بعد التهجير الكبير.. انتقام جديد لنظام أسد من مهجري حلب ضحيته الموتى!

بعد التهجير الكبير.. انتقام جديد لنظام أسد من مهجري حلب ضحيته الموتى!
ضمن انتهاكات ميليشيا أسد المستمرة ضد السوريين والحرب الانتقامية التي يشنها عليهم بمن فيهم الأموات، نبشت هذه الميليشيات مقبرة حي صلاح الدين شرق حلب ونقلت رفات القتلى إلى مكان مجهول، مستغلة غياب ذوي الموتى المهجرين من سنوات.

وكان مجلس محافظة حلب التابع لنظام أسد دعا المدنيين ممن لديهم أقارب دفنوا في مقبرة "صلاح الدين"، ضمن الحديقة الواقعة بجانب جامع صلاح الدين، للحضور لنقل رفات عوائلهم إلى ما أسماها "المقابر الإسلامية الحديثة" أو مقابر عائلاتهم على نفقة مجلس المدينة، رغم علمه المسبق باستحالة حضور المهجرين إلى مناطق سيطرة ميليشيات أسد، جراء معارضتهم والمصير المجهول الذي ينتظرهم في حال حاولوا العودة.

ورغم ذلك، أكد مجلس أسد في حلب ببيان رسمي له، أن "دائرة الدفن" ستقوم بنقل الرفات من دون العودة إلى المواطنين المعنيين في حال "التخلّف" عن الحضور في الموعد المحدّد.

وتظهر الصور القادمة من المقبرة التي تداولها ناشطون وذوو الموتى، طبيعة الخطوات الانتقامية التي تعرضت لها رفات الضحايا، من خلال الطريقة التي نبشت فيها القبور وترك عظام بعض الموتى وجماجمهم في المكان كعملية تخريبية متعمدة، دون أي تقدير لحرمة الموت.

مراسل أورينت الذي عايش حصار حلب الشرقية، أكد أنّ غالبية عوائل المتوفين والمدفونين في مقابر عشوائية في شرق حلب هجروا أحياءهم، عقب اتفاق التهجير القسري الذي نجم عنه خروج حوالي 250 ألف مدني من المدينة نهاية عام 2016.

وخلال فترة حصار حلب عام 2016، والقصف العشوائي الحاصل على المدينة، لجأ المدنيون إلى دفن ضحايا المجازر الدموية التي ارتكبتها ميليشيات أسد في قبور عشوائية داخل الحدائق العامة والأراضي الفارغة دون أي توثيق، نتيجة الأعداد الهائلة من القتلى يومياً، حيث كان الوصول إلى المقابر الحديثة خطيراً نتيجة تمركز قناصة الميليشيات الطائفية على طول خط الحصار المفروض على الأحياء الشرقية المحاصرة من المدينة.

انتقام من الموتى وفخ للأحياء

يؤكد الناشط الإعلامي، شريف دملخي، أن المقبرة المذكورة تحتوي في الدرجة الأولى على رفات ضحايا القصف من المدنيين نساء وأطفالا، إضافة لرفات مقاتلي الجيش الحر الذين قتلوا على الجبهات مع ميليشيات أسد وداعش، وكان الأهالي أجبروا على دفن ضحاياهم في الحديقة الملاصقة لجامع صلاح الدين عقب أكثر من سنة من دخول الجيش الحر إلى الحي وطرد ميليشيات أسد، التي ردت باستهداف كل شيء في المنطقة بما في ذلك الجنازات وتجمع المدنيين لدفن ضحاياهم.

دملخي وهو من أحد عوائل حي صلاح الدين التي عايشت الحصار وأجبرت على دفن أحد أبنائها في المقبرة المذكورة، قال لأورينت نت، إنه لا يعلم أين نقلوا رفات شقيقه الذي سقط بقصف لطيران أسد على الحي نهاية عام 2015، ولم يجرؤ أو أحد من عائلته على العودة للإشراف على نقل الرفات وتوثيق مكان الدفن الجديد ومثله المئات.

ولفت الناشط الإعلامي إلى أنه ومن خلال التواصل مع بعض المصادر داخل الحي، تبيّن أن أمن نظام أسد كان يدقق في البطاقات الشخصية للحاضرين، فيما يشبه "الفخ" لاعتقال أي قريب لأي معارض أو مقاتل في الجيش الحر بمن فيهم الموتى ممن يتم نقلهم.

طمس معالم الجريمة

 يجمع المهجرون في الشمال السوري ممن لديهم شهداء في المقبرة المستهدفة على أن الهدف وراء لجوء نظام أسد على نبش قبور الأموات "طمس معالم الجريمة"، لا سيما أن جلهم من ضحايا القصف بالبراميل المتفجرة وصواريخ الطيران الحربي 

وهذه ليست المرة الأولى التي ينتقم فيها نظام أسد وشبيحته من السوريين الموتى، فبعد استيلاء الميليشيات الطائفية على مناطق عدة في ريف إدلب الجنوبي عقب الحملة العسكرية والإبادة الجماعية عام 2019، وثق عناصر هذه الميليشيات انتقامهم بالفيديو من الموتى داخل المقابر هدماً ونبشاً وتخريباً، بل تعدّوا ذلك في انتقام طائفي غير مسبوق إلى تدمير ضريح الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز أيضاً.

وسبق أن طبق نظام أسد هذا الإجراء الانتقامي في دير الزور، عندما أمهل ذوي ضحايا مجازره في مدينة دير الزور قرابة أسبوعين في تشرين الثاني العام الفائت، لنقل رفات المتوفين الذين اضطر أهلهم لدفنهم في حديقة النصارى والمساكن وسط المدينة، ليعمد إلى نقلها إلى مكان مجهول.

وذكر مصدر محلي من داخل مدينة دير الزور حينها لأورينت نت أن نظام أسد اختار المقبرتين المذكورتين لأنها تحتوي على رفات الضحايا المدنيين الذين قتلهم أثناء الحملة العسكرية على المدينة منذ عام 2012 والحصار الذي أطبقه عليها آنذاك.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات