الدواء في إدلب: مجاني من (أورينت الإنسانية) ولجنة لأمن الدواء و577 صيدلية مرخصة

الدواء في إدلب: مجاني من (أورينت الإنسانية) ولجنة لأمن الدواء و577 صيدلية مرخصة
شهدت محافظة إدلب مؤخراً انتعاشاً ملحوظاً في سوق الأدوية من حيث توفرها وسعرها المدروس، هذا الانتعاش جاء بعد شح كبير بالأشهر القليلة الماضية خاصة مع سيطرة نظام أسد على بعض مناطق ريف حلب مكان انتشار غالب معامل الأدوية وحرمان المناطق الخارجة عن سيطرته منها، الأمر الذي كان يهدد ملايين المواطنين بكارثة صحية.. لكن عمل بعض الجهات الداعمة وأبرزها مؤسسة أورينت الإنسانية استطاع أن يغير المشهد الطبي على صعوبته في مناطق أخرى من سوريا. 

في التحقيق التالي سنقف عند أبرز المزايا والمشكلات التي يعاني منها سوق الأدوية في إدلب والمناطق المحررة. 

قطع الطريق على تجار الأزمات

اللافت للاهتمام بداية هو وجود لجنة باسم "لجنة أمن الدواء".. حيث عملت تلك اللجنة المشكلة مؤخراً في المناطق المحررة والتي تضم قطاعات صحية ولوجستية ذات الشأن، على تأمين وصول الأدوية وبكثرة وفق الشروط الصحية والمواصفات العالمية ضمن إجراءات وقائية واحترازية صارمة.. وحول هذا الأمر تحدث لأورينت نت (يحيى نعمة) "نقيب صيادلة إدلب" إحدى مكونات لجنة أمن الدواء قائلاً: 

"تمنح موافقات وتصاريح رسمية للزملاء وأصحاب المستودعات لاستجرار الأدوية سواء من تركيا أو مناطق النظام أو حتى البلدان الأجنبية، بعد التأكد من سلامة المستودع وطريقة الاستجرار والحفظ الجيدة والمعمول بها عالمياً، مع مطابقة الأدوية المرخصة لمعايير الجودة، مع التأكيد على الزملاء التعامل مع المرخصين فقط للحفاظ على سلامة المواطنين ولقطع الطريق على تجار الأزمات والدم".

وأشار (نعمة) إلى الدور الإيجابي لمعمل (ريفافارما للصناعات الدوائية) في المحرر والذي يطرح حوالي سبعين صنفا دوائيا خاضعا لمعايير إنتاج وتصنيع الدواء المعياري العالمي، بحيث يغطي نقصاً كبيرا من الأدوية ويخفف من أعباء استيرادها، وبالتالي تخفيض سعرها.

الأدوية التركية.. الوفرة والفعالية

ما إن تدخل أي صيدلية ترى العديد من أصناف الأدوية التركية نتيجة لتوفرها وسهولة استيرادها من تركيا وبكميات كبيرة وبسعر أقل مقارنةً بتلك القادمة من أماكن سيطرة نظام أسد أو غيرها، غير أنها غير مقنعة لغالبية الناس من حيث الفعالية والنتيجة، الأمر الذي أكده كثير ممن سألناهم عن هذا الموضوع:

 (فؤاد العثمان)  النازح من ريف حلب قال: "أشعر أن الدواء التركي أقل فاعلية من السوري، وعادةً ماتكون نتائجه التسكينية بعيدة التحصيل، مع أنه أجنبي وسعره ليس بالقليل مع دخل المواطن المتردي بالعموم".

أورينت نت سألت بدورها أهل الاختصاص حول الأمر، حيث أجابنا الصيدلي (خالد اليماني) الذي قال:

"من خلال الخبرة والتجارب ثبت أن الدواء التركي أكثر فاعلية من غيره، وتعود فكرة الناس المغلوطة عنه إلى لجوء التجار وأصحاب المستودعات أو المنظمات إلى استجرار أنواع رخيصة أو رديئة أو حتى قريبة انتهاء الصلاحية بالاتفاق مع أصحاب معامل الأدوية في تركيا للحصول عليها بسعر أقل لكسب مناقصة الشراء على حساب الجودة، لكن هذا الأمر غير موجود حالياً بعد فرض المعنيين قيودا وشروطا على من يستورد الأدوية ونوعيتها وبلد صناعتها".

اختلاف السعر لدواء واحد! 

"الحمد لله هلق صارت الأسعار موحدة" هكذا حدثنا (علي العابد)  من ريف إدلب الجنوبي والذي يستعمل دواء السكري بشكل دائم، كان سعر علبة الدواء يختلف من صيدلية لأخرى ضمن نفس المنطقة، وحالياً أصبح السعر موحدا حتى ولو اختلف سعر الصرف، والأهم من ذلك هو توفر الدواء في زمن الحرب.

من جهته قال الصيدلي (خالد اليماني)  في حديثه لأورينت نت: "الصيدلي ليس مُسّعرا، وإنما يختلف  سعر الدواء بحسب المستودع المورّد  والذي يضع نسبة ربح معينة لتغطية تكاليف النقل والتخزين، وعادةً ما تكون 40%".

وأضاف (اليماني)  "بالآونة الاخيرة خفت إن لم نقل اختفت ظاهرة تقلقل سعر الدواء بعد عدة ضوابط من قبل نقابة الصيادلة".

وبسؤالنا عن تلك الضوابط أجاب (يحيى نعمة)  نقيب صيادلة إدلب

"نقوم بإصدار نشرات بشكل دوري، تلزم مستجري الأدوية وأصحاب المستودعات بمقدار ربح محدد ولا يجوز الزيادة عليه تحت أي اعتبار بحيث يكون السعر المباع للصيدليات موحدا وبالتالي يكون السعر للمستهلكين موحدا أيضاً، كما نشرت النقابة رقم تواصل لأي مواطن بأي مكان بالمحرر للاستفسار عن سعر أي دواء، ومحاسبة من لا يلتزم، وهذا الأمر ساهم إلى حد كبير بالقضاء على ظاهرة اختلاف الأسعار للصنف الواحد والحمد لله".

دواء مجاني من أورينت الإنسانية 

وتنتشر في محافظة إدلب العديد من المشافي والصيدليات المجانية، والتي تقدم خدمة العلاج وصرف الأدوية على مدار الساعة لخدمة الأهالي والتخفيف عنهم.. ولعل أبرز تلك المراكز ما يتبع لمؤسسة أورينت الإنسانية. 

مدير مجمع أورينت الإنسانية (عمار الخطيب) أحد موزعي الدواء المجاني، أفاد في حديثه إلينا:

"منذ تأسيس المجمع مطلع 2015 يلعب دورا ممتازا وفاعلا بتقديم الدعم الدوائي في أرجاء المناطق المحررة بكميات كبيرة من الأدوية النوعية وأدوية الأورام غالية الثمن وبكميات ممتازة تغطي أجزاء واسعة من المناطق المحررة.

وأضاف  (الخطيب)  يؤمن مجمع أورينت الإنسانية الدواء اعتماداً على عراقتها وعلاقاتها الواسعة مع الشركاء كمنظمة تحالف الأديان وأكشن ميديور  والخط البياني لاستجرار الدواء يرتفع وينخفض، ويعتبر الاكتفاء في ظل الحرب والتهجير شبه مستحيل بسبب الكثافة السكانية.

مشافٍ وصيدليات خيرية

 مدير صيدلية آية الخيرية في مدينة إدلب (أحمد المصطفى) تحدث لأورينت نت  "يوجد بكل مشفى ومركز صحي صيدلية مجانية ولكنها عادة تكون مقتصرة على بعض الأدوية ذات الاستهلاك اليومي ولا تغطي جميع احتياجات المرضى".

أما بالنسبة للصيدليات المركزية الخيرية فهي مقتصرة على صيدلية آية بفرعيها في مدينتي إدلب واريحا، وصيدلية الشفاء ببلدة الفوعة، التي تحوي أدوية نوعية وهرمونية وسرطانية، يتم تأمينها عبر تبرعات خاصة، وبعض المنظمات العاملة في القطاع الصحي، وأضاف "يراجع الصيدلية حوالي 2700 مريض يومياً جميعهم يستفيدون من خدمة توزيع الدواء المجاني، بمجرد إبراز الوصفة الطبية الموقع عليها من أي طبيب بمشفى عام أو عيادة خاصة، أما بالنسبة للإخوة أصحاب الأمراض المزمنة فيتم منحهم بطاقة أسبوعية يستلمون الأدوية والجرعات على أساسها".

أدوية مفقودة في "حضن الوطن"

إضافة لطوابير الذل والانتظار للحصول على فتات العيش في حكومة " كنا عايشين" تطالعنا تقارير عن نقص حاد في الأدوية والرعاية الصحية  في مناطق سيطرة نظام أسد، الأمر الذي يعود بشكل رئيسي لجشع التجار وأصحاب المستودعات الصحية وبحسب الصيدلي (خالد اليماني)  يسعى تجار مناطق سيطرة النظام إلى الربح السريع حتى ولو على حساب الآخرين، حيث يقومون ببيع الأدوية إلى مناطقنا المحررة، التي باتت تحوي أصنافا كثيرة فقدت من رفوف صيدليات مناطق نظام اسد.

على سبيل المثال يتوفر عندنا  "أوغمنتين وتيمبرا" وبسعر مناسب على عكس مناطقهم مع أنهم من يصدرونها، وقس على ذلك الكثير، والجدير بالذكر أن موضوع تأمين الدواء بل وتوزع الصيدليات لتغطية المناطق المحررة يتجه نحو الأفضل لتحقيق الاستقرار الدوائي وخاصة مع نشاط وجهد كبير يقوم به المعنيون بالأمر، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر نقابة الصيادلة والتي باتت تصدر نشرة بأسماء ومواقع الصيدليات المناوبة ليلاً لتلبية حاجات الناس بأي وقت.

ويوجد في محافظة إدلب 577 صيدلية مرخصة بشكل قانوني  منها 93 في مدينة إدلب لوحدها، بعد التأكد من صحة الأوراق الثبوتية والمؤهلات العلمية المعتبرة لافتتاح الصيدلية، باعتبارها مهنة إنسانية إلى حد كبير وليست ربحية كما هو الحال في مناطق أخرى، يعاني فيها السوريون من الفساد والاستغلال حتى فيما يتعلق بحبة دوائهم. 

التعليقات (4)

    ممدوح الرشيد

    ·منذ 3 سنوات 3 أشهر
    كل الدواء المجاني من جميع المنظمات الاغلب منتهية تاريخ الصلاحية تبعه وفاسد وغير مفيد

    ابراهيم الكردي

    ·منذ 3 سنوات 3 أشهر
    اه يا انساني يا اورينت ياخي تركو هل شعب بحالو بلا طائفية .ودواكون مو لازم

    عبد الكريم

    ·منذ 3 سنوات 3 أشهر
    يوجد لديه زوجه تعاني من أمراض القلب والشراين ولايوجد من يساعدني على تأمين الدواء بلمجان

    ياقوت

    ·منذ 3 سنوات 3 أشهر
    كذابين الدواء غالي و الاسعار بتختلف من صيدلية لصيدلية و فوارق كبيرة يلعن الحكومة و ساعتها حكومة الجولاني الفاسدة
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات