إيران تحيي مزاعم هجمات صدام الكيماوية: مرارة الهزيمة التي كلفتها عشرات آلاف القتلى

إيران تحيي مزاعم هجمات صدام الكيماوية: مرارة الهزيمة التي كلفتها عشرات آلاف القتلى
عاود نظام الملالي في إيران مهاجمة ألمانيا بسب ما يصفه بـ"الجريمة" التي ارتكبتها بتزويد صدام حسين بأسلحة كيماوية، يزعم أن الأخير استخدمها ضد المدنيين خلال الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي وقتل وأصاب آلافاً.

ففي جديد الحديث، توعد سفير ومندوب النظام الإيراني الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة في جنيف، إسماعيل بقائي هامانه، ألمانيا بأن بلاده لن تتراجع أبداً عن ملاحقة ما أسماه "جريمة ألمانيا" بتسليح صدام حسين بالأسلحة الكيماوية، وفقاً لوكالة تسنيم المقربة من النظام الإيراني.

وما تفتأ إيران تجدد الحديث عن الأسلحة الكيماوية في الحرب مع العراق والخسائر التي تكبدتها آنذاك،  حيث تكرر الدعوة في كل مناسبة لمحاسبة من دعم صدام حسين بهذه الأسلحة، عدا عن أنها أسست مؤتمراً سنوياً تقيمه في الـ28 حزيران من كل عام، لتذكر بالخسائر التي منيت بها على يد الجيش العراقي تحت مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية، وهو تاريخ القصف الذي تزعم أن مدينة سردشت المحاذية للحدود العراقية شمالاً تعرضت فيه لقصف كيميائي تسبب بمقتل وإصابة المئات.

هجمات أسد تعيد خسائر إيران إلى الواجهة

في عام 2013 نشرت مجلة فورن بوليسي تقريراً، قالت إنه بناء على معلومات استخباراتية، شككت فيه بأن تشن الحكومة الأمريكية عملاً عسكرياً رداً على الضربات الكيماوية بالقرب من دمشق (مجزرة الأسد الكيماوية في الغوطة الشرقية)، كونها ومنذ جيل مضى، علمت الأوساط العسكرية والاستخبارية الأمريكية عن سلسلة من الهجمات بغاز الأعصاب، ولم تفعل شيئًا لوقفها وكانت أكثر تدميراً بكثير من أي شيء شهدته سوريا، في إشارة لهجمات صدام حسين خلال الحرب مع إيران.

ففي عام 1988 وخلال الأيام الأخيرة من حرب العراق مع إيران، علمت الولايات المتحدة من خلال صور الأقمار الصناعية أن إيران كانت على وشك الحصول على ميزة استراتيجية كبرى تمثلت بإمكانية استغلال ثغرة في الدفاعات العراقية، فنقل مسؤولو المخابرات الأمريكية موقع القوات الإيرانية إلى العراق، مدركين تمامًا أن جيش صدام سيهاجم بالأسلحة الكيماوية، بما في ذلك غاز السارين، وهو غاز أعصاب مميت.

تضمنت المعلومات الاستخباراتية - وفقاً للمجلة - صورًا وخرائط عن تحركات القوات الإيرانية، فضلاً عن مواقع المنشآت اللوجستية الإيرانية وتفاصيل حول الدفاعات الجوية الإيرانية، حيث استخدم العراقيون غاز الخردل والسارين (قبلها أربع هجمات كبرى في أوائل عام 1988 اعتمدت على صور الأقمار الصناعية الأمريكية والخرائط وغيرها من المعلومات الاستخبارية) وساعدت هذه الهجمات على قلب الحرب لصالح العراق وإحضار إيران إلى طاولة المفاوضات، كما أنها ضمنت نجاح سياسة إدارة ريغان طويلة الأمد المتمثلة في تأمين نصر عراقي.

ونفى المسؤولون الأمريكيون منذ فترة طويلة موافقتهم على الهجمات الكيماوية العراقية، وأصروا على أن حكومة صدام لم تعلن أبدًا عن نيتها استخدام الأسلحة.

قتلى بالآلاف

وفي حين لا توجد إحصائيات دقيقة تدعم مزاعم نظام الملالي بأن الهجمات تسببت بإصابة ما بين 50 و100 ألف إيراني، تشير بعض المصادر إلى أن جيش العراق قتل أكثر من 20 ألف عنصر من ميليشيات الملالي خلال تصديه لهجماتهم على الأراضي العراقية على الجبهتين الشمالية والجنوبية.

 وكانت ميليشيات نظام الملالي استعادت قبل نحو 10 أيام 55 جثة لعناصر قتلوا خلال معركة "الحصاد الأكبر" التي تسميها إيران عمليات "كربلاء 5" و"الفجر" التمهيدية و"خيبر" التي وقعت خلال الأعوام 1986 و1988.

وبحسب عدة مصادر تاريخية، فإن المعركة التي بدأتها إيران في الـ5 من يناير/ كانون الثاني 1986 بسيل من المهاجمين من ميليشيات الباسيج والحرس الثوري وحتى نهايتها في 7 فبراير/ شباط، أسفرت عن مقتل نحو 65 ألف عنصر من هذه الميليشيات.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات