تناقض وتحليلات غير واقعية.. لقاء الدوحة الثلاثي يشق صف إعلام"الممانعة" ويوحّد بوصلة "المعارضة"

تناقض وتحليلات غير واقعية.. لقاء الدوحة الثلاثي يشق صف إعلام"الممانعة" ويوحّد بوصلة "المعارضة"
أربك الاجتماع الثلاثي الذي ضم وزراء خارجية كل من تركيا وروسيا وقطر في عاصمة الأخيرة، في الـ11 من آذار الجاري ما يسمى محور المقاومة والممانعة، وظهر ذلك عبر التغطية الإعلامية المختلفة للحدث بين حذر تميز به إعلام أسد وتحليلات غير واقعية طرحتها وسائل إعلام إيرانية وأخرى متناقضة لإعلام ميليشيا حزب الله.

في حين أن الحدث وحّد إعلام المعارضة، الذي رأى فيه ضربة قاصمة لإيران.

إعلام نظام أسد

اكتفت وسائل إعلام أسد الرسمية (الوطن والثورة وتشرين)، ببيان موحد وزعته وكالة أسد (سانا)، عليهم للمؤتمر الصحفي الذي ختم فيه الوزراء الثلاثة الزيارة دون أي زيادة أخرى ودون أي تعليق أو تحليل أو استطلاع رأي يستشرف ويواكب الحدث، على غير ما فعلت مع مسار سوتشي وحتى مسار أستانا الذي تلاه.

وجاء البيان الموحد الذي نشرته وسائل الإعلام بعنوان واحد أيضا وهو ( لافروف: الإجراءات القسرية الغربية تستهدف الشعب السوري بأكمله وتعرقل عملية إعادة الإعمار)، ليأتي الحديث عن الزيارة كخلفية لكلام لافروف ليس أكثر.

صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الذي يحكم بشار الأسد من ورائه، هي الوحيدة التي أضافت على استحياء، البيان الختامي للزيارة مركزة على ثلاث فقرات عامة جاءت فيه، دون إبداء أي رأي أو تحليل.

وبدا إعلام أسد حذرا جدا من الحديث في تفاصيل ما جرى في قطر لعدم الدخول في معادلة حسابية بين الروس والإيرانيين، خاصة أن الإعلام المعارض كله تقريبا قرأ الحدث باتجاه واحد، وهو أنه محاولة من روسيا الحليف لأسد لإبعاد الحليف الآخر إيران أو تقليم أظافرها شيئا فشيئا.

إعلام ميليشيا حزب الله وإيران

الشيء الوحيد الذي أضافه إعلام ميليشيا حزب الله واختلف فيه مع إعلام نظام أسد هو اعتبار اللقاء مسار جديد حول سوريا واستخدام كلمة قطر في العنوان، حيث عنون جريدة الأخبار التابعة للميليشيا خبر اللقاء بالآتي: مسار ثلاثي جديد حول سوريا: قطر في الواجهة مجدداً.

أما الإعلام الإيراني فقد تجاوزت تغطيته للقاء، الوصف الخبري كما فعل إعلام أسد وميليشيا حزب الله، إلى حد التعليق والتحليل، لكن تحليلاته جاءت مناقضة لكل ما ذكر حول اللقاء حتى من الطرف الروسي.

وأغرب هذه التحليلات ما جاء في موقع قناة العالم الإيرانية، التي كتبت مقالا تحليلياً عن الزيارة بعنوان غير متوقع وهو "وأخيرا.. تركيا وقطر تخضعان لدمشق"، واضعة بعد دمشق إشارتي تعجب، وهو يستحق التعجب فعلا ولكن ليس التعجب الذي أراده صاحب المقال، حيث يعتبر أن اجتماع روسيا وتركيا دونها انتصار لدمشق أي نظام أسد وبالتالي هو انتصار لإيران الحليف الاستراتيجي له كما تسمي هي نفسها، وإنما التعجب من التحليل نفسه الذي اعتمد على محلل سياسي وحيد غير معروف ولم يقدم أي معلومة تؤيد ما ذهب إليه.

إعلام المعارضة: المسار الجديد ضربة لإيران

اعتبرت أبرز وسائل إعلام الثورة والمعارضة أن اللقاء الثلاثي الذي قد يشكل مسارا جديدا حول سوريا هو ضربة روسية لإيران، التي باتت تشكل عبئا عليها في حصاد نتائج تدخلها في دعم النظام سياسيا وعسكريا.

وفي هذا الإطار نشر موقع السورية نت المعارض مقالا قرأ فيه اللقاء الروسي خطوة مفتاحية للإطاحة بإيران وإخراجها من سوريا وعنون مقاله بـ هل تطيح روسيا بإيران؟.

ورغم أن موقع أورينت ركز أيضا على البعد الإيراني في إحدى المقالات التي تناول فيها اللقاء وأبعاده غير أنه لم يستبعد الخديعة والخبث الروسي، وهو شيء ألمح إليه الروس أنفسهم في التعليق على اللقاء عقب التحليلات الكثيرة التي دارت حوله، وستأتي الإشارة إليه لاحقا.

ماذا قال الإعلام الروسي؟ 

لم يضف الإعلام الروسي على الخبر والبيان الختامي الذي خرج من اللقاء سوى تعليق بسيط دار حول كلمتين ليس أكثر.

وهاتان الكلمتان ذكرهما موقع روسيا اليوم، في يوم اللقاء نفسه، وهما أن المسار الجديد سيختص بالمسائل الإنسانية حصرا وسيكون موازيا لأستانا وليس بديلا عنه.

وقال موقع روسيا اليوم  " أعلن وزراء الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والقطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني والتركي مولود تشاووش أوغلو عن إطلاق عملية تشاورية جديدة بين دولهم بشأن التسوية السورية.. وأكد الوزراء الثلاثة أثناء مؤتمر صحفي مشترك أن العملية الجديدة ستخص المسائل الإنسانية حصرا وستكون موازية لـ"مسار أستانا".

وكانت العاصمة القطرية الدوحة استضافت 11 آذار الجاري اللقاء الثلاثي المذكور، بينما غابت إيران التي استبعدتها موسكو على عكس مسار "أستانا" الذي يجمع (روسيا وتركيا وإيران).

وخرج اللقاء ببيان  ثلاثي من تسعة بنود، أبرزها الحفاظ على سيادة واستقلال ووحدة أراضي سوريا/ والسعي لإيجاد حل سياسي وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، ومحاربة الإرهاب والمخططات الانفصالية، ودعم عمل ما يمسى اللجنة الدستورية، والعودة الآمنة للاجئين وضروة مضاعفة المساعدات الإنسانية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات