أول تصريح لوزراء بايدن يكشف موقف الإدارة الأمريكية من ملفات روسيا وإيران والصين

أول تصريح لوزراء بايدن يكشف موقف الإدارة الأمريكية من ملفات روسيا وإيران والصين
بدأت ملامح السياسة الأمريكية للإدارة الجديدة في الملفات الشائكة تجاه دول المنطقة تتكشف مع بدء جلسات مجلس الشيوخ أمس الثلاثاء للمصادقة على ترشيحات الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن للحقائب الوزارية.

وأكد المرشح عن حقيبة وزارة الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكلن أن بلاده ستسعى إلى إحياء "التحالفات المتوترة"، كمحاولة لتغيير جذري من دونالد ترامب "أمريكا أولا".

كما أكّد بلينكلن على ضروة ما أسماه بـ"تنشيط التحالفات الأساسية" في المنطقة لمواجهة التهديدات التي تشكلها كل من روسيا وإيران وكوريا الشمالية، معتبراً أن بلاده لايمكنها مواجهة ذلك بمفردها دون حلفائها في المنطقة.

وفي خضم المناقشات، تطرق بلينكلن إلى نية واشنطن في إحياء الاتفاق النووي الإيراني الذي تم التفاوض عليه في عهد السيد أوباما ، معتقداً أن خروج ترامب من الاتفاقية عام 2018 وفرضه للعقوبات قد أدى إلى "نتائج عكسية" مع تصعيد طهران لبرنامجها المتنازع عليه.

كما شدد بلينكلن على مساعي الإدارة الجديدة في الانخراط بكل الاتفاقيات التي سبق لإدارة ترامب أن انسحبت منها وعلى رأسها "اتفاقية باريس" للمناخ" والانسحاب "المفاجئ" للولايات المتحدة من "منظمة الصحة العالمية" على خلفية تفشي جائحة كورونا كوفيد 19، وهو ماجاء منسجماً مع وعود جو بايدن بـ"التحرك سريعاً لعكس بعض سياسات ترامب الأكثر انقساماً"، على حد تعبيره.

وفي السياق ذاته، نشرت القناة الإسرائيلية "نير دفوري" منذ أيام تقريراً أفاد بأن إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن بدأت اتصالات سرية مع مسؤولين إيرانيين للعودة إلى الاتفاق النووي.

وسبق لبايدن أن أعلن خلال حملته الانتخابية أنه سيدخل في مفاوضات مع إيران لإحياء الاتفاق مع طهران، في حين اعتبرت الحكومة الإسرائيلية أن ذلك "خطأ فادح".

الباب المفتوح

عسكريا، بدت السياسة الأمريكية أكثر وضوحاً مع تصريحات المرشح لمنصب وزير الدفاع الأمريكي في إدارة بايدن لويد أوستين، والذي باشر الجلسة بالكشف عن انتهاج وزارته سياسة "الباب المفتوح" للتعاون مع موسكو في المجالات ذات الاهتمام المشترك كالرقابة على الأسلحة ومحاربة الإرهاب ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل وتسوية النزاعات العسكرية، تجنباً للتصعيد وحمايةً للمصالح، على حد قوله.

ولوّح أوستين إلى مصلحة واشنطن الكبرى في تمديد معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية "ستارت – 3" مع روسيا، متهماً إياها بانتهاك القانون الدولي وتغيير الهيكل الأمني في الشرق الأوسط وخلق "نزاعات مجمّدة".

لكنّ موسكو، وعلى خلاف التصريحات الرسمية تبدو أكثر تململاً من تعيينات بايدن الجديدة، ففيكتوريا نولاند، والمرشحة لمنصب نائبة وزير الخارجية الأمريكي باتت تمثل "مسار التدهور" في العلاقات الأمريكية مع روسيا، بحسب وسائل إعلام روسية.

حيث عرف عن نولاند تأييدها لسياسة تفعيل العقوبات على روسيا وهي سياسة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما إلى جانب تشكيل جبهة عالمية لـ"كبح التمدد العسكري الروسي"، بحسب ما نقلته مجلة "The National Interest".

ردع بكين

وعلى خلاف روسيا، بدت السياسة الأمريكية أكثر ابتعاداً عن الدبلوماسية تجاه الصين، حيث حلّت سياسة "ردع الجهود" تجاه الصين، بدلاً من "سياسة الباب المفتوح" لكبح تمدد بكين اقتصادياً في الشرق الأوسط، حيث اعتبر لويد أوستين أن سلوكيات بكين باتت تشكل خطراً على النفوذ العسكري والاقتصادي الأمريكي في المنطقة.

وتأتي تلك المكاشفات حول الاستراتيجية الأمريكية في حقيبتي "الخارجية" والدفاع" خلال الإجابة على أسئلة أعضاء مجلس الشيوخ في جلسة للجنة القوات المسلحة للمصادقة على ترشيحات جو بايدن لتولي الإدارات في الحكومة المقبلة.

وكانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد اتخذت سلسلة قرارات بالانسحاب من اتفاقيات دولية في ملفات شائكة أبرزها إعلان ترامب في 8 من حزيران عام 2018 انسحاب بلاده من الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015 وإعادة تفعيل العقوبات المفروضة على طهران، واصفاً الاتفاق بـ"الكارثي"، ووعود إيران بأنها "محض كذبة".

وفي سياق الانسحابات، عاودت إدارة ترامب الخروج من اتفاق باريس للمناخ في 4 من تشرين الثاني من العام الماضي. الأمر الذي أثار فزع العديد من الدول الأعضاء واصفين انسحاب واشنطن بـ"أسوأ سيناريو" بعد أن تعهدت بخفض انبعاثات الكربون بنسبة 26%، للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري حول العالم.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات