مكتب سري لحزب الله في السويداء.. مصادر تكشف هدف إنشائه وردود فعل الأهالي

مكتب سري لحزب الله في السويداء.. مصادر تكشف هدف إنشائه وردود فعل الأهالي
تسعى ميليشيات إيران وخاصة حزب الله اللبناني لزيادة نفوذها وتوغلها في السويداء جنوب سوريا بشكل متسارع وممنهج، من خلال تطويع شبان المحافظة ضمن صفوفها باستغلال مادي وتحت شعارات مضللة، ما أثار مخاوف أهلية من زج أبناء السويداء في الصراع الدموي والعقائدي لنظام الملالي الإيراني.

وكشفت مصادر محلية من السويداء عن وجود مكتب إيراني لميليشيا حزب الله بشكل سري وسط المدينة، يقوم بتجنيد شباب المحافظة ضمن صفوف الميليشيا تحت مسمى (الدفاع المحلي)، عبر مغريات مادية وشعارات متعددة لتطويعهم.

وأوضحت المصادر لأورينت نت، أن المكتب (السري) يقع في منطقة برج المدينة وسط السويداء، ومتخصص لاستلام طلبات القبول من الشبان الراغبين للتطوع ودون وسيط أمني، ويتم من خلاله تقديم طلبات للالتحاق بالميليشيا ضمن مهمات داخلية وخارجية، وبراتب شهري يبدأ بـ 30 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 10 دولار بشكل تقريبي.

الانتساب ضمن عقد وشروط

بدورها كشفت صفحة "السويداء ANS" المحلية تفاصيل إضافية عن كيفية الانتساب إلى الميليشيا عبر مكتبها السري، وأشارت إلى أن الخطوة تفرض على الراغب بالتطوع "التوقيع على عقد مكون من 9 صفحات يحتوي على المعلومات الشخصية والصحية والدورات القتالية التي اتبعها في حال كان مقاتلا سابقا أو ما شابه"، إلى جانب شروط أخرى تتمثل بتحميله مسؤولية حمل السلاح واشتراط التفرغ الكامل لأي مهام قتالية سواء خارجية أو داخلية، مقابل عقوبات تفرضها الميليشيا من السجن والغرامات المالية وحتى المسائلة القضائية، بحسب ما نقلت الشبكة عن أحد المنتسبين.

وإلى جانب ذلك تحدد شروط الانتساب للميليشيا، خدمة المتطوعين في السويداء كمرحلة مبدئية، فيما يتم نقل المقاتلين لاحقا وفق الخطط العسكرية الخاصة بالميليشيا على امتداد الأراضي السورية، وضمن نظام خدمة لـ 15 يوما ويليها إجازة، ومن الممكن أن يتم تدريب العناصر في إيران إذا لزم الأمر، وفق التسريبات.

رفض لمشروع إيران الدموي

وأثارت تلك الخطوات مخاوف لدى أهالي السويداء من زج أبنائهم في الحرب الطائفية التي تخوضها ميليشيات إيران على الأراضي السورية، وخاصة مناطق الجنوب، أو استعمال المتطوعين في حسابات خاصة بميليشيا حزب الله من عمليات انتقام يدفع ثمنها دماء شباب المدينة.

وتوضح المصادر أن صلب المخاوف هو تحويل السويداء إلى "ساحة الاستهداف الدموي"، من خلال زج أبنائها في صراعات إيران الطائفية والعقائدية، خاصة مع محاولات عديدة وسابقة لإيران وميليشيا أسد جر المنطقة لاقتتال طائفي مفتعل بين درعا والسويداء، في وقت تتصاعد فيه حدة الاغتيالات التي تطال ميليشيا أسد وحلفاءها من ميليشيات إيران من قبل مجهولين في مناطق الجنوب، وبالتحديد في درعا والقنيطرة.

وتتجلى أبرز المخاوف الأهلية من استعمال شباب السويداء رأس حربة لميليشيات إيران في حربها ضد الشعب السوري، والآثار السلبية المترتبة على تلك الخطوات، خاصة وأن السويداء بموقفها العام ترفض الانزلاق إلى مشروع إيران وحليفها أسد، ما دفع الحليفين للانتقام من المحافظة بنشر الفوضى الأمنية سعيا لإخضاعها.

أساليب للتوغل

وتحاول ميليشيات إيران التوغل في محافظة السويداء من مداخل عديدة، أبرزها الشعارات المزيفة من محاربة الإرهابيين وغيرها من الإسطوانة المتكررة، إلى جانب إغراء الشباب واستغلال فقرهم في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية في عموم مناطق سيطرة ميليشيا أسد.

ووفق مصادر السويداء فإن ميليشيا "الدفاع المحلي" التي تقف وراءها ميليشيا حزب الله اللبناني تضم نحو 200 شاب من أبناء محافظة السويداء حتى اليوم، وهي مسميات وأهداف تختبئ وراءها الغايات الإيرانية الطائفية.

وتعاني السويداء من زيادة التوغل الإيراني وخاصة ميليشيا حزب الله اللبناني، بتسهيل من فرع الأمن العسكري التابع لميليشيا أسد،  لتتحول المحافظة إلى بؤرة للفلتان الأمني المتمثل بجرائم الخطف والقتل وتجارة المخدرات التي تنشرها ميليشيا حزب الله في المنطقة منذ سنوات.

غير أن المشروع الإيراني يهدف إلى إنشاء حزام عسكري وعقائدي يمثله في الجنوب السوري، درعا والقنيطرة والسويداء، بالقرب من الحدود الإسرائيلية، وتجلى ذلك في انتشار تلك الميليشيات وقواعدها العسكرية في تلك المناطق بتسهيل من ميليشيا أسد، رغم التحذيرات الإسرائيلية المتكررة من خطر الوجود الإيراني على حدودها والذي عبرت عنه بمئات الغارات الجوية لإبعاد ذلك الخطر عن المنطقة.

وسعت ميليشيات إيران خلال الأشهر والسنوات الماضية إلى جر  السويداء ودرعا إلى مستنقع الفتنة الطائفة وافتعال الاقتتال الطائفي بين المنطقتين الجارتين، لكن وجهاء المحافظات تصدوا لتلك المحاولات وأعلنوا رفضهم المطلق للانجرار وراء خطط المشروع الإيراني وتحميل المنطقة حقدها الطائفي.

من جهة أخرى، تعيش محافظات الجنوب السوري حالة من الفلتان الأمني تفرضه الميليشيات الإيرانية، عبر عمليات اغتيال يومية ومكثفة في محافظة درعا، تطال عسكريين ومدنيين محسوبين على ميليشيات أسد وإيران، للتعبير عن رفض الوجود الإيراني والقبضة الأمنية، فيما تسجل السويداء السيناريو الأسوأ لعمليات الخطف والقتل وتجارة المخدرات بتمهيد وتسهيل من ميليشيا حزب الله الذي يسعى لجعل المنطقة معبرا لتجارة المخدرات إلى الدول المجاورة.

وتحاول إيران من خلال تدخلها العسكري عبر الميليشيات "الطائفية" إضفاء صبغتها على المحافظات السورية عبر مشروعها التوسعي الذي يشكل عائقا في طريق الحل السياسي في سوريا، وما زالت تحاول التوسع والتمدد على حساب دماء السوريين رغم النتائج الكارثية لذلك الوجود.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات