الصحافة التركية عبر مقالات الرأي.. المعركة مقبلة بثلاث مراحل وهذا هو مكانها

الصحافة التركية عبر مقالات الرأي.. المعركة مقبلة بثلاث مراحل وهذا هو مكانها
لم تقتصر التحركات التركية في حدودها الجنوبية، خلال الأشهر الماضية، على الجبهة السورية والمعارك التي شنتها ضد ميليشيا قسد وحزب "pkk" فحسب، وإنما كان لجبهة العراق اهتمام تركي كبير تخللتها زيارات متعددة بين مسؤولي الطرفين، وزيادة التموضع العسكري التركي في العراق رغم معارضة دولية ومطالبات بالانسحاب.

وشهدت الأسابيع الماضية زيارات مفاجئة بين مسؤولي البلدين، حملت وراءها دلالات عدة لعل من أبرزها الاستعداد لمعركة في الأراضي العراقية ضد ميليشيا "PKK"في منطقة سنجار القريبة من سوريا والتي تتموضع فيها الميليشيا.

وآخر هذه الزيارات كانت، الإثنين الماضي، لوزير الدفاع التركي خلوصي أكار الذي زار العراق بشكل مفاجئ إلى جانب رئيس الأركان العامة الجنرال يشار غولر، وعقد اجتماعات مع الرئيس برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى كاظمي و وزير الداخلية عثمان غانمي والعديد من المسؤولين العراقيين.

وأكد أكار أن "التعاون والتنسيق يلعبان دورا هاما في مكافحة التنظيم الإرهابي حزب العمال الكردستاني"، معرباً عن استعداد بلاده لدعم العراق.

في حين شدد الكاظمي على رفض العراق أي تهديد أو نشاط إرهابي يستهدف الجارة تركيا، انطلاقاً من الأراضي العراقية، وبيّن أن قدرة العراق على معالجة هكذا تهديدات إنما تتعزز عبر استمرار فرض القوات الأمنية العراقية لوجودها، في كل نقطة من الأراضي العراقية.

وعقب عودته من العراق أكد أكار، بحسب وسائل إعلام تركية، أن "التعاون التركي- العراقي وتعاون تركيا- أربيل، سيؤدي إلى عدد من التطورات الحاسمة في مكافحة الإرهاب".

وبدأت الصحف والمحللون وكتاب الرأي في تركيا يبحثون عما وراء الزيارة، إذ قالت صحيفة "يني شفق" في عددها الصادر اليوم إنه خلال زيارة وزير الدفاع والاتصالات لبغداد تم تقديم اقتراح إلى الجانب العراقي بالقيام بعملية مشتركة ضد "حزب PKK" في سنجار.

وأكدت الصحيفة أن أربعة فصول حاسمة برزت إلى الواجهة خلال الاتصالات مع العراق، وهي "تدريب الجيش العراقي، ومكافحة الإرهاب، واقتراح عملية مشتركة في سنجار تكون مبادرته في العراق، والقواعد العسكرية التركية في العراق".

ونقلت الصحيفة عن أكار قوله إن "هدف تركيا هو إنهاء مشكلة حزب العمال الكردستاني، وضمان أمن حدودنا، والعيش في سلام ورخاء مع جيراننا".

ثلاث مراحل للمعركة

من جهته توقع الكاتب Çetiner Çetin في صحيفة "خبر ترك" أن تكون العملية العسكرية من ثلاث مراحل، الأولى "إنهاء أو حصر أنشطة التنظيم في خط سنجار وبهذه الطريقة، فإن الرأي السائد هو  قطع علاقة التنظيم بسوريا".

أما المرحلة الثانية، بحسب الكاتب، ستتجه أنقرة إلى اقتتال مع حزب "pkk" في داخل سوريا والذي يؤدي إلى اصطدام مع واشنطن، أما المرحلة الثالثة، ستكون الترميم والتطبيع وتعزيز خط التواصل بين أنقرة وموسكو بشأن المحادثات السورية".

وأشار الكاتب إلى أن أنقرة قدمت اقتراحاً إلى بغداد بشأن العملية، وفي حال أبدى العراق قبولاً، فمن المتوقع أن تبدأ العملية بعد النصف الثاني من آذار، قائلاً "في الواقع تم التأكيد على أنه بعد 21 آذار، يمكن تنفيذ العمليات ضد سنجار من 9 نقاط مختلفة".

"pkk" قلق

من جهته نقلت صحيفة "أيدنليك" عن مصادر وصفتها بـ"الخاصة" أن الزيارة المفاجئة لوزير الدفاع الوطني التركي ورئيس الأركان العامة إلى بغداد أثارت قلق "حزب العمال الكردستاني" الذي كان يحاول أعضاؤه الحصول على معلومات من بغداد حول الاجتماع، وكانوا قلقين بشأن عملية مفاجئة في سنجار.

كما أشارت الصحيفة إلى أنه عقب الزيارة صدرت تعليمات لجميع أعضاء "حزب العمال الكردستاني" في المنطقة بتوخي الحذر.

من جهته أكد وزير الدفاع التركي عقب عودته من العراق، بحسب وسائل إعلام تركية، أنه "بخصوص إبعاد الإرهابيين من سنجار، نتابع عن كثب لقد عبرنا للأطراف عن استعدادنا لتقديم الدعم إذا طلبوا الدعم".

ويأتي ذلك تزامناً مع تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن منصبه خلفاً للرئيس دونالد ترامب، وسط ضبابية في موقف الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه تركيا وتحركاتها في المنطقة وخاصة في سوريا ضد ميليشيا" قسد" التي تعتبر واشنطن من أكبر الداعمين لها.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات