تحقيق فرنسي يكشف تفاصيل "ليلة القبض على إسلام علّوش"

تحقيق فرنسي يكشف تفاصيل "ليلة القبض على إسلام علّوش"
كشف تحقيق استقصائي فرنسي أعدته شبكة "M6" عن ملاحقة منظمات قضائية غير رسمية لمقاتلي تنظيم الدولة "داعش" ممن فروا من سوريا إلى دول أوروبية متفرقة بهدف محاكمتهم على جرائم ارتكبوها.

وعرض برنامج "Enquête Exclusive" تحت عنوان صيادوا داعش المطاردة الكبرى" حيثيات التحرك المؤسساتي ومطاردة عناصر التنظيم في أوروبا بعضهم فرنسيون، ليدرج اسم مجدي نعمة والمعروف بلقب إسلام علوش بين جملة الأسماء الموضوعة على قائمن المطلوبين للمحاكمة.

واستهل تحقيق القناة بالقول إن داعش لم يمت فبعض عناصره يقدرون بالمئات اتجهوا إلى أوروبا يعيشون بيننا اليوم مع الإفلات التام من العقاب، أين يختبئون؟ وتحت أي هويات؟ وماهي حياتهم الجديدة؟ هل هم قنابل موقوتة؟

ووفقا لمعطيات التحقيق، تم التعرف على مجدي نعمة من قبل أحد اللاجئين السوريين المقيمين في مدينة مرسيليا بفرنسا، والذي سارع بالإبلاغ عن علوش لمنظمة سورية تضم في لجنتها محامين سوريين وقضاة. وعلى إثر ذلك، باشر المحامون في إعداد ملف حول عناصر مقاتلة اتهمت بإرتكاب جرائم ضد السوريين، تمهيداً لرفعه لاحقاً إلى وزارة العدل الفرنسية.

وريثما تم الأمر، وجه  البلاد المكتب المركزي لمكافحة الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية وجرائم الحرب أمراً  بوضع إسلام علوش تحت المراقبة ومنعه من السفر خارج فرنسا. وبعد يومين من وضع علوش تحت المراقبة، تنبه عناصر المكتب المركزي إلى خروج علوش من منزله عند السادسة صباحاً يجر خلفه حقيبة سفر، متجهاً نحو أحد المساجد القريبة من سكنه لأداء الصلاة.

وعند خروجه، أكمل علوش طريقه برفقة حقيبته نحو إحدى الطرق المؤدية إلى محطة قطارات المدينة، عندها تم إيقاف علوش وحول إلى مكتب القضاء.

تتقاطع خيوط الرواية بين ماذكره تحقيق القناة الفرنسية وبين ما ذكره الموقوف مجدي نعمة الذي أكد خروجه عند الساعة السادسة صباحا، لكن إيقافه لم يتم بشكل "مسالم" فأظهرت صور انتشرت لمجدي نعمة في الأسابيع الماضيع تظهر آثار لكمات عنيفة تسببت بكدمات داكنة تركزت حول العينين مباشرة.

وبحسب تسجيل صوتي لنعمة نشرته سابقاً أورينت نت قال فيه إنه كان يسير في الطريق عند الساعة الـ7 صباحاً، اقترب منه شخص يرتدي لباساً مدنياً وطلب منه الوقوف.

وأضاف مجدي: "بطريقة غادرة ودون أي إشارة منه أو انتباه مني، وجّه لكمتين على وجهي فقدت على أثرهما الرؤية للحظات، ثم اجتمع عليّ نحو 40 شخصاً وراحوا يضربون بي ضرباً مبرحاً".

واعتقد مجدي أن الأشخاص هم عصابة تريد خطفه والمطالبة بـ "فدية" ، مشيراً إلى أنهم بعد أن أوسعوه ضرباً "بأياديهم وأقدامهم، بطحوني على الأرض وقيدوا يدي".

وتساءل التحقيق كيف سمحت السلطات الفرنسية لمتهم بارتكاب جرائم حرب باجتيازه الحدود وولوج البلاد وهو متحدث باسم جماعة مقاتلة متطرفة؟، على حد تعبير القناة.

توجّه العناصر برفقة نعمة إلى منزله حيث أجروا عملية تفتيش. وبداخل المنزل، يقول نعمة: "تابع بعض العناصر ضربي بالإضافة إلى التقاط أحدهم صورة لي بواسطة هاتفه النقال وهو يضحك، وكأني قاتل أبيه.. أقسم بالله العظيم مثل النظام".

بعد تفتيش المنزل، اقتيد نعمة إلى قسم الشرطة وبعده إلى المشفى، حيث كانت الدماء تسيل من معظم أنحاء جسده، بحسب الاتصال، ولم يتمكن نعمة من رؤية شكله إلا بعد نحو 3 أيام من اعتقاله.

وبحسب ما كشفه مجدي لأخيه عن أن التهمة الأبرز التي وجهت له خلال التحقيق، وهي أنه كان ينتمي لفصيل يريد إقامة شرع الله في سوريا.

وقال في هذا الصدد: أحضروا فيديو لجيش الإسلام من تحرير إحدى المناطق وزعموا أنه الدليل على أن جيش الإسلام الذي كنت أنتمي إليه فصيل يريد إقامة شرع الله في سوريا".

واعتقل مجدي في كانون الثاني عام 2020، بعد وصوله لمدينة مرسيليا الفرنسية بهدف إكمال دراساته العليا ضمن منحة دراسية كطالب في برنامج "إيراسموس"، وجاء اعتقاله بموجب شكوى تقدم بها كل من "المركز السوري للإعلام وحرية التعبير (SCM) والفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان ( FIDH) والرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان (LDH)" في حزيران عام 2019.

ووجهت لمجدي (إسلام علوش) اتهامات عديدة من وحدة جرائم الحرب التابعة لمحكمة باريس، أبرزها مشاركته في جرائم حرب وتعذيب وإخفاء ناشطين في منطقة الغوطة الشرقية (رزان زيتونة وسمير الخليل وناظم الحمادي ووائل حمادة)، إضافة لاتهامه بتجنيد عدد من الأطفال في صفوف الفصيل.

ومجدي نعمة المعروف بـ "إسلام علوش مواليد (1988) انشق عن ميليشيا أسد في بداية الثورة السورية، وشغل بعد ذلك ناطقاً رسمياً لفصيل "جيش الإسلام"، وكان أبرز قياديي الفصيل إلى جانب قائده زهران علوش، حتى استقال من منصبه عام 2016.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات