلداً تليق بنا، لن تكون فيها، ألا تُجَنّ؟، فكيف إن ثاروا عليك وحملوا السلاح في وجهك ودعسوا على رأسك دعساً، ألن تفقد وعيك؟. 

مجنون موكّلي يا سيادة القاضي، جنونه واضح بَيّن معتبر وملحوظ، ولا يحتاج لإجراء خبرة طبّية فنّية أبداً!، فقط لو تضعون -اعذروني- نفسكم العادلة مكانه، أو يضع نفسه أحد هؤلاء المدّعين الظلّام!. 

طبعاً.. هذا مجرّد ملامسة لمحاكاة ساخرة لا يخفى، فلو جرتِ الأمور على هذا النحو، لما وجدنا مجرماً تعرّض لعقاب، ولفرّ كلّ ديكتاتور طاغية من المسؤولية، معتمداً على جنونه. 

كلّ الطغاة تنطبق عليهم -مهما تفاوتتِ النسب والظروف- ذرائع متشابهة، إن لم نَقُل متماثلة، ذريعة القبول الشعبي بل الإصرار العظيم على وجودهم، ذريعة أنا الأفضل على الإطلاق فهماً وقدرةً ونبوغاً، ذريعة الظروف التاريخية والسياسية الكبرى التي أفضت إلى هذا الاختيار الوطني الواعي، والأهمّ ذريعة الصمود في وجه الأعداء والمؤامرات التي تُهدّد وحدة الوطن، أي "هدوء مزرعتي". 

كان في حارتنا -أيّام كان لنا حارة- رجل مجنون بالفعل، دخل إلى "المرستان" ثمّ خرج بعد شهور بشهادة جنون رسمية موثّقة، ويوماً ما وقد كُنّا في مجلس غفير، دخل علينا فقال: شوفوا ولاك منك الو، ضبوا ولادكن.. ترى عميضربوني بالشحاطات وبالحجار والعصي، بس والله وبشرفي خوفان يصيبوا بعض. 

التعليقات (3)

    عزو الهفتان

    ·منذ 3 سنوات 3 أشهر
    محكمة !!!!حكمت محكمة التمييزبالخيانة على المجرم بشار ضرا- الاسد و ينفذ به حكم الإعدام على الخازوق حتى الموت في ساحة المرجة في دمشق على جرائمه بحق الشعب السوري وسوريا

    المغرورة

    ·منذ 3 سنوات 3 أشهر
    نسيتو تقولو انو ××× ابن ×××

    Rokia Rokia

    ·منذ 3 سنوات 3 أشهر
    مجنون حارتكم خاف على أولادكم من إصابة بعضهم ، ومجنوننا الأكبر لا أدري تعمد أن يضربنا ببعضنا أو أننامن فرط العجز قتلنا بعضنا فخدمناه وثبتناه ومكناه
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات