ميليشيا حزب الله مراقب للانتخابات في فنزويلا.. حين يستعين المستبدون بـ"الإرهابيين" ليشهدوا بنزاهتهم

ميليشيا حزب الله مراقب للانتخابات في فنزويلا.. حين يستعين المستبدون بـ"الإرهابيين" ليشهدوا بنزاهتهم
تعتزم فنزويلا دعوة ميليشيا حزب الله اللبناني للإشراف على الانتخابات المحلية على أراضيها، حيث تعد فنزويلا الحليف الأبرز والملاذ الأهم لإيران وميليشياتها الإجرامية في أمريكا اللاتينية، وهي خطوة تعتبر تعويما لمافيات الحرب والمخدرات على النطاق الدولي.

وقال المعارض الفنزويلي والعمدة السابق لمتروبوليت كاراكاس، أنطونيو ليديزما، عبر حسابه في "تويتر" إن "رؤساء فارك وجيش التحرير الوطني وحزب الله سيكونون المراقبين الدوليين الذين سيفوضهم مادورو بالإشراف على انتخاباته الإقليمية".

واعتبر ليديزما أن النظام الفنزويلي "يحمي هؤلاء المجرمين في الأراضي الفنزويلية" في إشارة لميليشيا حزب الله اللبناني، مضيفا: "لقد ثبت أن فنزويلا، للأسف، وكر هذه المافيات، وهم يعرفون ذلك في الولايات المتحدة وأوروبا ".

وتعد فنزويلا الحليف الأبرز والداعم لإيران وميليشيا حزب الله اللبناني على وجه الخصوص، وذلك من خلال علاقات متينة تربط الطرفين منذ التسعينيات وازدهرت في عهد الرئيس هوجو شافيز عام 2005، من خلال زيارات مكثفة ومتبادلة بين رؤساء البلدين، ويقابلها تسهيلات واسعة من الحكومة الفنزويلية للميليشيات الإيرانية بطرق غير قانونية.

وتعتبر تلك الخطوة بمثابة تعويم لميليشيا تمتهن تجارة المخدرات على المستوى الإقليمي والدولي وهي مصنفة أيضا على قوائم الإرهاب، إضافة لأنها مدانة بارتكاب عشرات المجازر عبر تدخلها غير الشرعي في سوريا، فضلا عن مشروعها التخريبي والطائفي في المنطقة العربية.

نفوذ إرهابي عابر للحدود

وتسيطر خلايا تابعة لميليشيا حزب الله اللبنانية على مساحات واسعة من الأراضي الفنزويلية وتستغلها بتجارة المخدرات والسلاح ومناجم الذهب وخاصة (جزيرة ماغريتا قبالة الساحل الكاريبي)، إضافة لإقامة معسكرات تدريب على الإرهاب في تلك المنطقة، بحسب تقارير دولية متكررة في هذا الشأن. 

وسبق أن أشارت مجلة "فورن بوليسي" الأمريكية في تقرير سابق إلى أنشطة ميليشيا حزب الله غير القانونية في أمريكا اللاتينية، وسلطت الضوء حينها على عمليات التجارة الواسعة والمتنامية لغسل الأموال عبر تجارة المخدرات والسلاح في الحدود الثلاثية بين الأرجنتين والبرازيل وباراغواي.

وركزت المجلة على مقابلات مع مسؤولين أمريكيين ووثائق توضح وتكشف كيفية تحول حزب الله من (منظمة سياسة وعسكرية في الشرق الأوسط) إلى منظمة إجرامية دولية تجني ما يصل إلى مليار دولار سنويا من خلال الاتجار بالسلاح والمخدرات وعمليات تبييض الأموال وأنشطة إجرامية أخرى.

مصدر أساسي لتمويل الإرهاب

وبحسب تقارير أمريكية فإن الأموال التي تجنيها ميليشيا حزب الله من خلال تجارة المخدرات وعمليات التهريب في فنزويلا تقدر ما بين 2 إلى 3 مليارات دولار سنويا، تمول من خلالها شبكاتها الدولية والمحلية (المافيات)، وهذا يوضح أهمية الترابط بين فنزويلا والميليشيا.

وكانت مديرة المركز الأمريكي للديمقراطية راشيل اهرنفيلد، أكدت في وقت سابق أن كلا من فنزويلا والأكوادور وبوليفيا والأرجنتين ونيكاراغوا وكوبا سمحت بدخول ميليشيا حزب الله إلى أمريكا اللاتينية وسهلت انتشاره وقالت في هذا الصدد: "العلاقات المريحة بين هذه الحكومات وإيران تسهل حرية حركة أعضاء الحزب في أنحاء المنطقة ما يسمح لهم بنقل المخدرات، حزب الله يمكن أن يعطى لهم المشورة الاستراتيجية والأسلحة، وفي المقابل، أمريكا اللاتينية تقدم الخدمات الجنائية، بما في ذلك تهريب المخدرات والأسلحة".

وكررت المعارضة الفنزويلية خلال السنوات الماضية تحذيراتها من أنشطة غير قانونية لميليشيا حزب الله في فنزويلا، من تجارة المخدرات والسلاح وغيرها من الجرائم، محملين في الوقت ذاته إدارة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو مسؤولية إقامة علاقات مع ممثلين للميليشيا وحلفائها الإيرانيين.

ملاذا من العقوبات الأمريكية

غير أن العقوبات الأمريكية على إيران وحزب الله دفعت الأخيرين للاعتماد بشكل كبير على فنزويلا كحليف داعم على المستوى الاقتصادي بشكل رئيسي للتهرب من العقوبات بطرقها الملتوية، وكأن إيران مهدت لتعزيز وجودها اللافت في أمريكا اللاتينية قبل عقود، ليكون ذلك ملاذها أمام ضغوط الولايات المتحدة من جهة، ونفوذا لمشروعها التخريببي بعيدا عن الشرق الأوسط من جهة أخرى، وهذا ما علق عليه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو العام الماضي بقوله: إن "تغيير نظام نيكولاس مادورو سينهي علاقة فنزويلا مع حزب الله".

جميع التقارير الغربية تجمع على أن جزيرة مارغريتا، في فنزويلا، تعد ملاذًا آمنًا لميليشيا حزب الله اللبناني، لتكون نقطة الانطلاق الأكبر لتجارة المخدرات في جبال الأنديز، والبحر الكاريبي بأمريكا اللاتينية وإلى دول إفريقيا، بمساندة ميليشيا فيلق القدس الإيراني على وجه التحديد.

وكانت السلطات الكولومبية أعلنت في 2008 عن كشف شبكة لتهريب المخدرات وغسل الأموال، بينهم 3 أشخاص يشتبه في أنهم كانوا ينسقون عمليات لتهريب المخدرات لإرسال بعض أرباحها إلى ميليشيا حزب الله، حيث تعتبر كولومبيا وهي المعقل الأكبر لتجار المخدرات، وأبرز محطات تجارة ميليشيا حزب الله اللبناني، وسبق أن أعلنت المتحدثة الصحفية باسم الشرطة الإكوادورية دونا مايلز في عام، 2005 أن "إيران تعزز من وجودها في أمريكا اللاتينية، وتقوم برعاية تجارة المخدرات بالتعاون مع "حزب الله، وذلك من البوابة الكولومبية".

 الجاليات العربية مفتاح العلاقات

غير أن حزب الله استفاد من ذلك بتعزيز نفوذه في فنزويلا عبر شخصيات لبنانية وسورية موجودة منذ عقود طويلة على الأراضي الفنزويلة من خلال إقامة علاقات متينة مع مسؤولين في الحكومة الفنزويلية لجني أموال طائلة وكافية لتمويله وتوسعة نفوذه كمافيات عابرة للحدود الدولية والإقليمية.

أبرز تلك الشخصيات هو طارق العيسمي من أب سوري وأم لبنانية، والذي شغل منصب وزير الداخلية في فنزويلا من عام 2008 إلى عام 2012، ووزيرا للنفط في عام 2020، ويعد الرجل الأساسي لإيران وميليشياتها في فنزويلا، حيث إن والد طارق هو زيدان الأمين العيسمي وهو حليف قوي للميليشيات الإيرانية وله علاقات قوية أيضا بقائد الجيش العراقي.

قدم العيسمي وأمثاله خدمات واسعة وغير شرعية للإيرانيين، في سبيل توسيع مشروعه التخريبي، عبر تقديم هويات مزورة للميليشيات الإيرانية وعلى رأسها حزب الله وفليق القدس والحرس الثوري الإيراني، إلى جانب التسهيلات الأخرى كحسابات البنوك والتجارة المشروعة وغير المشروعة، لكن وزارة الخزانة الأمريكية فرضت عليه عقوبات العام الماضي.

كما أن النائب الفنزويلي السابق، من أصل سوري، عادل الزيبار، متهم بالمشاركة في تجارة المخدرات بمشاركة الرئيس الفنزويلي مادورو ونائبه وديوسدادو كابيلو، وبالتعاون مع ميليشيا حزب الله اللبناني، بحسب لائحة اتهامات أمريكية في حزيران العام الماضي، 

ويعد الزيبار صلة وصل بين الرئيس الفنزويلي وبشار أسد في سوريا، كما أنه شارك في القتال ضد المدنيين السوريين لجانب ميليشيا حزب الله في عام 2013، بحسب تقارير أمريكية.

وتعد ميليشيا حزب الله أكثر الميليشيات الإيرانية خطورة في الشرق الأوسط لارتكابها عشرات المجازر بحق المدنيين خلال تدخلها لدعم ميليشيا أسد في سوريا، إضافة لدورها التخريبي في ترويج المخدرات والسلاح في المنطقة العربية، فضلا عن دورها السلبي والطائفي في لبنان الذي تهيمن عليه بدعم إيراني.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات