مشروع روسي إسرائيلي لمواجهة إيران في سوريا وصحيفة تكشف التفاصيل

مشروع روسي إسرائيلي لمواجهة إيران في سوريا وصحيفة تكشف التفاصيل
كشفت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مشروع روسي لوضع ترتيبات تأخذ المصالح الإسرائيلية بالاعتبار، وذلك لمنع تموضع إيران وميليشياتها في سوريا، حيث تصر تل أبيب على طرد ميليشيات إيران من الأراضي السورية باعتبارها تشكل تهديدا على أمنها، ما دفع الجيش الإسرائيلي لتكثيف غاراته على مواقع تلك الميليشيات خلال الآونة الأخيرة.

ونقلت الصحيفة عن (مصادر سياسية في تل أبيب) أن اللقاءات الأخيرة بين وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ونظيره الإسرائيلي، غابي أشكنازي، ركزت على وضع ترتيبات جديدة لمنع تموضع ميليشيات إيران في سوريا، ومنع وصول أسلحة ثقيلة أو أسلحة دقيقة إلى ميليشيا حزب الله.

وبحسب المصادر، فإن روسيا وافقت على طلب إسرائيل بالعمل ضد النشاطات التي تقوم بها إيران وميليشياتها في سوريا، ونقلت على لسان لافروف قوله لنظيره أشنكازي: "إذا رصدتم مثل هذه التهديدات، فيرجى تزويدنا بالمعلومات المعنية كي تتصرف روسيا، قبل أن تباشروا أنتم بضرب الأهداف وشن العمليات. فنحن، عندما تبلغوننا بأن تهديداً لدولتكم ينطلق من الأراضي السورية، فأبلغونا فوراً وسنتخذ جميع الإجراءات لتحييد هذا التهديد".

في الوقت ذاته، لم تستبعد المصادر الإسرائيلية "بلورة مشروع تهدئة" بين تل أبيب وبين ميليشيات أسد وحزب الله في لبنان وسوريا في الفترة المقبلة وبرعاية روسية، فيما لم يعلق الطرفان (لافروف وأشنكازي) على الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقع ميليشيات أسد وإيران في محيط العاصمة دمشق قبل أيام. 

 تمثلت بجولات ولقاءات عديدة بين جرت الوزيرين الروسي والإسرائيلي كان أبرزها في اليونان خلال تشرين الأول الماضي، فيما تجددت بلقاء جرى الأسبوع الفائت في تل أبيب وأعقبه استدعاء أشنكازي إلى موسكو لاستكمال الترتيبات الثنائية بين الطرفين.

وكان غابي أشنكازي التقى نظيره لافروف في موسكو خلال اليومين الماضيين، لترتيب الخطة الجديدة بخصوص الوجود الإيراني في سوريا، وتزامن وجوده الوزير الإسرائيلي في روسيا مع زيارة وفد ميليشيا حزب الله اللبناني إلى موسكو ولقاءئه لافروف، بهدف بحث التطورات المتعلقة بالتصعيد الإسرائيلي ومصير حليفه بشار أسد، وأشارت مصادر روسية عديدة إلى أن الرد الروسي كان حازماً بوجه وفد حزب الله، وأن روسيا طالبت الميليشيا بالخروج العاجل من سوريا وتحويل عملها في لبنان إلى حزب سياسي فقط.

الترتيبات الجديدة بين تل أبيب وموسكو تأتي في ظل تغيرات دولية لافتة، والتي تتمثل بالسياسة الجديدة الغامضة لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، والتي تختلف عن إدارة سلفه دونالد ترامب من جهة تعاملها مع الملف الإيراني، لا سيما الاتفاق النووي والنشاط العسكري الخارجي الذي يؤرق إسرائيل، إلى جانب خلافات أمريكية روسية بدأت تظهر بشكل جلي في الآونة الأخيرة، وهو أمر تحاول تل أبيب تجنبه لتحقيق مصالحها في المنطقة وخاصة في سوريا.

وكانت روسيا أبدت انزعاجها من الغارات الإسرائيلية المتكررة على مواقع ميليشيا أسد في سوريا في كانون الثاني الماضي، وطالبت تل أبيب بتبادل المعلومات وإبلاغها عن تهديدات محتملة من الميلشيات الإيرانية وقال لافروف حينها: "لا نريد أن تُستخدم الأراضي السورية ضد إسرائيل، أو أن تُستخدم، كما يشاء كثيرون، ساحة للمواجهة الإيرانية- الإسرائيلية".

وتصر إسرائيل على منع إيران وميليشياتها من التموضع العسكري في سوريا وخاصة على حدودها، وأكدت مرارا في تصريحاتها الرسمية على خطر إيران ومشاريعها التوسعية والتأكيد على مطاردة تلك الميليشيات بكل الوسائل المتاحة لإبعادها عن المنطقة، وذلك بتنسيق أمريكي روسي بالتوزاي مع غارات مكثفة على الميليشيات الإيرانية، فيما واصلت طهران نشاطها في سوريا بشكل لافت وبررت وجودها بأنه "استشاري" لصالح ميليشيا أسد.

وكثف الجيش الإسرائيلي قصفه خلال الأشهر والسنوات الماضية، لمواقع عسكرية تتمركز فيها الميليشيات الإيرانية في سوريا، كان آخرها الأربعاء الماضي، بخمس غارات استهدفت شحنة أسلحة وصلت مطار دمشق الدولي، عبر خطوط "فارس قشم إير" الإيرانية، وسط عجز من ميليشيا أسد وروسيا عن وقف تلك الغارات.

وسبق أن بحثت روسيا وإسرائيل خطورة الوجود الإيراني في سوريا وآلية إخراجه نهائيا من المنطقة، أبرز تلك اللقاءات كانت خلال قمة ثلاثية في مدينة القدس في حزيران 2019 جمعت مساعد الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي، جون بولتون، وسكرتير مجلس الأمن الروسي، نيقولاي باتروشيف، ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات برئاسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

واعتبر نتنياهو خلال القمة حينها، أن رحيل القوات الأجنبية عن سوريا وخاصة الإيرانية، سيصب في مصلحة الدول الثلاث في إشارة إلى إسرائيل والولايات المتحدة وروسيا".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات