زيارة تاريخية لبابا الفاتيكان إلى العراق.. وإيران مستاءة لهذه الأسباب!

زيارة تاريخية لبابا الفاتيكان إلى العراق.. وإيران مستاءة لهذه الأسباب!
يعتزم بابا الفاتيكان فرنسيس زيارة العراق ولقاء المرجع الشيعي الأبرز علي السيستاني، في زيارة تشكل صفعة كبيرة للنظام الإيراني الذي يرفض أي تواصل بين مرجعية النجف العراقية الشيعية وبين مرجعيات دينية أخرى، وهو أمر قد يمهد لعهد جديد للعراق في وجه مشروع خامنئي وميليشيات إيران.

وحدد الفاتيكان الزيارة مابين 5 و8 من آذار الحالي، وتتضمن جولة البابا زيارة النجف ولقاء السيستاني لتوقيع "وثقية تاريخية"، وأيضا زيارة منزل النبي إبراهيم في محافظة ذي قار، وسيقيم قداسا كبيرا في أحد ملاعب إقليم كردستان العراق، إضافة لإقامة الصلاة في مناطق سهل نينوى في كنيسة سيطر عليها تنظيم داعش خلال سيطرته على المواصل قبل عام 2017.

ومن المتوقع أن تثير تلك الزيارة غضب نظام الملالي في إيران، والذي يحكم القبضة الأمنية على العراق عبر ميليشياته الطائفية وتحت مبررات مذهبية متعددة، في وقت تتعرض المنطقة لمزيد من الخطر والتدهور بسبب الوجود الإيراني الذي يصفي حساباته الدولية والإقليمية على الأراضي العراقية، لاسيما استهداف المصالح الأمريكية.

لقاء تاريخي

ومن المقرر أن يلتقي البابا بالمرجع الشيعي الأبرز في العراق، علي السيستاني في منطقة النجف، ليكون لقاء "تاريخيا" بين الزعيم الروحي للمسيحيين الكاثوليك، وبين الزعيم الروحي الأبرز للشيعة في العراق، وهو ما مهد له وفد كنسي زار النجف للتباحث في شأن الزيارة المرتقبة.

وأشار السفير العراقي في الفاتيكان رحمن العامري إلى أن البابا فرنسيس "سيعقد لقاء خاصا مع السيستاني، لبحث قضايا الحد من التطرف ونبذ الكراهية وإشاعة قيم السلام ومؤازرة سكان المناطق المحررة بسبب المصاعب التي واجهتهم، خاصة سكان سهل نينوى والموصل والمدن المجاورة، الذين تم تهجيرهم في أعقاب الأعمال الإرهابية التي نفذها عناصر تنظيم الدولة في ذلك الوقت".

كما اعتبر السفير أن توقيع وثيقة (الأخوة الإنسانية) بين البابا والسيستاني في النجف "سيسمح بترسيخ علاقات الثقة المتبادلة بين جميع المكونات"، بحسب تعبيره.

وسيركز اللقاء الثنائي أيضا على بحث "سبل الحوار بين الأديان" ومناقشة سبل الحد من التطرف ونبذ الكراهية وإشاعة قيم السلام، إضافة لتقديم يد العون للمناطق المحررة من تنظيم داعش كأولوية للعمل وفق البيانات الرسمية.

كما سيبحث الطرفان سبل تخفيف العنف والتوتر القائم في العراق، والمتمثل بالفلتان الأمني والتفجيرات وخاصة القصف الذي يستهدف المنطقة الخضراء من قبل ميليشيات إيرانية متهمة بزعزعة أمن البلاد بوسائل عديدة، إن كان في قمعها للمظاهرات السلمية وقتل واعتقال المتظاهرين، أو في صعيد استهداف المصالح الأمريكية بشكل متكرر وتعريض العراق لويلات إضافية بسبب الاحتلال الإيراني.

ترحيب رسمي يصفع إيران

بدوره رحب الزعيم العراقي الشيعي مقتدى الصدر بزيارة البابا إلى العراق وأضاف في تصريحاته: "وصلني أن هناك بعض المعارضين لزيارة البابا فأقول إن الانفتاح على الأديان أمر مستحسن"، وذلك ردا على تصريحات معادية لقائد ميليشيا عراقية اعتبر أن "البابا غير مرحب به في العراق"، وهو ما عبر عنه مناصرون للمشروع الإيراني على مواقع التواصل الاجتماعي.

كما قال رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي في بيان إن "زيارة قداسة البابا ستسهم في ترسيخ الاستقرار وإشاعة روح التآخي في العراق وفي عموم المنطقة، وإن جهود قداسته مشهود لها حول العالم في الحد من الصراعات، وتغليب الحكمة والعقل وإعلاء قيمة الإنسان، فوق كل المصالح السياسية والنزاعات والحروب".

فيما اعتبر سفير العراق المعتمد لدى الفاتيكان رحمن العامري، أن زيارة البابا فرنسيس المرتقبة إلى العراق هي بمثابة رسالة سلام إلى العالم، وأضاف في بيان: "الرسالة التي تتضمنها زيارة بابا الفاتيكان إلى العراق هي دعم سبل الحوار بين الأديان، إذ يرغب البابا في تعزيز الحوار والعيش المشترك بين جميع المكونات الدينية، سواء بين الكنائس، أو من خلال العلاقات الإسلامية المسيحية".

كورونا في الأولويات

وهذه الزيارة هي الأولى للبابا منذ بدء جائحة كورونا التي ألغت جولاته إلى العديد من الدول نهاية عام 2019، إلى جانب ذلك فإن كورونا واللقاح الخاص بها سيكون في أول أجندات البابا فرنسيس للعراق، خاصة بعد تلقيه وجميع موظفي الفاتيكان اللقاح، في وقت يزداد تفشي الوباء في جميع المدن العراقية.

وفي هذا الصدد قال البابا عبر خدمة الأخبار الكاثوليكية مطلع الشهر الماضي، "سيرون أن البابا موجود في بلادهم. أنا راعي الناس التي تعاني"، مضيفا أنه يأمل أن يشاهده العراقيون من منازلهم عبر شاشات التلفزيون، في إشارة لحثهم على عدم التجمعات.

وتعاني العراق أزمات متفاقمة بسبب القبضة الأمنية الإيرانية المتسلطة على جميع طوائف العراق، في وقت تتزايد المظاهرات الشعبية الرافضة للوجود الإيراني وميليشياته الجاثمة على أنفاس العراقيين، وهو ما تجلى في مظاهرات مدينة الناصرية ذات الأغلبية الشيعية في الأيام الماضية.

وبدأت تلك الاحتجاجات الأخيرة منذ أسبوع لمطالبة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بإقالة المحافظ ناظم الوائلي، الذي أقيل وعيّن رئيس جهاز الأمن الوطني عبد الغني الأسدي محافظاً مؤقتاً عنه، مقابل قمع تمارسه ميليشيات إيران تجاه المتظاهرين.

وسبق أن شهدت المحافظات العراقية مظاهرات واسعة بدأت في أكتوبر عام 2019، للمطالبة بتغيير الطبقة السياسية الحاكمة في البلاد ووقف التدخل الإيراني في شؤون العراق ، والتي أدت لمقتل نحو 700 من المتظاهرين وإصابة عشرات آلاف آخرين برصاص الأمن العراقي الموالي لإيران.

وتهيمن إيران على مفاصل الحكم في العراق عبر ميليشياتها "الطائفية" وأذرعها السياسية التابعة لمشروع "ولاية الفقيه"،  منذ تدخلها العلني في عام 2003، وأدى ذلك التدخل إلى تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية إلى أدنى مستوياتها.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات