الكهرباء التركية إلى "شرق الفرات": مشروع ينهي معاناة المدنيين أم سحب لذرائع قسد في خلق الأزمات؟

الكهرباء التركية إلى "شرق الفرات": مشروع ينهي معاناة المدنيين أم سحب لذرائع قسد في خلق الأزمات؟
ضمن الإجراءات التركية المتلاحقة في المناطق التي تسيطر عليها في الشمال السوري لـ"تحقيق الاستقرار" كنموذج لـ"منطقة آمنة" كانت وما زالت تدعو لتأسيسها في المنطقة، وقّع مجلسا تل أبيض ورأس العين المحليان اتفاقية لاستجرار الكهرباء من تركيا إلى منطقة "نبع السلام".

ويتوقع أن تبدأ عمليات التأسيس لمشروع استجرار الكهرباء التركية (قطاع خاص) خلال فترة قصيرة، وبمجرد وصولها المنطقة قد تؤسس لمرحلة جديدة من نهاية الأزمات الكهرباء والماء المستمرة التي يخلقها توزع منابعها بين القوى المسيطرة على الأرض (الجيش الوطني والجيش التركي من جهة وميليشيات قسد وأسد من الجهة الثانية).

وستغطي الكهرباء التركية كامل منطقة "نبع السلام" في ريفي الرقة الشمالي والحسكة الغربي، وفقاً لجمال الحمود، رئيس مكتب الكهرباء في المجلس المحلي بمدينة تل أبيض، الذي أوضح أنه وبحكم عدم وجود قطاع خاص قادر على حل مشكلة الكهرباء في المنطقة، لجأت المجالس المحلية إلى إجراء مناقصة والتعاقد مع شركة خاصة لتزويد المنطقة بالطاقة الكهربائية.

الكهرباء التي ستبدأ بمدينة تل أبيض، بحسب الحمود، تعتبر مرحلة أولية لتغطية المنطقة بأكملها مستقبلاً، حيث سيتم تأمين التيار الكهربائي عن طريق المولدات باستطاعة 17 ميغا، علماً أن المنطقة تحتاج إلى 45 ميغا تقريباً لسد احتياجاتها بشكل كامل.

وأكد الحمود بحديثه لأورينت نت إلى أنه من المتوقع أن تغطي الكهرباء حاجة المواطنين على مدار الساعة إذا استخدمت في الإنارة فقط، أما إذا تم تشغيل آبار مياه الشرب والآبار التي تستخدم في المشاريع الزراعية ستكون هناك حاجة إلى تقنين، لأن المنطقة تحتاج بحدود 45 ميغا" مشيراً إلى أن الخطة المستقبلية لتغطية المنطقة تهدف لتخديم كل المصالح بما فيها الصناعية والزراعية، وعنها يقول: "الهدف إيصال الكهرباء من أجل استخدامها في المنطقة الصناعية وكذلك دعم الزراعة، وهذا يعني تنشيط الحركة الاقتصادية بمجملها في المنطقة، من أجل إيجاد فرص العمل لأهل المنطقة وبالتالي تأمين استقرار الوضع المعيشي".

الحمود الذي لم يكشف عن آلية الدفع والسعر المتوقع، فمن المتوقع أن تشابه اتفاقية مدينة الباب في "درع الفرات" لاستجرار الكهرباء (85 قرشا تركيا للكيلو واط الواحد) حيث ستوضع أجهزة إلكترونية تعمل بالبطاقة داخل كل منزل، وعبر هذه البطاقة يمكن تسديد الفواتير من داخل المنزل دون الرجوع إلى مراكز للجباية، ويمكن للمستهلكين شحن البطاقة بمبلغ من المال (الليرة التركية حصراً) ومن ثم إدخالها إلى الجهاز لاقتطاع مبلغ الفاتورة وفقاً للاستهلاك.

كما أنه من المتوقع أن تستخدم الشبكة الحالية بعد تحسينها وتوسيعها، وعنها يوضح المهندس أحمد المصطفى، أن الشبكة تعرضت لضرر كبير جراء المعارك التي شهدتها المنطقة، لا سيما معركة "طرد داعش" وقسد.

وستمنح الاتفاقية منطقة "نبع السلام" استقلالية في الطاقة، التي تعتمد حالياً على الكهرباء القادمة من سد تشرين الواقع تحت سيطرة ميليشيا قسد، والتي أشعلت أزمات متكررة في الكهرباء والماء بين السيطرتين، خصوصاً أن قسد تسمح بوصول الكهرباء إلى "نبع السلام" مقابل ضخ الأخيرة المياه من محطة "علوك" إلى الحسكة، وهذا لا يعني - وفقاً للحمود - أن يتوقف استجرار الكهرباء من سد تشرين من أجل استمرار ضخ المياه إلى الحسكة.

وكان تداخل ملفي الماء والكهرباء بين مناطق الجيش الوطني وقسد أشعل أزمات إنسانية تسبب بها قطع المياه والكهرباء عن المنطقتين، خصوصاً أن عملية ضخ المياه مرتبطة بوصول التيار الكهربائي المغذي لمحطة مياه علوك قرب رأس العين (مناطق الجيش الوطني)، من مصدرين رئيسين هما: محطة كهرباء سد تشرين بريف الرقة الغربي على نهر الفرات، ومحطة السويدية في أقصى شمال شرق الحسكة، وكلاهما خاضعتان لسيطرة ميليشيا قسد.

وتحتاج خزانات "محطة الحمة" المغذية لمدينة الحسكة وضواحيها في مناطق قسد، لعملية ضخ متواصلة من محطة علوك تمتد إلى نحو سبع ساعات، لتستطيع خزانات الحمة بدورها ضخ مياه الشرب إلى المدينة، أي أن ضخ المياه مرتبط بوصول الكهرباء إلى محطة علوك.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات