دراسة تتوصل إلى قياس السمات النفسية للأشخاص عبر منشوراتهم على وسائل التواصل

دراسة تتوصل إلى قياس السمات النفسية للأشخاص عبر منشوراتهم على وسائل التواصل
أظهر باحثون منذ فترة طويلة أن نماذج الذكاء الاصطناعي يمكن أن تحدد السمات النفسية الأساسية للشخص من خلال متابعة بصماته الرقمية في وسائل التواصل الاجتماعي "مثل منشوراته على فيس بوك".

وحسب ما نشره موقع techxplore، شارك فريق بحثي بإشراف جوهانس إيششتيدت من جامعة ستانفورد وآرون ويدمان من جامعة ميشيغان في الولايات المتحدة حول إمكانية الذكاء الاصطناعي من تحديد التغيرات وتقلبات مزاج الشخص من أسبوع لآخر.

واعتمد الباحثون في الدراسة على استخدام أدوات معالجة إلكترونية، لتحديد ما إذا كان المستخدم يشعر بالسرور أو الحزن في أي وقت من الأوقات، كما استطاعوا من خلال معادلة خوارزمية متخصصة إعداد مقطع فيديو يوضح التباينات الشعورية من تقلبات المستخدم العاطفية خلال فترة زمنية معينة.

وبحسب الباحثين فإن النتائج قد تثير مخاوف جديدة بشأن حماية خصوصية مستخدمي مواقع التواصل، ويمكن للمسوقين أو الدعاة السياسيين في يوم من الأيام أن يصمموا رسائلهم بناءً على الرسالة التي تثير أقوى رد فعل عاطفي.

لكن جوهانس إيششتيدت، أستاذ مساعد في العلوم الإنسانية والعلوم بجامعة ستانفورد في علم النفس وزميل هيئة التدريس في معهد ستانفورد للذكاء الاصطناعي المرتكز على الإنسان، يقول "إن النهج يمكن أن يساعد في تشخيص الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات المزاج ومعرفة مدى استجابتهم للأدوية أو العلاج أو تغيير في نمط الحياة".

وأضاف "إذا تم استخدام هذا النوع من النهج بما يتماشى مع الأخلاق والقانون، واتباع سياسة حماية خصوصية صارمة، فيمكن في يوم من الأيام أن يفتح الطريق لفهم العقل بشكل حسابي، ويساعد في تشخيص وتقييم المشكلات النفسية بالإضافة لتتبع التأثير النفسي للأحداث المجتمعية الصادمة، مثل جائحة كورونا".

وأكد الباحث أن الدراسة استندت إلى عدد صغير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي من الأمريكيين  المتميزين في الغالب الذين نشروا أكثر من غيرهم، ونتيجة لذلك، قد لا تكون النتائج ممثلة لجميع المستخدمين،  قد يكونون أقل تمثيلا لأناس من ثقافات أخرى.

وقام الباحثون بتحليل منشورات لثلاثة آلاف متطوع على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل تحديد الحالة المزاجية التي تعبر عنها هذه التدوينات، وإلى أي مدى عبرت عن المشاعر الإيجابية أو السلبية وشدتها، ثم قاموا بتغذية التدوينات ونتائج التحليل في منظومة للذكاء الاصطناعي، بحيث أصبح من الممكن استخدام هذه البيانات كمعيار لتقييم أي تدوينات مماثلة يتم فحصها على مواقع التواصل.

وتم اختبار النموذج على مجموعة مختلفة تماماً من المنشورات لـ 640 مستخدما نشيطا على مواقع التواصل الاجتماعي، لفهم ما إذا كان نموذج الذكاء الاصطناعي يقرأ مشاعر الناس بشكل صحيح، ونظر الباحثون في مدى تطابق الأنماط التي تم الكشف عنها مع التنبؤات التي تستند إلى الدراسات النفسية الشخصية الكلاسيكية.

ومن هذه الدراسات ما يسميه باحثو علم النفس سمات الشخصية "الخمسة الكبار" وهي: الانبساط، والقبول، والانفتاح، والضمير، والعصبية، وتمت مقارنة النتائج التي قاست السمات الخمس الكبرى تماشيا مع التوقعات السابقة.

وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين صنفهم نموذج الذكاء الاصطناعي "أعلى في الانبساط والقبول والضمير" يميلون إلى الشعور بالتفاؤل والإثارة، لتتطابق مع نتائج نموذج الذكاء الاصطناعي، وحول وجود علاقة بين شعور الأشخاص الطيبين وسرعة استفزازهم أيضاً أظهرت تطابقاً.

وكما أظهرت الدراسة التناقضات بين الجنسين، فوجد الباحثون أن الرجال والنساء أظهروا أنماطا عاطفية مختلفة نوعا ما، وبحسب النتائج تميل النساء إلى أن يكونوا أكثر تفاؤلاً إلى حد ما، من الرجال ويتمتعون بشعور عاطفي أوسع.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات