وليد الريان يحقق أكبر أحلامه ويشعل بسمة على وجوه أطفال مخيم بيرقدار

وليد الريان يحقق أكبر أحلامه ويشعل بسمة على وجوه أطفال مخيم بيرقدار
قد يبدو أن ربط لوح توليد طاقة لاتتجاوز مساحته ¼ م2 ببطارية صغيرة، وتشغيل زر كهرباء لاتزيد إنارته عن عدة شمعات، أمر لا يستحق الاهتمام وغير ملفت للنظر، إلا أنك ستغير رأيك حتما عندما تعلم، أن هذا الزر الكهربائي الصغير يمثل "الحلم" الأكبر لحوالي 7 آلاف سوري نازح مع أطفالهم في مخيم بيرقدار شمال إدلب.

صاحب هذا "الإنجاز" يدعى وليد سليمان الريان ويعيش في مخيم بيرقدار بمنطقة كللي شمال إدلب، يقول" جئنا إلى هذا المخيم بعد 5 مرات نزوح، بعد أن تم تأمين الخيام المطلوبة لإنشائه، من قبل منظمة تحالف الأديان من أجل اللاجئين السوريين (MFA)، لكن حلمنا الأكبر كان تحويل هذا المخيم إلى قرية، وحماية أطفالنا من العقارب والحشرات ومنحهم إحساساً بالحياة، .. لايكون هذا إلا بتخفيف الظلمة عبر إنارة المخيم، ولكن كيف فالعين بصيرة واليد أقصر من القصيرة".

بدأت الفكرة صغيرة ومن بيتي.. ثم أخذت تكبر شيئا فشيئا.. جئت ببطارية (100) أمبير ووصلتها بلوح طاقة صغير، وربطتها بأزرار كهربائية صغيرة (لدة)،.. يقول وليد بشيء من النشوة" عندما اشتعل بصيص ضوء اللدة في الخيمة ورأيت البسمة تغمر وجوه أطفالي، شعرت بفرحة غامرة".

ويتابع: بعدها طلب مني أحد الجيران أن أساعده بإضاءة خيمته، بنفس الطريقة، ورويدا رويدا بدأت بتنفيذ الفكرة عند كل النازحين، وحين كنت أرى الفرحة على وجوه أطفال وأهالي المخيم، أشعر وكأنني حققت إنجازا كبيرا، وحققت حلمي وحلم جميع النازحين بتحويل المخيم المظلم إلى قرية".

وبقي من حلم وليد حتى يتحول مخيمهم، الذي يضم نحو 7 آلاف نازح هربوا من جحيم قصف ميليشيا أسد بريف إدلب الجنوبي، إلى قرية، تمديد أشرطة إنارة في طرقات المخيم، ليسهل عليهم التنقل ليلا ويخفف وحشة الظلمة على الأطفال.

ورغم أن وليد لم يحقق حلمه على النحو الذي يريد، بانتظار أن يحظى المخيم بدعم أكبر من المنظمات المحلية والدولية ذات الشأن، إلا أنه من خلال هذه الفكرة البسيطة، استطاع تأمين فرصة عمل كريم له ولعائلته، وقدم خدمة جليلة لأبناء بلدة ومخيمه من النازحين. 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات