"الجولة 61".. كيف تناولت الصحف التركية "المحادثات الاستكشافية" بين تركيا واليونان؟

"الجولة 61".. كيف تناولت الصحف التركية "المحادثات الاستكشافية" بين تركيا واليونان؟
أثارت عودة المحادثات بين تركيا واليونان بعد انقطاع دام قرابة خمس سنوات، بهدف إيجاد حل مشترك للنزاع الذي امتد لفترة طويلة، أثارت ردود فعل واسعة في الصحافة التركية والتي تضاربت فيها الآراء بين متشائم ومتفائل.

وبعد أشهر من التوتر المرتبط بالتنقيب عن الطاقة شرق البحر الأبيض المتوسط بين البلدين، عقد البلدان الجولة "61" من المحادثات بينهما في إسطنبول، الإثنين الماضي، إذ استقبل نائب وزير الخارجية التركي سادات أونال، الوفد اليوناني برئاسة الدبلوماسي المتقاعد بافلوس أبوستوليديس في إسطنبول بقصر "دولمة بهشة".

وصرحت مصادر دبلوماسية تركية عقب الاجتماع، أن تركيا واليونان بحثتا التطورات الأخيرة والوضع الحالي بالإضافة إلى الخطوات التي يمكن اتخاذها في المستقبل.

في حين قالت وكالة الأنباء اليونانية نقلاً عن المتحدث باسم الحكومة، إن المحادثات ليست "مفاوضات وليست ملزمة"، وإن الهدف الرئيسي منها الاستطلاع حول وجود مجال للتقارب يمكن أن يصل للمفاوضات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية فقط.

الصحف التركية 

وتضاربت الآراء في الصحف التركية حول عودة العلاقات بين البلدين بين متفائل بالحل ومتشائم بسبب التجربة السابقة، إذ عنونت صحيفة "yeniçağ"  بـ "الجيران ليس لديهم نية للاتفاق".

وقالت فيها إن "الاتحاد الأوروبي يقف خلف اليونان، وليس من المتوقع التوصل إلى نتائج ملموسة من المحادثات الاستكشافية بعد فشل ستين جولة منها، التي كانت تسعى للحصول على تنازلات انتزاع من تركيا"، ووصفت الصحيفة ذلك في تعبير "كأن ستين جولة لم تكن كافية".

أما صحيفة "جمهورييت" تساءلت "اليونان التي تريد تنازلات من تركيا؟" وقالت إنه "لا توجد نتيجة من هذه المفاوضات. لأن اليونان؛ إما أنها لا تلتزم بالمعاهدات، أو تمتثل لمواد المعاهدة التي تختارها، أو تفسر المواد بالشكل الذي يناسبها" مؤكدة أنها تحاول "كسب الوقت".

بينما كتب الصحفي مراد يتكين رأياً مغايراً في مقال له، قال فيه إن "المحادثات التركية اليونانية، خطوة صغيرة لكنها يمكن أن يكون لها تأثير أكثر إيجابية على علاقات تركيا مع الغرب"، مضيفاً "أستعير العبارة الشهيرة في اللحظة التي صعد فيها نيل أرمسترونغ إلى القمر، صغيرة بالنسبة للعلاقات اليونانية التركية، لكنها خطوة عملاقة للعلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي".

من جهته أعرب وزير الدفاع التركي خلوصي أكار عن أمله بالتوصل إلى حل، قائلاً "في المحادثات مع اليونان، نأمل أن يتم التعامل مع القضايا في إطار الحقوق والقانون والإنصاف وإيجاد حلول".

وكان وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس صرح مطلع الأسبوع أن بلاده تشارك في المحادثات الاستكشافية "بحسن نية"، مضيفاً أن الخلاف يمكن عرضه على التحكيم في لاهاي إذا انهارت المحادثات الاستكشافية.

ترحيب بالمحادثات

ورحبت وزارة الخارجية الأمريكية بعودة واستئناف المحادثات الاستكشافية بين تركيا واليونان، كما أعلن الاتحاد الأوروبي عبر ممثل الاتحاد الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، ترحيبه باستئناف المحادثات باعتبارها خطوة هامة لدفع وتعزيز الحوار والتعاون.

وأثنى على دور السلطات التركية عبر رسائلها من أجل تسوية الخلافات والتوترات التي ظهرت في العام الماضي بشكل كبير مع دول الاتحاد الأوروبي وعلى رأسها اليونان.

وكان المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين غرد عبر حسابه في تويتر، "أن تركيا لديها النية لحل كل المشكلات، ويمكن أن يحصل ذلك".

وجاء اجتماع إسطنبول بعد اتصالات دبلوماسية مفاجئة، هدفت لإذابة الجمود في العلاقات التي توقفت بعد الجولة الستين والأخيرة من المحادثات الاستكشافية في مارس/ آذار 2016 التي عقدت في العاصمة اليونانية أثينا.

وبعد ذلك التاريخ، استمرت المفاوضات بين البلدين على شكل مشاورات سياسية، دون أن ترجع إلى إطار استكشافي مجدداً، وانطلقت أول جولة من المحادثات الاستكشافية بين البلدين عام 2002، للوصول إلى حل "عادل ودائم وشامل" يقبله الطرفان لمعالجة خلافاتهما في بحري إيجة والمتوسط، واستمرت المحادثات بانتظام حتى عام 2016.

واستمرت الخلافات بين تركيا واليونان بشأن العديد من القضايا، أهمها مطالبات اليونان برسم الحدود البحرية، بالإضافة لمشكلة قبرص التركية واليونانية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات