بمشاركة أربعة أفرع مخابرات.. ميليشيا أسد تضغط على شباب السويداء ومصادر تكشف التفاصيل

بمشاركة أربعة أفرع مخابرات.. ميليشيا أسد تضغط على شباب السويداء ومصادر تكشف التفاصيل
عاودت ميليشيا أسد لتقديم مبادرة جديدة تهدف لتجنيد أبناء محافظة السويداء المتخلفين عن الالتحاق في صفوفها، وذلك بعد فشل مبادرات عديدة قدمها نظام أسد وحليفه الاحتلال الروسي خلال الأشهر الماضية في محاولة لإخضاع المحافظة الرافضة لحكمه، خاصة بعد تصاعد الغضب الشعبي فيها وتحطيم صور بشار أسد وشتمه بعبارات على جدرانها.

وكشفت أورينت نت تفاصيل الاتفاق الجديد في السويداء من خلال مصادر خاصة، ويتضمن تسوية للشباب الملاحقين أمنيا والمتخلفين عن الخدمة الإجبارية والاحتياطية، مقابل الالتحاق بصفوف الفيلق الأول التابع لميليشيا أسد وعدم التظاهر ضد النظام.

وفي التفاصيل قال مصدر محلي إن التسوية تقوم على تسوية أوضاع شباب السويداء عبر التوقيع على بنود يتعهد من خلالها المطلوب بعدم التظاهر أو رفع شعارات مناهضة أو التحريض ضد نظام أسد، مقابل إسقاط جميع التهم الموجهة إليه (الطلبيات الأمنية) ويمنح بعد ذلك كتاباً يستطيع بموجبه التجول في جميع مناطق سيطرة ميليشيا أسد لمدة ستة أشهر.

كما تشترط البنود التحاق الموقعين على التسوية في صفوف "الفيلق الأول" التابع لميليشيا أسد والمنتشر في المنطقة الجنوبية لسوريا (السويداء ودرعا والقنيطرة)، إضافة للتعهد بعدم حمل السلاح والإتجار به أو مهاجمة عناصر ميليشيا أسد في المحافظة أو تخريب الممتلكات العامة والخاصة.

مصدر آخر آشار في حديث لأورينت نت أن لجنة ميليشيا أسد المؤلفة من (أفرع المخابرات الجوية والسياسية والعسكرية وأمن الدولة) حددت يومي الأحد والخميس من كل أسبوع موعدا لاستقبال الراغبين بالتسوية في مبنى محافظة السويداء، في محاولة لاستقطاب أكبر عدد ممكن من شباب المحافظة التي وصفتها ميليشيا أسد بأنها "مكرمة جديدة من القيادة لأبناء السويداء"، والتي لا تشمل المطلوبين لجرائم جنائية كالخطف والقتل والسرقة وجرائم الإرهاب.

بدورها نشرت شبكة "السويداء24" نسخة عن اتفاق التسوية التي تفرضها الميليشيا على أبناء المحافظة وهي عبارة عن ستة بنود، واللافت أنها مذيلة بعبارة "أُشهِد الله على عهدي ولعهدي وهو خير الشاهدين"، في حين تشير المعلومات الأولية إلى رفض شعبي بغالبية كبيرة للمبادرة الجديدة، والتي يراها أهالي ووجهاء السويداء بأنها محاولة لزج أبنائهم في معارك الموت التي تخوضها ميليشيا أسد.

وتضم السويداء أكثر من 40 ألفا من الشبان الرافضين للقتال في صفوف ميليشيا أسد (المنشقين والمطلوبين أمنياً)، وسبق أن قدم نظام أسد وحليفه الروسي عروضا عديدة وخاصة للسويداء في محاولة لإقناع شبابها بالانخراط في صفوف ميليشياته، كان آخرها عرض قدمه الاحتلال الروسي في كانون الأول الماضي ويهدف أيضا لتسوية أوضاع شباب المنطقة الرافضين للانضمام لميليشيا أسد، عبر بتشكيل لجنة خاصة بشباب المنطقة تحت إشراف قاضي الفرد العسكري التابع لميليشيا أسد، لبدء تسوية أوضاعهم وإقناعهم بالقتال في صفوف الميليشيا، في عرض مشابه للتسوية القائمة في محافظة درعا المجاورة التي ترعاها روسيا.

وقوبلت تلك المبادرة برفض شعبي واسع عبر استطلاع مصور أجرته صفحة السويداء (ANS) في فيسبوك، هاجم الأهالي المستطلعة آراؤهم المبادرة واعتبروها تهدف إلى بث الفتنة والتفرقة بين أبناء الوطن الواحد، وقالوا حينها إن الاستعمار الروسي "ألعن" من الأمريكي، وإن روسيا احتلت سوريا، وهي تريد سوق شباب وأبناء السويداء إلى القتل بتجنيدهم تحت ألوية وميليشيات تابعة لها.

كما قدمت الميليشيا مبادرة بارزة عبر وفد يمثل "ماهر أسد" شقيق بشار، قبل عامين، لكن تلك العروض قوبلت بالرفض من الوجهاء ومشايخ العقل والذين حملوا أسد وميليشياته مسؤولية الدماء والدمار في سوريا.

وتخضع المنطقة لسيطرة الفصائل المحلية التي تدير شؤونها بإشراف مشايخ الطائفة "مشيخة العقل"، فيما يقتصر وجود ميليشيا أسد على الأفرع الأمنية وبعض الحواجز ، ما دفع الميليشيا لمعاقبة المنطقة عبر تحريك عصابات الخطف والقتل ونشر الرعب في صفوف السكان، إضافة لفتح الأبواب أمام تنظيم داعش للهجوم على المحافظة في تموز 2018، وأدى ذلك لمقتل وإصابة المئات من المدنيين، بحسب الاتهامات الرسمية والشعبية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات