روسيا تحمل فشل خطتها في إدلب إلى تركيا وتتهمها بـ"عدم النزاهة"

روسيا تحمل فشل خطتها في إدلب إلى تركيا وتتهمها بـ"عدم النزاهة"
حمّل مركز المصالحة الروسي في سوريا الجانب التركي مسؤولية فشل خطة المعابر المزعومة التي افتتحها لخروج المدنيين إلى مناطق سيطرة ميليشيا أسد، وهي خطة تلجأ إليها روسيا في كل عام لإيهام الرأي العام برغبة السكان بالخروج من المناطق المحررة في الشمال السوري.

وقال ما يسمى نائب رئيس المركز الروسي في سوريا، اللواء فياتشيسلاف سيتنيك: إن "مقاتلي التشكيلات المسلحة المتطرفة يعرقلون عمل نقاط التفتيش ويمنعون السكان المحليين من الانتقال إلى المناطق الخاضعة لسيطرة سلطات الدولة تحت التهديد باستخدام السلاح والاعتقال".

وأضاف سيتنيك: إن "القوات المسلحة التركية غير قادرة على ضمان سلامة اللاجئين في ممرات الخروج (المعابر) في إدلب، الأمر الذي يفاقم أوضاع السكان المدنيين"، مطالبا القوات التركية الموجودة في إدلب "بالتحلي بالنزاهة في الوفاء بالتزاماتها، وكذلك ضمان سلامة المدنيين الراغبين في استخدام المعابر"، بحسب تعبيره.

التصريحات الروسية تأتي بعد أيام على إعلان روسيا افتتاح معابر في مناطق "سراقب" و"ميزناز" و"أبو عزيدين" لخروج السكان من مناطق وأرياف إدلب التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة إلى مناطق سيطرة ميليشيا أسد، تحت ذرائع مختلفة وأبزرها حماية المدنيين وإنقاذهم من الأزمة الاقتصادية في المناطق المحررة، بحسب زعمها.

وقال المسؤول الروسي حينها إن" دمشق ستفتح 3 معابر إضافية ( سراقب وميزناس وأبو عزيدين) أمام الراغبين بالخروج من إدلب بسبب تدهور الوضع الاقتصادي والرعاية الطبية، اللذين نشأا بسبب العقوبات الأمريكية"، على حد تعبيره.

لكن الخطة الروسية المزعومة فشلت بشكل تام بسبب عدم خروج أي شخص من سكان الشمال السوري بحسب مراسلي وإعلاميي نظام أسد، في حين لاقت الخطوة سخرية واسعة من السوريين، خاصة بعدما نشر مراسل تلفزيون نظام أسد، عبد الغني جاروخ، صورة من المعبر وأكد عدم خروج أي مواطن بعد ست ساعات من فتح المعبر.

فيما نفى فريق منسقو الاستجابة العامل بالمنطقة، خروج أي مدني إلى مناطق سيطرة ميليشيا أسد، وأكد الفريق في بيانه عدم وجود أي تحركات للمدنيين باتجاه المنطقة التي تم افتتاح المعبر بها، واعتبر أن "المساعي التي تبذلها روسيا لإخراج المدنيين من شمال غرب سوريا إلى مناطق سيطرة النظام  ستقابل بالفشل كما حصل في المرات السابقة، لأن أغلب قاطني الشمال السوري هم من المهجرين قسرا والنازحين الذين هجرتهم العمليات العسكرية الروسية وقوات النظام".

في حين أصدر المكتب الإعلامي في "هيئة تحرير الشام" بياناً وصف به ادعاءات روسيا بأنها "كاذبة" وأنها سعت "بكل قوة إلى تضليل الرأي العام المحلي والدولي بادعاء قبول الشعب السوري بها وانتقاله من مناطق الثورة إلى مناطقها".

وكان النقيب المنشق عن الإدارة السياسية والمتخصص بعلم النفس الحربي، رشيد حوراني، قال لأورينت نت في وقت سابق إن "إعلان الروس عن فتح المعابر لتمرير المدنيين بسبب الأوضاع التي يعانون منها تندرج ضمن السياق الدعائي والحرب النفسية، وهي تريد من وراء ذلك إزعاج الجانب التركي وزرع القلق في نفوس الحاضنة الشعبية، خاصة أنها تقف اليوم هي والنظام أمام جدية الجانب التركي في الحفاظ على مناطق نفوذه في شمال غرب سوريا".

وتخضع إدلب إلى اتفاق تركي- روسي منذ مارس/ آذار 2020، وينص على وقف إطلاق النار وتسيير دوريات مشتركة على طول الطريق الدولي حلب- اللاذقية، إلا أن روسيا وميليشيا أسد تخرقان الاتفاق بشكل متكرر، في ظل أنباء متكررة حول وجود خلاف بين أنقرة وموسكو حول ملف إدلب بشكل خاص.

فيما تعتبر موسكو الوجود التركي في سوريا "مؤقتا" وتطالبها بتسليم جميع الأراضي السورية لميليشيا أسد باعتبار ذلك الوجود "غير شرعي"، الأمر الذي ترفضه أنقرة حتى الوصول إلى اتفاق سياسي وتسوية سلمية للنزاع المتفاقم منذ عام 2011، وسط تخوفات تركية ودولية من تصعيد جديد في إدلب آخر معاقل الفصائل والتي تحتوي أكثر من أربعة ملايين مدني بما فيهم النازحون.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات