"صوت الجولاني في الغرب".. منظمة دولية مقرها أمريكا تدافع عن "تحرير الشام" وتحدد خيارات لبايدن لـ"شرعنتها"

"صوت الجولاني في الغرب".. منظمة دولية مقرها أمريكا تدافع عن "تحرير الشام" وتحدد خيارات لبايدن لـ"شرعنتها"
نشرت منظمة "مجموعة الأزمات الدولية"، التي تتخذ من أمريكا مقراً لها تقريراً مطولاً حول خيارات الإدارة الأمريكية الجديدة في التعامل مع ملف إدلب في الشمال السوري، مطالبة برفع هيئة تحرير الشام عن قوائم الإرهاب.

ودعت المنظمة إلى التواصل مع الهيئة وقائدها أبو محمد الجولاني ودعمها في إدلب، وقدمت عدة مقترحات للإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن، لتصحيح سياسة واشنطن الخارجية وخاصة فيما يتعلق بالشأن العسكري، واعتبرت أن "إدلب هي إحدى الفرص لإعادة تحديد استراتيجية الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب".

ومن ضمن المقترحات التي قدمتها المنظمة، رفع "هيئة تحرير الشام" من قوائم الإرهاب كون ذلك "يمكنها من لعب دور مرحلي مختلف، وفتح المجال أمامها للعب دور جديد يتناسب مع مرحلة مختلفة، عبر الضغط عليها لاتخاذ مزيد من الإجراءات التي تعالج المخاوف المحلية والدولية بشكل رئيسي.

وطالبت المنظمة إدارة بايدن بالعمل مع الحلفاء الأوروبيين وتركيا للضغط على "هيئة تحرير الشام" لاتخاذ مزيد من الإجراءات التي تعالج المخاوف المحلية والدولية الرئيسية، ولتحديد معايير واضحة (إذا تم الوفاء بها) يمكن أن تمكّن الهيئة من التخلص من تصنيفها "الإرهابي".

خيارات أمام تحرير الشام

وحددت المنظمة خيارات لفرضها على الهيئة من أجل تغيير "نهجها الاستبدادي"، أولها "تحديد معايير مشتركة فيما يتعلق بما يجب على هيئة تحرير الشام أن تفعله حتى تتوقف دول الناتو عن معاملتها أو تصنيفها على أنها منظمة إرهابية، مشيرة إلى أنه من أجل الحصول على دعم في الأمم المتحدة والدخول في محادثات معها حول مستقبل المنطقة، يجب أن تكون هذه المعايير ملموسة.

 

أما الخيار الثاني فهو: "إدخال سياسة الجزرة والعصا التي تهدف إلى تشجيع هيئة تحرير الشام ليس فقط على تلبية تلك المعايير ، ولكن للقيام بذلك على أساس مستمر (متوسط إلى طويل الأجل) مع اتخاذ المزيد من الخطوات لمعالجة المخاوف المحلية والدولية بشأن حكمها الاستبدادي وسلوكها القمعي.

وأشارت إلى أنه يمكن للدول الغربية أن "تعرض زيادة دعم الاستقرار للخدمات الحيوية في إدلب بشكل مشروط مفاده أن توقف هيئة تحرير الشام حملات القمع ضد منتقديها المدنيين، وتوسع المجال للمستقلين والغربيين، وتدعم منظمات المجتمع المدني للعمل ، وتظهر التزاما واضحا بالتعددية السياسية والدينية".

 

الخيار الثالث هو فتح واشنطن حوارا مع موسكو، بعد توافق واشنطن والأوروبيين على هذه الخطوات، بهدف تحديد تدابير إضافية يمكن أن تعالج المخاوف الروسية المتميزة بشأن الهجمات التي تنطلق من إدلب على قاعدتها العسكرية في غرب سوريا أو المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا أسد مع تجنب التصعيد العسكري.

وجاءت مقترحاتها وسط تخوفها من شن ميليشيا أسد هجوماً على إدلب على غرار الهجمة الشرشة التي شنتها بدعم الاحتلال الروسي قبل عام وأسفرت عن مئات الضحايا ونزوح مئات الآلاف من المدنيين.

الجولاني يتصدر الصحافة الغربية

الدعوة لدعم الهيئة في إدلب جاء في سياق محاولة تحرير الشام لتسويق نفسها عالمياً من خلال تصريحاتها ولقاءات قائدها أبو محمد الجولاني، وآخرها ظهوره في صورة مرتديا زيا جديدا (بدلة رسمية) رفقة الصحفي الأمريكي مارتن سميث، والتي سخرت منها الخارجية الأمريكية وقال برنامج "مكافآت من أجل العدالة" التابع لها عبر صفحته في "تويتر"، "يا هلا بالجولاني يا وسيم وشو هالبدلة الحلوة، فيك تغير ثوبك لكن أنت بتضلك إرهابي".

وتعتبر "مجموعة الأزمات الدولية" التي تعرف نفسها "منظمة مستقلة تعمل على منع الحروب وتشكيل السياسات التي من شأنها بناء عالم أكثر سلامة"، المنصة الإعلامية الغربية الوحيدة التي أجرت مقابلة مع الجولاني قبل عام واحد عندما استمر اللقاء مدة أربع ساعات.

وخاطب الجولاني عبر المنصة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية بأن الهيئة "مجموعة محلية مستقلة عن القاعدة مع أجندة سورية بحتة وليست عابرة للحدود"، وأكد حينها أنه لن "نستخدم سوريا كنقطة انطلاق لشن عمليات خارجية. كما أننا لن نسمح لآخرين باستخدامها لمثل تلك الغاية. وأوضح أننا سنركز حصرياً على صراعنا ضد النظام السوري وحلفائه في سوريا".

 رسائل سابقة للخارج

وكان الشرعي في "هيئة تحرير الشام" عبد الرحمن عطون، قال لصحيفة "LETEMPS" السويسرية، في سبتمبر/ أيلول الماضي "إن جماعتنا لا تشكل أي تهديد للغرب، الناس هنا ليسوا مثل أولئك بالرقة في زمن خليفة" في إشارة منه إلى "تنظيم الدولة الإسلامية".

 

وأضاف "نحاول حالياً تقديم صورتنا الحقيقية، فالهدف ليس تقديم صورة أكثر سوداوية، أو أكثر جمالاً بل فقط نريد تقديم الصورة الحقيقية للوضع"، حسب تعبيره.

كما طالب رئيس وزراء "حكومة الإنقاذ" التابعة للهيئة علي كيدا عبر لقاء صحفي، الدول الغربية بـ"التطبيع" مع حكومته، وبدء مرحلة جديدة من تأسيس العلاقات الدولية معهم وتوطيدها.

وتصنف "تحرير الشام" على قوائم الإرهاب في العديد من الدول وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، كونها تعتبر امتدادا "لجبهة النصرة" التي كانت تابعة لـ"تنظيم القاعدة" قبل انفصالها عنه وتشكيل "جبهة فتح الشام" وصولاً إلى الهيئة تحت قيادة شخص واحد هو "أبو محمد الجولاني".

وتصرح الهيئة مراراً بأن هدفها هو مقاتلة ميليشيا أسد والدفاع عن إدلب، وليس شن عمليات خارج الحدود السورية، بهدف رفع اسمها عن قوائم الإرهاب.

التعليقات (2)

    العميد الركن المجاز زاهر الساكت

    ·منذ 3 سنوات شهر
    الثوار الأحرار في سورية يعتبرون أبو محمد الجولاني وزمرته فئة أرهابية لا يختلف أرهابها عن عصابات الأسد لقد قتلت أغلب الجيش الحر وبرقبتها الكثير من الدماء وكل من يتبنى الارهاب والقاعده والرايات السوداء وان تبدل لونها هو ارهابي

    قاهر الاسد

    ·منذ 3 سنوات شهر
    طالبان جديدة
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات