وجاءت الاعتقالات عقب إصدار المغني الإيراني أغنية جديدة بعنوان "طهران طوكيو" ظهرت في أحد مشاهده الممثلة الإباحية "أليكسيس تكساس" وهي ترتدي زياً نسائياً إيرانياً، يقول رواد التواصل الاجتماعي إنه استفز نظام الملالي الذي اعتبر المَشاهد "سلوكاً غربياً منحطاً".
وكانت وسائل التواصل الاجتماعي اشتعلت قبل نحو أسبوع بالفيديو الإعلاني للأغنية، وما إن صدرت الأغنية حتى حققت 18 مليون مشاهدة خلال أسبوع واحد، وفقاً لما نقل موقع إذاعة "أوروبا الحرة" عن شركة المغني الإيراني.
مدير شركة "إي إم إتش" للإنتاج ومقرها لوس أنجلوس التابعة للمغني ورئيسها التنفيذي، فرشيد رفاهي، قال إن سلطات الملالي اعتقلت الشقيقين محسن وبهروز منوشهري وهما اثنان من منظمي الموسيقى المشهورين واللذين عملا على الأغنية وداهمت الاستوديو الخاص بهما في مدينة شيراز جنوب غرب البلاد، مشيراً إلى أنهما يواجهان الآن محاكمة أمام محكمة جنائية في طهران.
وبحسب وسائل إعلام شبه رسمية بينها وكالة أنباء فارس المقربة من ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، فإن السلطات استخدمت تسيير دوريات على منصات التواصل الاجتماعي خارج نطاق وصولها، قبل ساعات من بث الفيديو مباشرة في وقت متأخر من يوم الأربعاء، حيث تحتفظ الحكومة برقابة مشددة على وسائل الإعلام التقليدية مثل الصحف والتلفزيون.
بلاد غارقة بالمخدرات والفقر والدعارة!
في الوقت الذي يشدد نظام الملالي الرقابة على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي التي استخدمت كوسائل للثورة عليه ويطارد مناهضي أفكاره بمن فيهم صانعو الموسيقى بدعوى "ثقافة الغرب المنحط" تكشف تقارير إعلامية وتحقيقات استقصائية الحال المأساوية التي وصلت إليها البلاد جراء إنفاق نظام الملالي مقدراتها على حروبه الإقليمية في العراق وسوريا واليمن.
ففي تحقيق استقصائي نشره موقع "راديو فاراد" مطلع الشهر الجاري، أكد في نصه التعريفي أن "الدعارة غير قانونية وغير أخلاقية" والتي نادراً ما يتم مناقشتها، أصبحت عملاً روتينياً في العاصمة طهران، وفقاً للعاملين في تجارة الجنس، حيث يسهل العثور على العملاء ويغض أفراد الأسرة الطرف، وأن أبرز الأسباب التي تدفعهم لهذه التجارة هي "الضغوط الاقتصادية الساحقة".
عدا عن ذلك، فإن قرابة 4 آلاف شخص في إيران يلقون حتفهم سنوياً نتيجة استهلاك المخدرات، وفقاً لتصريحات أدلى بها الأمين العام لمركز مكافحة المخدرات الإيراني، إسكندر موميني، والذي كشف منذ نحو عام أن 2.8 مليون شخص يستخدمون المخدرات في إيران، حيث تحتل الأخيرة المرتبة الثانية بعد أوروبا، في استهلاك المخدرات، بحسب تقرير وكالة الأمم المتحدة لمكافحة المواد المخدرة.
وبحسب آخر تقرير لمركز الإحصاء الإيراني، فإن نسبة السكان المعرضين لخطر الفقر المدقع في إيران قد ارتفعت إلى 50%، وإنه مع الانخفاض الحاد في قيمة العملة الوطني، واستمرار معدلات التضخم المرتفعة،
يعيش ما لا يقل عن 50 % من سكان إيران تحت خط الفقر المطلق.
التعليقات (8)