من هي الجماعات التي شاركت في الهجوم على مبنى الكونغرس الأمريكي؟

من هي الجماعات التي شاركت في الهجوم على مبنى الكونغرس الأمريكي؟
راقب العالم في حالة من الذعر اجتياح ونهب محتويات مبنى الكونغرس (الكابيتول) الأمريكي من قبل الرعاع المتطرفين، كما عاش أعضاء الكونغرس لحظات ترقب خشية على حياتهم.

ووفقا لتقرير نشرته الكاتبة "بيتسي دريبين" مديرة المبادرات السياسية والمناصرة في منظمة تحالف الأديان للاجئين السوريين، فإن تداعيات أحداث العنف في مبنى الكونغرس غدت مهمة أيضا لأولئك الذين هم خارج الولايات المتحدة، وربما تعد هذه أحداثا منعشة لجماعات اليمين المتطرف حول العالم، إذ تُظهر غرف الدردشة ووسائل التواصل الأخرى أن هذه الجماعات المتطرفة تبدو "منتشية" بشأن أحداث الشغب في أمريكا، بل ولعلهم يدرسون ما الذي نجح وما لم ينجح في سبيل توظيف تلك المعلومات لخدمة أنشطتهم الإرهابية المحلية.

وأضافت الكاتبة أن تسلح مثيرو الشغب الأمريكيون بقضبان حديدية، وبرذاذ الفلفل، وبأعمدة الأعلام، وبرابطات الكابلات (التي استخدمت كأصفاد بلاستيكية)، وبأسلحة أوتوماتيكية وبمعدات عسكرية، وكان من بينهم بعض أعضاء الجماعات ذات الأيديولوجيات المبنية على أسس قوية للإسلاموفوبيا".

وأوضحت أنه شارك في اقتحام الكونغرس العديد من الجماعات منها: جماعة "براود بويز" (الأولاد الفخورون). 

وتأسست "براود بويز" عام 2016، من قبل المعلق السابق غافن ماكينيس، وهي جماعة تناصر أيديولوجية الفاشية الجديد، ويعد العنف جزءا أساسيا من نشاطاتهم، كما أن جل أعضائها من الذكور فقط. 

ويرتدي "براود بويز" قمصانا سوداء ذات زخارف صفراء كزي موحد غير رسمي، وتحمل أحيانًا اختصارات ورموز معادية للسامية كرمز "6MWE " الذي يعني "ستة ملايين لم تكن كافية" في إشارة إلى المحرقة اليهودية (الهولوكوست). 

وتعد الجماعة مناهضة للمسلمين ومن شعاراتها "الغرب أفضل"، كما نقلت وسائل الإعلام عن ماكينيس قوله: إن هناك مشكلة كبيرة تكمن في زواج الأقارب في المجتمع المسلم وهناك مزاعم بأنهم (المسلمون) يكنون الكراهية لغير المسلمين كلهم.

وتابعة الكاتبة أنه شارك أيضا في الاقتحام أعضاء من The Three Percenters، وهي حركة أمريكية كندية شبه عسكرية، ويرى أعضاؤها أنفسهم على أنهم وطنيون بقدر أولئك الذين حاربوا البريطانيين في عهد الثورة الأمريكية، وتأتي تسمية المجموعة من الزعم (الخاطئ) بأن 3% من الأمريكيين فقط هم من قاتلوا ضد البريطانيين وانتصروا في حرب الاستقلال.

كما أن العديد من مثيري الشغب كانوا أعضاء سابقين وحاليين في الجيش، والشرطة ووكالات إنفاذ القانون الأخرى، فضلًا عن الجماعات الأخرى المناهضة للحكومة، بالإضافة إلى حماسهم لإحباط ما يعتبرونه التدخل "غير القانوني" للحكومة الفيدرالية الحالية في الشؤون المحلية للولايات المتحدة، وتصب هذه المجموعة بعض حقدها ضد المسلمين والمهاجرين.

وكان مؤسس الحركة "كريس هيل" قد صرح أن المسلمين "يريدون تدميرنا وأسلوب حياتنا".  وبالرغم من ادعاءاتهم أنهم ليسوا من الجماعات المتعصبة لسيادة العرق الأبيض، وسبق واحتج بعض "أتباعهم الفرعيين" ضد المساجد وتظاهروا ضد قانون الشريعة الإسلامي الذين يعتبرونه انتهاكا وتهديدا للولايات المتحدة.

وأردفت مديرة المبادرات السياسية والمناصرة في منظمة تحالف الأديان للاجئين السوريين: " كان أتباع "كيو أنيون" حاضرين بقوة في اقتحام مبنى الكونغرس وكشرت حركة كيو أنون عن أنيابها للمرة الأولى عام 2016 خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهي تلاقي دعما منذ ذلك الحين".

وبُنيت هذه الحركة المعادية للأجانب على نظريات المؤامرة المزيفة وغير المعتمدة، بالإضافة إلى اعتقادها بما يسمى "بالدولة العميقة في الولايات المتحدة"، إلى جانب تورط قادة حكوميين مزعومين في دائرة الاتجار بالبشر وجنس الأطفال، وأكل لحوم البشر وما إلى هنالك. 

كما يعتقد أتباع المجموعة بأن المسلمين يعملون على خطة سرية لإنفاذ قانون الشريعة في الولايات المتحدة عبر القيود المفروضة على خلفية فيروس كورونا. 

وتحدثت مؤخرا "لورين بويبرت" العضوة الجديدة في الكونغرس الأمريكي من كولورادو عن نظرية كيو أنون "باستحسان"، وكان مكتب التحقيقات الفيدرالية (FBI) في أريزونا شديد القلق بشأن هذه المجموعة لاعتبارها "تهديدا إرهابيا محليا.

الذئاب المنفردة (أولئك الذين قاموا بأعمال العنف بمفردهم) 

وأكد الكاتبة أنه من ضمن المعتقلين أفراد صبوا تركيزهم على أعمال العنف واستهداف المسلمين بشكل خاص بمفردهم، وعثر في حوزة "لوني كوفمان" رجل سبعيني من ألاباما، على إحدى عشرة زجاجة مولوتوف وأسلحة وذخيرة. 

كما قال مسؤولو إنفاذ القانون إنهم صادروا "رسائل مُقلقة مكتوبة بخط اليد" كانوا قد عثروا عليها في شاحنته –بما في ذلك رسالة اختصت بذكر أحد ممثلي الولايات المتحدة، وهو أندريه كارسن، الديموقراطي من ولاية إنديانا، والذي يعد واحدا من القلة المسلمين في الكونغرس الأمريكي.

وكان من بين حشود الرعاع، المثيرين لأعمال الشغب، أعضاء عسكريون متقاعدون وحاليون، بعضهم حائز على الميدالية الذهبية الأولمبية، وآخرون من مسؤولي إنفاذ القانون، ورجال إطفاء، ومشرعو الولاية، بالإضافة إلى رؤساء تنفيذيين وأصحاب مشاريع تجارية صغيرة. 

ويتم القبض على مثيري الشغب ومحاكمتهم بصرف النظر عن مكان إقامتهم، كما تعهدت جهات إنفاذ القانون بمواصلة ذلك. 

وانتشر أكثر من 20 ألفا من الحرس الوطني في أرجاء العاصمة واشنطن قبيل تنصيب بايدن، والذي يعادل ضعف عدد القوات في أفغانستان والعراق. 

وتكمن مصلحة أولئك الذين يقاتلون في شتى أصقاع الأرض في سبيل تحقيق الديموقراطية والحفاظ عليها في بلدانهم، في قدرة الولايات المتحدة على الصمود في وجه هذا التهديد الإرهابي المحلي، وإن أهمية نجاح الولايات المتحدة أو فشلها ليس مقتصرا على الأمريكيين فحسب، بل كذلك سيرسل إشارة واضحة لأولئك الذين يقصدون إلحاق الأذى والفوضى في مختلف أصقاع الأرض. 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات