الدردري يهدد بالجيش.. ومخلوف يهدد مالك أورينت: مذكرات حرامي ينتظر الإنصاف الإلهي!

الدردري يهدد بالجيش.. ومخلوف يهدد مالك أورينت: مذكرات حرامي ينتظر الإنصاف الإلهي!
عندما كان عبد الله الدردري نائب رئيس الحكومة للشؤون الاقتصادية يستعد لإطلاق وحش السوق في شهر آب عام 2007 ضمن خطته لرفع أسعار الوقود في سوريا في الاجتماع الذي رتبه في مبنى هيئة تخطيط الدولة الكائن آخر خط ركن الدين وحضره معظم الصحفيين الاقتصاديين السوريين يومها, أمد الله في أعمارهم , سألته هل وضعتم في حساباتكم التأثير الاجتماعي لقرار رفع الأسعار؟

أجاب الدردري بثقة : نعم بالتأكيد.

سألته ماذا ستفعلون إذا نزلت الناس إلى الشارع ؟

أجاب بثقة وبلا تردد : "بنزل لهم الجيش".

صعقني الجواب , جمعت أنفاسي وقلت له سيادة النائب: مهمة الجيش هناك، لحماية الحدود و أشرت بيدي باتجاه الجولان من نافذة البناء، و ليس من مهام الجيش الدفاع عن أخطاء الإدارة.

انتظر رجال النهب تنفيذ خطط  التهديد للشعب أربع سنوات عندما نزل الشعب السوري إلى شوارع مدنه وقراه مطالبا بحريته وكرامته،  كانت الخزينة المركزية يومها تختزن فائضا من القطع الأجنبي يتجاوز عشرين مليار دولار .

كان الاقتصاد السوري يعمل بأعلى كفاءة عرفها منذ 8 آذار 1963 بعد سريان اتفاق منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى الذي دخل حيز التنفيذ ابتداءً من أول كانون الثاني/ يناير 2005 الذي سمح بتصفير التعرفة الجمركية بين البلدان العربية للمنتجات التي تزيد فيها القيمة الوطنية المضافة في السلع على 40 %.

كانت حصة رامي مخلوف في الاقتصاد السوري تتسع يومها بنسبة تصاعدية وبشكل قطاعي فامتلك احتكارا - بلا أي مقابل- الجزء الأساسي من قطاع الاتصالات الخليوية الوليد في سوريا ليضيفها إلى احتكار توريد الدخان الأجنبي واحتكار الأسواق الحرة أي أن السيولة الرئيسية في الاقتصاد السوري كانت تتجه إلى جيوب رامي التي اتسعت لتبتلع 60% من القدرة التشغيلية للاقتصاد الكلي لسوريا.

لم يكتف ابن مخلوف بتلك الموارد ودخل باتجاه سلب الاقتصاديين السوريين ممتلكاتهم ومشاريعهم ومعظم السوريين يتذكرون الصراع المكشوف لنزع وكالة سيارات مرسيدس من أبناء الحاج عمر سنقر و الصراع المعلن للاستيلاء على شركة الشام للفنادق التي أسسها الدكتور عثمان العائدي بالتواطؤ المكشوف من وزير السياحة آنذاك سعد الله آغا القلعة و محاولة الاستيلاء على محطة أورينت وتهديد مالكها غسان عبود .

وعملت الدولة بمعظم أجهزتها للترويج الاستثماري وتوجيه المستثمرين العرب والأجانب بشكل مباشر أو غير مباشر إلى شركة شام القابضة التي يديرها ويملك الحصة الرئيسية فيها رامي مخلوف.

وأصبح قطاع النفط  في ذات الفترة جزءا أساسيا من إمبراطورية التدفقات النقدية وكذلك شركات التأمين والقطاع البنكي الذي أعيد إطلاقه قانونيا في سوريا عام 2001 اضافة لقطاع الصيرفة الإسلامية الذي سمح بها عام 2005 و منحت معظم هذه البنوك حصصا من أسهمها لعدد من الأسماء التي تنتهي باسم عائلة الأشقاء مخلوف. 

وعندما دخل عام 2011 الى سوريا كان رامي مخلوف قد أمسك بالاقتصاد السوري من رأسه حتى قدميه وكان الاقتصاد السوري يضخ معظم ناتجه إلى حسابات رامي مخلوف في سويسرا وجزر الجنات الضريبية .

وقفت عائلة مخلوف بزعامة أبو رامي محمد مخلوف و أخته أنيسة مخلوف أم بشار الأسد بشكل رئيسي  خلف الخيار العسكري الذي تبناه الأسد وذلك ظنا منهم أن باستطاعتهم إنهاء الحراك الشعبي خلال فترة قصيرة .

 استوردت الفضائية السورية وقناة الدنيا مجموعة من المعلقين الطائفيين من لبنان وعزفت مجموعة المرتزقة منذ الجمعة الثانية لخروج المظاهرات في دمشق ودرعا على  وتر "خلصت " فيما كانت تتسع يوما بعد يوم رقعة الاحتجاجات التي تطورت إلى ثورة من أطول ثورات الشعوب.

وقبل أن يصل الشعب السوري إلى أهدافه باستعادة القرار الوطني كاملا و استعادة حقوقه المنهوبة كاملة  اشتبك رامي مخلوف مع أسماء الأخرس وفقا لروايات المقربين من رامي التي تمترست خلف القوة الصاعدة لابنها حافظ الأسد الثاني واستطاعوا وضع رامي مخلوف في حالة تجفيف الموارد المحلية.

جلس رامي معظم العام المنصرم أمام الحطبات المستندة إلى جدار الحجر العاري ليقدم  للسوريين مقطوعات من البث المباشر على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك و نداءاته المتكررة للإبقاء له على جزء مما وضع يده عليه من مال وعقار في سوريا و انتقلت لغة رامي من التهديد في مراحل خطاباته الأولى إلى لغة الورع ومفردات العدل و الإنصاف الإلهي في المرحلة الأخيرة من العام و الشعب السوري ينظر إلى مشهد حرامي ينهب حرامي آخر في انفضاض الشراكة بينهما.

التعليقات (1)

    Mumtaz Alshekh

    ·منذ 3 سنوات شهرين
    منطق العصابة لا يفترض أي حساب الحالة الاجتماعية والأرقام فقط هي التي تغشي أبصارهم
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات