وقالت المديرية في بيانها: "بعد صدور تقرير منظمة العفو الدولية بتاريخ 23/3/2021، قامت محطة "أورينت" (orient) الإعلامية التابعة للمعارضة السورية بتوزيع فيديو تدعي فيه أن الأمن العام يقوم بتعذيب السوريين النازحين في لبنان. وتُظهر في الفيديو صوراً لعناصر من الأمن العام أمام المخيمات أو مع النازحين على المعابر الحدودية، حيث تبين أنهم كانوا، في الحقيقة، يقومون بمهمة تعقيم مخيمات النازحين السوريين للحد من انتشار فيروس كورونا، وأثناء تنظيم عودة النازحين السوريين إلى بلادهم".
تجريم من يروج الفيديو!
ولم يكتف بيان الأمن العام اللبناني، الذي تجاهل - عن سوء قصد - الاتهامات الصادرة عن منظمة العفو الدولية (أمنستي) بحقه، والتي استند إليها تقرير أورينت المصور، بل توعد في بيانه كل من يقوم بنشر فيديو أورينت أو يتداوله منوها بـ "اتخاذ الإجراءات القانونية الضرورية في وجه كل من يثبت تورطه في تعميم هذا الفيديو"، معتبراً أن ما تضمنه الفيديو هو "أضاليل واتهامات مزيفة وغير موثقة"،
الشكوى ضد أورينت لدى أمنيستي!
وعلى صعيد أكثر إثارة للسخرية، وفضحا للعقلية الأمنية القمعية التي يتجه إليها هذا الجهاز عوضا عن التحقيق بالجرائم المشينة المنسوبة لعناصره وقادته، قال بيان الأمن العام إنه طالب "المسؤولين في منظمة العفو الدولية، بعد تسليمهم نسخة من الفيديو، إجراء التوضيحات اللازمة فيما يخص استثمار التقرير الصادر عنها، وتركيب ادعاءات وإساءات بحق الأمن العام ونشر صور لضباطه وعناصره، وضرب مصداقيته في التعاطي مع شؤون النازحين السوريين في لبنان، في حين كانوا يقومون بمهمات إنسانية وصحية تشهد عليها الوكالة الدولية للاجئين في لبنان (unhcr)".
فهل المشكلة هي أن أورينت "استثمرت" التقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية.. أم في المعلومات الموثقة الواردة في التقرير؟ وهل كان يتوقع جهابذة الأمن العام اللبناني، أن (أمنسيتي) تصدر تقاريرها، لكنها تمنع وسائل الإعلام من "استثمار" ما جاء فيها؟!
ماذا عن الانتهاكات؟
اللافت في بيان الأمن اللبناني أنه تغاضى عن الرد على الاتهامات الموجهة إليه من المنظمة الدولية بارتكاب انتهاكات مروعة عبر اتباع بعض الأساليب المستخدمة في أسوأ سجون نظام الأسد (حسب قول المنظمة) وركّز على بعض الصور التي استخدمتها قناة "أورينت" في صناعة تقريرها، علماً أن القناة لم تؤكد أنها صور توثق عمليات التعذيب بحق اللاجئين السوريين.
وإضافة إلى ذلك لم يقم بيان الأمن اللبناني بإدانة تقرير المنظمة الذي استندت عليه قناة أورينت في صناعة الفيديو بقدر ما اتخذ من فيديو القناة ذريعة للتهرب، بل ذهب إلى اتهام أورينت بأنها تختلق من تلقاء نفسها هذه "الادعاءات" وليس على أساس المعلومات الواردة في تقرير منظمة دولية، عندما قال البيان: "قامت أورينت بتوزيع فيديو تدعي فيه أن الأمن العام يقوم بتعذيب السوريين النازحين في لبنان".
وعلاوة عن هذا وذاك، لم ينف البيان أو يدن التهم الموجهة إليه بمعاملة بعض اللاجئين السوريين على أساس الـ"تمييز" وارتكاب انتهاكات "صارخة" بحقهم دون استثناء بعض القاصرين في انتهاك للمعايير الدولية، عدا عن التحرش الجنسي والاعتداء اللفظي.
"المقاومة" تنخرط في مهاجمة أورينت
وما إن أصدر الأمن اللبناني بيانه حتى بدأت وسائل إعلام تابعة لما يسمى "محور المقاومة" حليف نظام أسد في قتل السوريين، بتداول البيان كموقع قناة "المنار" الناطقة باسم ميليشيا "حزب الله" التي ارتكبت جرائم حرب في قتل وحصار وتهجير السوريين على مدى العقد الماضي كاملاً.
ويدرج موقع أورينت نت التابع لقناة أورينت رابط الفيديو الذي هز لبنان وأغضب "الأمن اللبناني" ووسائل إعلام "محور المقاومة"، إضافة لروابط البيان والتقرير الدولي الذي اتهم أجهزة الاستخبارات اللبنانية بارتكاب انتهاكات شبيهة بتلك التي اتبعها نظام أسد في تعذيب وقتل عشرات آلاف السوريين داخل سجونه التي وصفت بـ"المسالخ البشرية".
فيديو قناة أورينت الذي أغضب الأمن اللبناني
التعليقات (7)