إعلامي موالٍ يُسفّه بشار الأسد وصفحة مخابراتية معارضة "تستثمره" بطريقة مثيرة (فيديو)

تداول ناشطون ومعارضون سوريون على غرف التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مثير لإعلامي حلبي موالٍ يُسفه فيه بشار الأسد من خارج سوريا، محملا إياه بشكل مباشر الفساد الذي تشهده البلاد، مقدما عددا من الأمثلة والأسماء لتأكيد ما ذهب إليه.

ولكن الأكثر إثارة وغرابة في القصة، هو نشر الفيديو من قبل صفحة داخل سوريا تدعى "مواطنون مع وقف التنفيذ" تعارض تحت ظل قائد الوطن، كما يسمونه.

مضمون الفيديو

ورغم أن الإعلامي الموالي – لم يعرف المكان الذي تحدث منه بالضبط- ويدعى عبد الحميد عدنان طوال حديثه ينادي بشار الأسد بالسيد الرئيس، إلا أنه قال إن ما يحدث في البلاد من فساد وظلم ووو.. يتحمل هو مسؤوليتها بشكل مباشر.

كما وصف نظام الأسد بالقمع والاستبداد، قائلا" إن نظام الذبح والقمع والاستبداد لم يعد يفيد".

وقدم الإعلامي في الفيديو المرفق أمثلة على الفاسدين وتجار الحروب الذين يعلمهم بشار ويعملون في كنفه، أحدهم يدعى اللواء محمد كنجو، وقال إن أمواله في بيروت فقط بلغت 600 مليون دولار.

"مواطنون مع وقف التنفيذ" تستثمر الفيديو ولكن كيف؟

ومؤخرا مع انتشار الجوع والجريمة واستشراء الفساد في مناطقه على أوسع نطاق، لم يعد مستغربا انتقاد شخصيات مؤيدة لبشار الأسد، حتى إن البعض انقلب عليه كالصحفي إياد الحسين، الذي غادر إلى ألمانيا، إلا أن المستغرب هو أن تنشر صفحة معروفة بأنها تعارض " ع الناعم"، -حتى إن البعض أسماها "مواطنون من أجل التنفيس"، بدلا من "مواطنون مع وقف التنفيذ- هذا الفيديو الذي يتطاول بشكل صريح على ما يسمونه قائد الوطن وهو لايزال يسميه السيد الرئيس!.

ولكن هذا الاستغراب قد يختفي عند معرفة أن صاحب الصفحة هو المدعو يونس سليمان الذي اعتقلته مخابرات أسد قبل حوالي شهر مع عدد من الإعلاميين، وآخرين كثر كل ما ارتكبوه هو على خلفية ما أسمته مخابرات أسد جرائم إلكترونية تم التبليغ عنها، لكن دون ذكر من تكون هذه الجهات، ليخرج هو بعد فترة ويبقى الآخرون معتقلون وأبرزهم المذيعة المعروفة بنت مدينة سلمية هالة الجرف، إلا أن ما لايمكن الجزم به هو أن يكون " عبد الحميد" متواطئ مع يونس ، وهذا أمر أشارت إليه بعض التعليقات.

يونس سليمان أبى إلا أن يفضح نفسه بأنه عميل مخابراتي وصفحته هي واحدة من بين الصفحات التي أنشأتها المخابرات وتهدف إلى توريط الآخرين ظنا منهم أن البلد فيها حرية ويستطيعون التعبير عن نفسهم.

حاول سليمان تصحيح خطأ بحذف المنشور، إلا أن إحدى الصفحات التي طالبت بالإفراج عنه وهي "انتفاضة الساحل"، رصدت المنشور واحتفظت به لتدين سليمان.

وقال سليمان في منشوره فور الخروج :" تم استدعائي أكثر من 6 مرات لجهات أمنية للتحقيق بأمر ما يخص النشر .. وذهبت بكل احترام منهم ومني ...وآخرها كان "قبض" كون الاستدعاء تم من جهتهم حسب قولهم ..ولم يتم تبليغي فعليا.. ومع ذلك لم يظهر أمن بلدي أنه باطش أو تعسفي كما يروج له بالخارج لأنها الحقيقة.. إلخ".

وعلقت صفحة انتفاضة الساحل وقتها على ما كتب يونس بالقول: "معظم الحقيقة، ويشيح بعينيه بعيداً عن مئات آلاف الضحايا الذين عذبهم وقتلهم "الأمن " الذي يجمل صورته ويدافع عنه.. حتى صور من عذبهم أمنك أمام عينيك.. فلم الكذب؟ ومن يخدم؟ هل يجب أن تكون أنت أو أحد من أفراد عائلتك واحدا من هؤلاء لتعترف بالحقيقة".

هذا الكلام، أكده أيضا شاهد علوي خلال تحقيق أجراه موقع أورينت نت عن ظاهرة "الثورة العلوية الافتراضية".

وقال الشاهد الذي رمزته أورينت بـ(ف .ل)، إن الصفحات التي ظهرت مؤخرا وتنقد النظام باسم موالين وعلى الأخص علويين، جزء كبير منها تابع للمخابرات وتهدف لقياس ردة فعل العلويين واختبار درجة تأييدهم أو معارضتهم.

كما يأتي نشر هذا الفيديو من قبل يونس، في إطار الدفاع عن نفسه، وتحسين صورته بعدما كشفته الصفحات العلوية التي بدأت تنتقد بشار الأسد بشكل مباشر، في ظل تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية غير المسبوقة في مناطق سيطرته.

ومنذ بدء العام الجاري اعتقلت مخابرات أسد العشرات ممن كانوا مؤيدين بتهم الجرائم الإلكترونية، (إنشاء مجموعات فيس بوك، تعليقات، منشورات على صفحات شخصية تنتقد الواقع المتردي.. الخ).

وقبل نحو شهر قال رئيس فرع المعلومات والجريمة الإلكترونية في نظام أسد العقيد لؤي شاليش إن اعتقال سليمان وعدد من الإعلاميين الآخرين جاء مبنياً على "شكوى وردتنا تفيد بارتكاب جرم إلكتروني" دون أن يوضح شاليش الجهة أو المصدر الذي أبلغ عنهم، ليخرج سليمان ويبقى معظم الآخرين.

وبلغ عدد الضبوط في مجال الجرائم الإلكترونية خلال العام المنصرم 2250 ضبطاً بمعدل 70 إلى 80 ضبطاً شهرياً، في حين سجل عام 2018 نحو 1800 ضبط، وفق ما ذكر شاليش نفسه في ذلك الوقت.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات