دويلة آل بري: أبناء بري في أدوار قيادية.. يقسمون حلب إلى قطاعات وكانتونات

دويلة آل بري: أبناء بري في أدوار قيادية.. يقسمون حلب إلى قطاعات وكانتونات
في أبلغ تعبير عن الحال التي وصلت إليها "السيادة الوطنية" تحت مظلة نظام أسد المنهار والميت سريريا تحت وطأة الاحتلالات ونفوذ الميليشيات، تواصل ميليشيا آل بري فرض هيمنتها وسيطرتها على معظم مفاصل الحياة في مدينة حلب، لتشكل ما يشبه "الدويلة" ولتقوم ممارسة "دورها السيادي" حيث أجرت قبل أيام تغييرات على صعيد قياداتها، وذلك بعد اعتبار نفسها الجهة العسكرية والأمنية ذات النفوذ المطلق، التي تقرر مصير كل منطقة في المدينة والجهة المسيطرة عليها على حدة.

 

قطاعات وكانتونات

وقالت مصادر خاصة في حلب لـ أورينت نت، إن "ميليشيا آل بري قامت خلال الأسبوع الماضي، بسلسلة تغييرات في صفوفها اشتملت على تنقلات وإقالات لكثير من قادتها العسكريين حتى ممن هم مدرجون ضمن إطار القرابة، حيث تمت الإطاحة بالعديد من قادة الميليشيا، مع تسليم عناصر وقادة مجموعات صغار (غالبيتهم أقارب لـ آل بري)، مناصب عسكرية عليا في الميليشيا كـ (الذخائر والتسليح وغيرها).

وأضافت: "لم يقتصر الأمر على الإقالات فحسب، بل عمدت قيادة الميليشيا لإجراء تغييرات جذرية على قيادات القطاعات، إذ أصبح (حسن عبد الملك بري) قائداً لقطاع باب الحديد وحلب القديمة بشكل عام، فيما تم تعيين (أبو المجد زريق) قائداً عسكرياً في منطقة الصاخور، و (أبو معتز الخضر) قائداً عسكرياً على قطاع الصالحين والفردوس، فيما بقيت السيطرة في منطقتي (المرجة وباب النيرب)، تابعة بشكل مباشر لقائد الميليشيا العام (كنان أبو الحسن)، لكون الحيين يعدان معقلاً رئيسياً للميليشيا ويضمان غالبية مقرات القيادة التابعة لها.

إقالات ومحظورات ورواتب 

وبحسب المصادر فإن الميليشيا وعلى الرغم من إقالتها لكثير من القادة، إلا أنها حظرت عليهم الانضمام إلى ميليشيات أخرى، أو الانضواء تحت أي جناح جهة عسكرية ثانية سواءً أكانت صديقة أو معادية، مقابل ذلك تعهدت الميليشيا بدفع رواتب لهؤلاء دون مزاولة أي عمل، فقط يمكنهم العمل بأعمال مدنية في أي مهنة يشاؤون دون اللجوء للعسكرة مرة أخرى.

وتابعت: "من أبرز القادة الذين تم إقصاؤهم كان (بهاء الشرابي)، وهو أحد القادة السابقين التابعين لميليشيا الدفاع الوطني في مدينة حماة، وقد انضم لفترة إلى نسور الزوبعة ومنها انتقل إلى ميليشيا الباقر، قبل أن يترك الميليشيا عام 2017 وينتقل ليقاتل تحت إمرة عضو مجلس الشعب السابق (عبد الملك بري)، وقد تمت الإطاحة به على الرغم من أنه كان من أكثر القادة موثوقية لدى قائد الميليشيا (أبو الحسن)، كما تمت إقالة العديد من الشخصيات الأخرى من بينهم (أسامة الجغل - إياد عجنجي - ومهند الجاموس) وغيرهم".

 

أسباب مذهبية

وعلى الرغم من إعلان ميليشيا (آل بري) أن ما جرى هو مجرد (تغييرات وإعادة هيكلة) للقيادات لديها، إلا أن الأسباب الخفية لم تكن كذلك أبداً، حيث وبالنظر إلى القادة الذين تمت إقالتهم، تبين أن غالبيتهم ينحدرون من مناطق خارج نطاق محافظة حلب، إضافة إلى أن البعض ينتمون لعائلات على صلات بأشخاص أو ربما عائلات أخرى (شيعية).

 وترى مصادر أن ما قامت به ميليشيا (آل بري) فعلياً، ليس إلا (غربلة) وإقصاء لأي قائد لديها، منعاً لأي خطر قد يشكله ذلك القائد على قادتها (أبناء العشيرة) لاحقاً، سيما وأن ميليشيا (آل بري) قامت على أنقاض وفلول العديد من الميليشيات الأخرى، وهو ما جعلها تضم عناصر مختلفين في الدين أو المذهب وحتى القوميات، قبل أن تقوم بعملية مماثلة لما جرى الآن أواخر 2019، للتخلص من أي عناصر يؤمنون بالمذهب الشيعي، أو كانوا يقاتلون في صفوف الميليشيات الإيرانية.

 

من هنا بدأت الحرب

وسيطرت ميليشيا (آل بري) المدعومة والممولة من الاحتلال الروسي، على كامل أحياء حلب الشرقية بعد اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة شهدتها المدينة عام 2019 مع ميليشيات (كفريا والفوعة) المدعومة من قبل ميليشيا النجباء الشيعية، وهو ما دفع الميليشيات الموالية المدعومة من موسكو كميليشيات (الماردل - وفلول ميليشيات الدفاع الوطني والديري) لمؤازرة أبناء بري في معاركهم.

وبعد الإطاحة بميليشيات إيران أعلنت ميليشيا (آل بري) سيطرتها الكاملة على أحياء حلب الشرقية، وعينت قائدها (كنان أبو الحسن) قائداً عاماً لما يعرف باسم (القوات الرديفة) في حلب، فيما تمكنت ميليشيات إيران من الحفاظ على مواقعها جنوب المدينة، وخاصة داخل مطاري (النيرب العسكري وحلب الدولي) الاستراتيجيين، إضافة إلى أحياء الشيخ سعيد وبلدة النيرب التي تضم (مخيم النيرب الفلسطيني) المسيطر عليه من قبل ميليشيا (لواء القدس) المدعومة من إيران أيضاً.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات