ريف حماة الشرقي.. "ثقب أسود" صنعه داعش والأسد ومذبحة مستمرة منذ أعوام

ريف حماة الشرقي.. "ثقب أسود" صنعه داعش والأسد ومذبحة مستمرة منذ أعوام
في سيناريو يتكرر ويزيد من حصيلة الضحايا في مناطق ميليشيات أسد، قتل ثلاثة أطفال بانفجار لغم أرضي في قرية العمية بريف حماة الشرقي، يوم الخميس، وذلك بعد نحو أسبوعين من مقتل 20 شخصاً نصفهم من النساء بانفجار لغم أثناء مرور سيارة تقل ورشة عمال في قرية رسم الأحمر التابعة لسلمية.

أحمد ودلال الكنيرو شقيقان لم يتجاوز عمرهما الـ8 أعوام إضافة للطفلة رغداء الموسى قضوا جميعهم بانفجار لغم، تتهم ميليشيا أسد وتنظيم داعش بزراعته على أطراف القرية، وبذلك ينضمون لعشرات القتلى جلهم من المدنيين وفي الغالب الضحايا من الأطفال والنساء. 

وأمس الجمعة، قتلت قنبلة عنقودية أحد العمال وأصابت اثنين آخرين عندما انفجرت في ورشة زراعية تعمل في الأراضي الزراعية المصادرة لصالح أفرع نظام أسد الأمنية في قرية معركبة بريف حماة، حيث تشير تقارير صحفية إلى مقتل وجرح أكثر من 40 شخصاً خلال الأسبوعين الماضيين فقط.

وكانت الانفجارات ازدادت في الشهر الأخير مع بداية فصل الربيع وبداية موسم جمع الكمأ، حيث يبدأ سكان قرى المنطقة الذين يعملون في الغالب بالزراعة ورعي الأغنام بالتحرك لجمع لقمة عيشهم، دون علم بخرائط الألغام أو شارات تحذيرية في المنطقة الملغمة بـ"الموت الساكن"، وفق وصف أهالي المنطقة.

ثقب أسود

وتعتبر المنطقة بين ريف مدينة السلمية الجنوبي الشرقي والشمالي الشرقي بمثابة "ثقب أسود" يقتل كل من يدخل إليه، بحسب ما أفاد مصدر محلي لأورينت نت، والذي يؤكد أن ازدياد عدد الضحايا يفصح عن حجم الموت الذي زرعه داعش وميليشيات أسد منذ العام 2017 عندما أفسحت الأخيرة الطريق للتنظيم لمهاجمة قرى ريف السلمية الشرقية، كسيناريو شبيه للهجوم على قرى شرق السويداء على يد عناصر التنظيم عام 2018، لا سيما أنه معروف عن المدينة (السلمية) معارضتها لنظام أسد.

ويؤكد المصدر الذي رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أن ألغام داعش وميليشيات أسد ليست وحدها من يهدد حياة الناس في المناطق التي كانت جبهة بين التنظيم والنظام، بل إن روسيا زرعت المنطقة بالقنابل العنقودية المحرمة دولياً بالغارات التي شنتها طائراتها بحجة محاربة التنظيم.

وما يكشف تورط ميليشيات أسد في زرع المنطقة بالألغام - الحديث للمصدر - أنها بدأت أمس بتفكيك بعض هذه الألغام ضمن ما سمته "حملة تمشيط لمخلفات الإرهابيين" في القاطع الشمالي الشرقية من محافظة حماة، شملت بلدة الرهجان ووادي العذيب، باعتراف صريح أن مساحات واسعة في الريف الشرقي مزروعة بالموت.

1uMctHot3k4

وتظهر مجموعة من الصور في المنطقة حصل عليها أورينت نت أنواعا مختلفة من الألغام بينها عبوات مصنعة يدوياً كنموذج للأنماط التي يستخدمها تنظيم داعش وأخرى عسكرية تقليدية تعود لميليشيات أسد وحلفائها.

إهمال قتل العشرات

عمليات القتل الجماعية المستمرة منذ قرابة أربعة أعوام لم تلفت انتباه نظام أسد وميليشياته، حيث تشير وسائل إعلام تابعة للأخير أن المقتلة المستمرة في ريف حماة الشرقي ليست جديدة وقد أودت بحياة العشرات خلال الأعوام الماضية.

ففي خبر أوردته صحيفة "الفداء" التابعة لنظام أسد بتاريخ 5 شباط 2019، فإنه وبعد انتهاء الأعمال القتالية في الريف الشرقي لمحافظة حماة كقرى وبلدات المفكر وفريتان وجنى العلباوي والشيخ هلال والحسو وغيرها من العام الماضي 2018 وفي بقعة جغرافية لاتزيد عن 30 كم2. جاء في بيانات موثقة وضبوط نظمتها "الجهات المختصة" في منطقة سلمية، فإن عدد الوفيات من جراء انفجار الألغام زاد عن 45 حالة يقابلها أكثر من 51 إصابة مسجلة لدى مشفى سلمية الوطني وغالبيتهم من الأطفال والمدنيين.

ورغم المناشدات التي أوردتها الصحيفة لأهالي المتوفين والمصابين وأهالي المناطق المختلفة لم تتحرك ميليشيات أسد لنزع الألغام التي زرعتها في المنطقة رغم علمها بخرائط توزع هذه الألغام، لتبقى المقتلة مستمرة بحق أهالي المنطقة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات