بعد وصفه بـ"القاتل": مجلس الدوما يبتكر قانوناً يتيح لبوتين الترشح لولايتين رئاسيتين مجدداً

بعد وصفه بـ"القاتل": مجلس الدوما يبتكر قانوناً يتيح لبوتين الترشح لولايتين رئاسيتين مجدداً
أقر مجلس الدوما الروسي (مجلس النواب) تعديلاً دستورياً يمنح الرئيس الروسي الحالي، فلاديمير بوتين، الترشح لمنصب الرئيس مرة جديدة ورئاسة البلاد لفترتين رئاسيتين جديدتين بغض النظر عن الفترات السابقة، وذلك بعد أيام من وصف بايدن لبوتين بـ"القاتل".

وبحسب وكالة "تاس" فإنه وفقا لأحد الأحكام المعدلة حديثاً في دستور "الاتحاد الروسي"، يتم تطبيق القيود المفروضة على عدد الفترات التي يمكن خلالها لشخص واحد تولي منصب الرئيس على رئيس الدولة الحالي دون حساب الفترتين الرئاسيتين السابقتين له، وهذا يعني أنه يسمح لرئيس الدولة الحالي (فلاديمير بوتين) بشغل منصب رئيس روسيا لفترتين قادمتين.

وتنص الوثيقة التي أقرها النواب الروسي على أن المواطن الروسي الذي يبلغ من العمر 35 عاما على الأقل، وأقام بشكل دائم في روسيا لمدة 25 عاما على الأقل، ولم يكن لديه من قبل جنسية أو تصريح إقامة لدولة أخرى، يمكن أن يكون رئيس منتخباً للبلاد، ولا ينطبق هذا الحكم على المواطنين الروس "الذين كانوا يحملون في السابق جنسية الدولة التي تم تبنيها أو اعتماد قسم منها في الاتحاد الروسي وفقا للقانون الدستوري الاتحادي".

إقصاء المعارضة!

واللافت أيضاً في الوثيقة - وفقاً لما أورده موقع روسيا اليوم - أنها توضح أيضا قواعد القانون بشأن انتخاب النواب في مجلس الدوما، وتحظر على المواطنين المحكوم عليهم بالسجن لارتكاب جرائم متوسطة الخطورة، الترشح لمجلس النواب لمدة خمس سنوات من تاريخ انتهاء العقوبة أو إلغائها، ما قد يشير إلى حرمان معارضي نظام بوتين من الوصول إلى مجلس النواب في المستقبل، وإلغاء التعديلات التي أقرها موالو بوتين في المجلس النيابي.

ويأتي التعديل "الدستوري الجديد" متمماً لجهود نظام بوتين في إقصاء معارضيه، والتي بدأها باعتقال أبرزهم (أليكسي نافالني) بعد عودته من رحلة علاج في ألمانيا من تسمم تتهم أجهزة الاستخبارات الروسية بالوقوف وراءه، لتشهد البلاد احتجاجات عارمة في أكثر من 60 مدينة روسية بما فيها العاصمة الروسية موسكو، واعتقال آلاف المعارضين وإحالتهم إلى المحاكمة بتهم مختلفة.

تابع النظام الروسي حملة الاعتقالات ضد معارضيه في الـ14 من الشهر الجاري، عندما اعتقلت السلطات الروسية العشرات من المعارضين قبل نحو 10 أيام خلال مؤتمر نظموه لاختيار مرشحيهم للانتخابات القادمة.

وكانت صحيفة موسكو تايمز، أكدت أن الشرطة الروسية داهمت مؤتمراً نظمه معارضون ونواب بلديات من أجل اختيار مرشحيهم للانتخابات البرلمانية والبلدية المزمع إجراؤها في الخريف القادم واعتقلت العشرات منهم، مشيرةً إلى أن هذه الخطوة تأتي عقب اعتقال أبرز معارضي بوتين (نافالني) وأكثر من 10 آلاف متظاهر في جميع أنحاء البلاد خلال الاحتجاجات الشعبية العارمة الأخيرة.

ووفقاً للمصدر، فإن المؤتمر الذي نظمه المعارض البارز ميخائيل خودوركوفسكي، ضم عشرات الممثلين لأكثر من 50 منطقة روسية لمناقشة الانتخابات البرلمانية والمحلية، لتبدأ الشرطة بمداهمة المؤتمر بعد 40 دقيقة فقط وتبدأ اعتقالات "غير مسبوقة" بحق المعارضين، حيث تشير التعديلات الجديدة لإقصاء المعارضين من الترشح إذا ما صنفت التهم الموجهة لهم بـ"متوسطة الخطورة".

بوتين إلى الأبد!

تشير بعض المصادر الصحفية إلى تلاعب ضابط الاستخبارات السابق بالدستور وتنقله في أكثر من منصب للسيطرة على السلطة وتعديل الدستور على مقاسه للبقاء متحكماً بالسلطة، فبوتين عينه الرئيس الأسبق بوريس يلسن خلفاً له في عام 1999 إلى أن تحين الانتخابات الرسمية عام 2000 وحينها بدأ كرئيس لروسيا لأول فترة رئاسية له ليحلقها بفترة ثانية عام 2004 حيث كان ينص الدستور الروسي على أن مدة الفترة الرئاسية 4 سنوات، إلى أن تم تعديلها إلى 6 سنوات عام 2008 عندما انتقل بوتين لرئاسة الحكومة في نفس العام وعين مكانه صديقه وذراعه اليمنى ديمتري ميديفيدف كرئيس للبلاد.

عاد بوتين للترشح إلى الرئاسة لفترة ثالثة عام 2012 ونجح بالانتخابات التي أعقبتها مظاهرات عارمة بسبب ما تقول المعارضة إنه تخللها عمليات تزوير كبيرة، وبعد 6 سنوات أي في عام 2018 عاد بوتين للترشح مرة رابعة، وما زال يشغل منصب الرئيس إلى يومنا هذا، إضافة إلى أن التعديل الجديد سيمنحه إمكانية حكم روسيا حتى عام 2032.

يشار إلى أن بوتين وأثناء مشاركته في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في يوليو/ تموز 2018 "تعهد" بعدم تعديل الدستور للسماح له بالترشح لأكثر من فترتين متتابعتين أو لعدد غير محدود من الفترات، علاوة عن شائعات تناولتها وسائل إعلام روسية وعالمية بأن بوتين قد يضطر لترك الرئاسة بسبب حالة صحية يعاني منها، إذ يشكك بعض المراقبين بأنها تهدئة الغليان الشعبي لا سيما في الأوساط المعارضة، وأنها من صنع الاستخبارات الروسية الموالية لبوتين التي قاد أبرز أقسامها في تسعينيات القرن الماضي.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات