الاحتجاجات تتصاعد في مناطق سيطرة قسد.. ما طبيعة الذرائع لتبرير اعتقالات الأهالي؟

الاحتجاجات تتصاعد في مناطق سيطرة قسد.. ما طبيعة الذرائع لتبرير اعتقالات الأهالي؟
يتصاعد الغليان الشعبي بين أهالي المناطق الواقعة تحت سيطرة ميليشيا قسد وخاصة في المناطق الشرقية والشمالية من دير الزور كالشعيطات وأبو حمام والبصيرة والبريهة ومناطق العزبة المترامية على طريق دير الزور الحسكة والواقعة بجملتها تحت سيطرة "قسد".

وارتفعت حدة المظاهرات الشعبية منذ مطلع كانون الأول من العام الماضي تنديداً بالفساد الإداري المتفشي في الإدارات المدنية التابعة لـ"قسد" واحتجاجاً على آلياتها المتبعة في توزيع المساعدات ومخصصات المازوت للتدفئة، ومنح الأولوية في توظيف المقرّبين من إدارات قسد على حساب الأهالي، بحسب ما أفاد به مصدر محلي لأورينت.

وأضاف المصدر أن قسد وسعت مؤخراً من جغرافية مداهماتها للأهالي وتحديداً بيوت الناشطين، واعتقلت العشرات منهم تحت ذريعة "الإرهاب" والتي أصبحت "تهمة جاهزة" لدى "قسد" لتبرير انتهاكاتها، لكن التحالف فرض على إدارات قسد خلال اجتماع بحقل العمر للإفراج عن من اعتقلتم بداعي الإرهاب، بحسب المصدر.

ناجٍ من قسد

وحول ذلك تحدث أحد الناجين من سجون قسد لأورينت بصعوبة بالغة عن انتهاكات الميليشيات ضد الأهالي والمدنيين، حيث وصف (ك.ح) الذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية خوفاً من معاودة اعتقاله ممارسات ميليشيا قسد بـ"سلوك عصابات".

وبحسب شهادة الناجي والمقاتل السابق في صفوف الجيش الحر لأورينت، داهم عناصر من قسد منزله بسبب مشاركته في إحدى المظاهرات المنددة بفساد "قسد"، ونهبوا ممتلكاته من نقود وذهب، ليتم ضربه وشتمه على غرار سلفه من الناشطين، وزجّه في السجن بتهمة "التخابر مع نظام أسد".

"نتعرّض لضغوط جمة وتهديدات من قبل عناصر قسد لايمكن تصوّرها..فتعاملهم مع الدواعش أهون بألف مرة من تعاملهم من عناصر سابقين في الجيش الحر، والعرب لا اعتبار لهم أمام أكراد المنطقة"، بحسب حديث الشاهد.

وأوضح الناجي (ك.ح) الذي تعرض للتهديد مراراً أن "قسد منذ فرض سيطرتها على المنطقة الشرقية، نفذت عمليات اغتيال بحق عدد من المقاتلين السابقين في الجيش الحر".

لا أرقام تذكر حول أعداد المعتقلين بتهمة العمالة والإرهاب على المعرّفات الرسمية التابعة لقسد، في حين تقدّر مواقع محلية أن عدد المعتقلين بلغ 40 معتقلاً، بينما تحدث الناجي (ك.ح) لأورينت عن اعتقال "قسد" لـ18 بينهم مقاتلون سابقون من الجيش الحر.

بذريعة "الإرهاب"

اعتقلت ميليشيات "قسد" العديد من أهالي دير الزور والحسكة بذريعة تفلّتهم من التجنيد الإجباري"، حيث أعلنت الأخيرة في 13 من تموز عام 2014، عن قانون “الدفاع الذاتي في قطاع الجزيرة السورية. وبموجب القانون اقتيد الكثير من عين العرب كوباني وتل أبيض والقامشلي ومنبج وعفرين إلى الخدمة الإلزامية للانخراط في صفوف "قسد".

في 22 من حزيران العام الماضي أجرت "قسد" تعديلات على قانون التجنيد يلزم شباب دير الزور والحسكة والرقة بالالتحاق بالخدمة الإلزامية بدافع شرعنة كيانها وفرض منطق سيادي. لكن استمرارية المظاهرات الشعبية ضد قسد دفعت بالأخيرة إلى استبدال ذرائعها السابقة في اعتقالها المدنيين بتهم ارتكابهم أعمالاً إرهابية لزجهم في السجن.

وحول ذلك، أوضح الصحفي في موقع فرات بوست صهيب الجابر لأورينت مقاصد "قسد" في انتقائها تهمة "الإرهاب" كـ"مسوّغ لها ينسجم مع مبررات الإدارة الأمريكية، والتي وضعت أيضاً هذا الشعار كهدف أساسي لوجودها في سوريا لمحاربة تنظيم "داعش".

ومن المفارقة أن "قسد" تحاول دائماً أن تظهر المنطقة على أنها وكر لداعش وأن السكان فيها حاضنة شعبية للتنظيم الإرهابي وهذا غير صحيح، ويتساءل الجابر عن سبب استمرار هجمات التنظيم على المنطقة وسبب تحركهم بسهولة ومنحهم تصاريح رسمية تخوّلهم القيام بذلك رغم إعلان "قسد" والتحالف النصر على التنظيم.

وأضاف الجابر أن قسد مارست الكثير من الانتهاكات والاعتقالات بحق الأهالي ونهب لثروات المنطقة تحت غطاء "الـعيش المشترك وأخوّة الشعوب وإعادة الإعمار".

وأوضح الجابر أن لاتمثيل حقيقياً للعشائر في المنطقة لردع ممارسات قسد، فالأخيرة اختارت ممثلين مرفوضين من الأهالي وكانوا "مجرد واجهة إعلامية"، في حين لاحقت "قسد" الممثلين الفاعلين من العشائر وسهّلت من عمليات اغتيالهم عبر عناصر تابعة لميليشيا أسد وداعش، على حد وصفه.

التعليقات (1)

    عرين

    ·منذ 3 سنوات شهرين
    قسد تعتقل المدنيين بتهمة الارهاب وتطلب من ذويهم مبالغ مالية كبيرة مايقارب 2500 دولار لتفرج عنهم غير ابهة بالظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها الاهالي حيث احدهم بالكاد قادر على تأمين رغيف الخبر ثم تأتي قسد وتعتقل ابنه وتطالبه بالدفع بالدولار وهذا ما حدث بالباغوز مع تكتم اعلامي
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات