حزب الله يصور طرابلس مدينة للفوضى..وسقوط أول قتيل يؤجج الانتفاضة

حزب الله يصور طرابلس مدينة للفوضى..وسقوط أول قتيل يؤجج الانتفاضة
تصاعدت حدّة الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها مدينة طرابلس اللبنانية وعدد من الضواحي الأخرى منذ ليل الإثنين الماضي اعتراضاً على تمديد العمل بقرار الإغلاق العام الذي أعلنته الحكومة حتى الثامن من شباط القادم.

وأفاد مراسل أورينت في بيروت الصحفي طوني بولس بوفاة أحد المتظاهرين متأثراً بجروحه صباح اليوم، وارتفاع عدد الجرحى إلى 260 جريحاً، مشيراً إلى دعوات شعبية اليوم  للاحتجاج أمام منازل المسوؤلين في طرابلس.

وقال المراسل إن مظاهرات خرجت في كل من بيروت والبقاع وتعنايل وصيدا تضامناً مع مظاهرات طرابلس ولتخفيف الضغط الأمني عليها وللتأكيد على حقهم المشروع في التظاهر وأحقية مطالبهم التي تمثل كل الشعب اللبناني.

استنفار طبي

ونشرت صفحات محلية جانباً من آثار المظاهرات ليل أمس، منها "شبكة أخبار طرابلس الفيحاء"، التي أفادت بوصول قوة عسكرية من الجيش تزامن ذلك مع إطلاق نار كثيف في محيط السراي تمهيداً لدخول ساحة النور.

كما بُثت مقاطع فيديو تظهر فيها عمليات فرق الإسعاف لنقل المصابين في صفوف المتظاهرين إلى المستشفيات.

في حين نشرت "شبكة طرابلس الإخبارية" الموالية لميليشيا حزب الله صوراً قيل إنها آثار أضرار لحقت بالآليات العسكرية وسيارات حفظ النظام جرّاء اعتداء المتظاهرين عليها بقنابل يدوية الصنع، حسب زعمها.

وأفاد الصليب الأحمر اللبناني عبر صفحته في تويتر في وقت متأخر من ليل أمس بسقوط 226 جريحاً بين مدني وعسكري في مواجهات طرابلس، وأكد الصليب الأحمر أن 35 مصاباً تم نقلهم إلى مستشفيات المدينة، بعضهم في حالة حرجة فيما تمت معالجة 67 آخرين ميدانيا، في حين أعلنت فرق جهاز الطوارىء والإغاثة أنها أسعفت 93 مصاباً ونقلت 31 جريحاً إلى مستشفيات المدينة.

مساعدة بـأقل من 300 دولار

من جانبها، أعلنت رئاسة مجلس الوزراء أمس الأربعاء عن توزيعها مساعدات مالية عاجلة بقيمة 400 ألف ليرة لبنانية (264.52 دولار) لمساعدة الأسر الأكثر فقراً.

كما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام أن حكومة تصريف الأعمال قد أعلنت عن مضيّها في تنفيذ خطتها لتأمين لقاح ضد وباء كورونا بشكل مجاني وموّحد لكل اللبنانيين وغير إلزامي، على حد قولها.

في الوقت ذاته، توجّهت فرق وآليات ومدرعات عسكرية التي تسيطر عليها ميليشيا حزب الله إلى مدينة طرابلس، حيث تمركزت عند ساحة النور وأحياء أخرى من المدينة، لتفريق المتظاهرين.

أيادٍ خفيّة؟

لكنْ لرئيس تيار المستقبل رأي آخر من وراء الاحتجاجات الشعبية في طرابلس ذات الأغلبية السنية، حيث لم يستبعد الحريري من مساعي أطراف حزبية "تريد توجيه رسائل سياسية تستغل وجع الناس والضائقة المعيشية التي يعانيها الفقراء وذوو الدخل المحدود".

وأردف الحريري كلامه ببضعة تغريدات نبّه فيها أهالي طرابس من "أي استغلال لأوضاعهم المعيشية"، مطالباً الحكومة بالتدخل العاجل لـ"كبح جماح الفقر والجوع" لضمان التزام المواطنين بقرار الإقفال العام.

وحول ذلك، عّلق الصحفي طوني بولس أنه من الواضح بأن السلطة السياسية لاسبيل لديها لمواجهة حراك الشارع سوى استخدام العصا الأمنية كحل وحيد لمحاولة إسكاته، موضحاً أن الإغلاق ضرب مصالح كل من وجد نفسه أمام خيارين إما الموت جوعا أو الموت بكورونا مع ظل تأخر اللقاح الى البلاد.

وتابع بولس بالقول إن حزب الله المسيطر على القرار في لبنان يريد أن يزج العسكر في الشارع لاظهار الاعتداء الشعبي عليهم، وخلق انطباع بأن طرابلس مدينة فوضى، ولم يستبعد بولس من وجود "طابور خامس" يمثل السلطة يحاول اختلاق المشاكل ليستجلب قوى عسكرية ويقمع الاحتجاجات، حسب رأيه.

وكان المجلس الأعلى للدفاع في لبنان قد قرر تمديد حالة الإقفال الشامل حتى الثامن من شباط المقبل بعد أن كان مقرراً إعلان إنهائه في 24 من كانون الثاني الماضي.

وجاء قرار المجلس على خلفية تفاقم معدلات الإصابة بفيروس كورونا (كوفيد 19) بين اللبنانيين، حيث تخطت أعداد الإصابات عتبة الـخمسة آلاف إصابة يومياً، كما سجلت أمس أعلى نسبة وفيات بكورونا والتي بلغت 76 حالة وفاة.

وبلغ إجمالي الإصابات في البلاد منذ بدء تفشيه أكثر من 290 ألف إصابة، أما إجمالي الوفيات فسجل 2553 حالة، بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات