بانتظار الحكم النهائي.. كبير دبلوماسيي الإرهاب الإيراني في قفص المحاكم الأوروبية

بانتظار الحكم النهائي.. كبير دبلوماسيي الإرهاب الإيراني في قفص المحاكم الأوروبية
تستعد محكمة جنائية في بلجيكا لإصدار حكمها النهائي في قضية الدبلوماسي الإيراني في أوروبا، أسد الله الأسدي، وشركائه المتهمين بالتدبير لتفجير اجتماع كبير للمعارضة الإيرانية في العاصمة الفرنسية باريس في عام 2018، لتكون كبرى التهم الموجهة لنظام الملالي حول وقوفه وراء العمليات الإرهابية في أوروبا.

وذكرت مواقع إيرانية معارضة أن قلقاً يسود النظام الإيراني عشية صدور الحكم النهائي بحق المتهمين الإيرانيين غدا (4 فبراير)، باعتبار أن القضاء الأوروبي وجه سابقا اتهامات للمخابرات الإيرانية بالتدبير لمخططات إرهابية ووجود شبكات لعدد كبير من الجواسيس التابعين لنظام الملالي على الأراضي الأوروبية.

وبدأت أولى جلسات المحاكمة في بلجيكا بحق الأسدي وشركائه (نسيم نعمي وأمير سعدوني) في أواخر تشرين الثاني الماضي، ليتم تأجيلها الجلسة حتى الشهر الحالي، وكان أسد الله الأسدي رفض المثول في قفص الاتهام في المحكمة بذريعة أنه يمتلك حصانة دبلوماسية، وفق محاميه الخاص.

كبير دبلوماسيي الإرهاب

أسد الله الأسدي من كبار الدبلوماسيين الإيرانيين في النمسا والحاصل على حصانة دبلوماسية فيها، ومتهم بمحاولة التخطيط لتفجير  مقر يضم آلافا من المعارضة الإيرانية "مجاهدي خلق" في باريس، وبحضور مسؤولين أمريكيين وأوروبين وعلى رأسهم محامي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، رودي جولياني، وعدد من نواب مجلس العموم البريطاني.

ألقي القبض عليه في ألمانيا في 10 حزيران عام 2018، وبعد ذلك اعتقلت الشرطة البلجيكية اثنين من المتهمين بالاشتراك مع الأسدي في تلك العملية، ليتم بعدها أيضا اعتقال شخص رابع من المتهمين في فرنسا، في حين طالب المدعي العام في لائحة الاتهام بالسجن 20 عاما لأسدي و18 عاما لشريكيه، فيما اتهم الادعاء أجهزة الاستخبارات الإيرانية بالوقوف وراء الخطة لتفجير مقر المعارضة الإيرانية في باريس، الأمر الذي تنفيه إيران بشدة.

وفي التفاصيل فإن الشرطة البلجيكية اعتقلت الزوجين من أصول إيرانية (نسيمة نعماني وأمير سعدوني) وهما في طريقهما إلى فرنسا وبحوزتهما 500 غرام من مادة (بروكسيد الأسيتون) المتفجرة وصاعق في سيارتهما، بعد يومين على تسلمهما قنبلة أخرى من قبل الأسدي في لوكسمبورج، بهدف تنفيذ التفجير أثناء التجمع الأكبر للمعارضة الإيرانية في 30 من حزيران 2018، حيث اعتبرت السلطات البلجيكية أن كشف المخطط جنب باريس "حمام دم".

وعلى ضوء ذلك بدأت مطالبات أوروبية للمجتمع الدولي بالتعامل مع نظام إيران على أنه "عراب الإرهاب الدولي" وذلك خلال مؤتمر نظمته (اللجنة الدولية للبحث عن العدالة) بمشاركة عدد من الشخصيات السياسية الأوروبية وأبرزهم ، وزير الخارجية الإيطالي السابق، جوليو ترتزي ونائب الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي، الدكتور أليخو فيدال كوادراس، بهدف المطالبة بالحد من الإرهاب الإيراني وسياسته الخبيثة في أوروبا.

وخلال المؤتمر دعا تزتزي قادة الدول الأوروبي للتعامل مع نظام الملالي على أنه "عراب دولي للإرهاب" وتصنيف ميليشيا الحرس الثوري الإيراني والمخابرات الإيرانية على قوائم الإرهاب الأوروبية، ومتهما في الوقت ذاته وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف بالوقوف وراء الأعمال الإرهابية المتعلقة بالدبلوماسي أسد الله في أوروبا.

ولا يعلق النظام الإيراني على تلك المحاكمة وهو الذي نفى سابقا بأنه وراء التخطيط للهجوم، فيما تشير تقارير معارضة إلى أن حالة من القلق تسود أروقة النظام بسبب كشف أحد أهم مخططاته الإرهابية في أوروبا، خاصة مع مخاوف لدى المسؤولين الإيرانيين من إدانتهم خلال اعترافات العملاء المتهمين، وهو ما يضعهم أمام مازق دولي.

عملية إرهابية بموافقة النظام الإيراني

وبحسب تقارير للمعارضة الإيرانية فإن تلك العملية صدرت بأوامر من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني برئاسة حسن روحاني، وبموافقة خامنئي، حيث تم إصدار أمر من المخابرات الإيرانية وبالتنسيق مع الحكومة بتكليف الأسدي بتنفيذ التفجير عبر نقل قنبلة من إيران وتسليمها إلى عميلين إيرانيين في لوكسمبورج لتنفيذ العمل الإرهابي في باريس، لكن اكتشاف خيوط المؤامرة حال بين تنفيذها، وأسفر عن اعتقال العملاء الثلاثة وعلى رأسهم أسد.

كما يعتبر الأسدي حلقة الوصل مع جميع الخلايا الإيرانية المنتشرة في أوروبا، وذلك ما كشفته وثائق ألمانية بالاستناد إلى كتيّب عثر عليه في سيارته عقب القبض عليه، ويحتوي الكتيب على خطة لتفجير "فيلبينت" في فرنسا، إضافة لكشف مخطط يوضح جميع رحلاته المكوكية في أوروبا والأموال التي قدمها للعملاء الإيرانيين في تلك المهمات.

وتؤكد تلك الوثائق قيامه بنحو 289 زيارة لمختلف دول أوروبا بما فيها فرنسا والنمسا والتشيك والمجر وهولندا وإيطاليا وبلجيكا وجمهورية التشيك، فضلا عن 144 إشارة عن أماكن في ألمانيا.

المعارضة الإيرانية تعلق

المعارضة الإيرانية من جهتها أصدرت بيانا حول مجريات العملية وحيثيات المحاكمة، وأكدت أن النظام الإيراني هو المنفذ الحقيقي لتلك "الجريمة" مطالبة بتقديمه إلى المحاكمة خاصة مع وجود وثائق تثبت تورط كبار القادة الإيرانيين من خامنئي وروحاني ووزارة المخابرات.

كما طالب البيان الدول الأوروبية بإعادة النظر في تعاملها مع نظام الملالي ومساندة الشعب الإيراني والاعتراف في حقه بالتغيير، وخاصة الاعتراف بـ "المقاومة الإيرانية" بفرضية أنها السبيل الوحيد لمواجهة نظام الملالي وتحرير الشعب الإيراني من معاناته.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات