نشاط روسي جديد في السويداء ومصادر تكشف الدوافع والأسباب

نشاط روسي جديد في السويداء ومصادر تكشف الدوافع والأسباب
ما زالت روسيا تسعى لاستمالة السويداء لتحقيق أهدافها الداخلية والخارجية عبر طروحات مختلفة تقدمها للمحافظة الرافضة لحكم حليفها نظام أسد، في مسعى لتجنيد أبنائها في صفوف الميليشيات المحلية واستغلال الوضع الأمني والاقتصادي الذي أرهق المحافظة وزاد نقمتها على أسد ونظامه.

وذكرت مصادر محلية من السويداء لأورينت نت، تفاصيل خاصة عن الحراك الروسي الجديد في المحافظة، والمتمثل بإنشاء ميليشيا جديدة تحت مسمى "الدفاع المحلي" بدلا من ميليشيا "الدفاع الوطني" التي أنشأتها روسيا في سوريا سابقا، وذلك لتجنيد شباب السويداء برواتب تتراوح بين 200 دولار شهريا بمهمة حماية المنشآت الروسية و300 دولار للمهمات القتالية في مختلف المناطق السورية.

وفي التفاصيل فإن اجتماعات مكثفة جرت في الأيام الماضية برعاية الروس، آخرها جرى في جمعية المتقاعدين بمدينة صلخد جنوب السويداء بحضور مجموعات ميليشيا "الدفاع الوطني" وزعيمها المعروف بـ فيصل السعدي، وجرى خلاله الاجتماع إحصاء سلاح تلك الميليشيا وتسليمه للروس في المقر ذاته.

وبحسب المصادر، فإن الاحتلال الروسي أغلق مقر الدفاع الوطني في السويداء وبدأ بإنشاء مركز جديد تحت مسمى "الدفاع المحلي"، حيث تتخذ ميليشيا الدفاع الوطني من منزل "قصر" الإعلامي فيصل القاسم مقرا لها بعد أن استولت عليه سابقا، بينما تعد المدينة الرياضية في السويداء المقر الجديد لميليشيا "الدفاع المحلي".

وتأتي المبادة الروسية الجديدة استغلالا للوضع المعيشي والاقتصادي المتردي في السويداء ومناطق سيطرة ميليشيا أسد بشكل عام، حيث تشير المعلومات إلى أن ميليشيا الدفاع الوطني لم تستلم رواتبها منذ عدة أشهر، الأمر الذي تستغله روسيا لاستقطاب عناصر تلك الميليشيا وتجنيدهم في تشكيلاتها الجديدة.

حراك على المستوى المدني

من جهة أخرى، فإن الحراك الروسي لا يقتصر على تجنيد الشباب في صفوف الميليشيات كما هو المعتاد، بينما يشمل ذلك استقطابا واسعا لشرائح السكان من رجال ونساء وبمختلف الأعمار تحت عناوين مختلفة تتماهى مع الوضع الاقتصادي المتردي لاستمالة أكبر شريحة من السكان لصفوفها.

وتقول مصادر محلية لأورينت نت  إن "روسيا تحاول تجميل صورتها في السويداء عبر استقطاب المواطنين برواتب مغرية من كافة الشرائح، من الشباب والشابات، مقابل رواتب 100 دولار شهريا، ومقابل تأمين فرص تحت مسمى التنمية البشرية ونشر الوعي تجاه الفلتان الأمني المتزايد في المنطقة"، حيث تشير المصادر إلى أن نحو ألف شخص انضموا للقوائم الروسية الجديدة.

ويعتبر الواقع الأمني المتردي من فلتان أمني وجرائم قتل وسطو مسلح متفاقمة في السويداء وما يرافقه من انهيار اقتصادي غير مسبوق، البوابات الرئيسية للمبادارت الروسية الساعية لتطويع المنطقة بأساليب متعددة، في وقت سجلت السويداء مظاهرات واسعة وحراكا لافتا في الأيام الماضية، طالب من خلاله الأهالي بإسقاط نظام أسد والإسراع برحيله عن سوريا بسبب الأزمات غير المبسوقة.

ويكرر الاحتلال الروسي محاولاته المتنوعة لبسط نفوذه على السويداء من خلال الاهتمام بالمنطقة ومحاولة تجنيد شبابها لصالح ميليشيا أسد، في المحافظة التي ترفض حكم أسد وتحمّل ميليشياته مسؤولية الفساد والفلتان الأمني الذي تعانيه منذ سنوات.

وسبق أن رفض أهالي السويداء  مبادرات روسية لتطويعها بذرائع مختلفة، لاسيما مبادرة جرت في كانون الثاني الماضي، حيث قوبلت بالرفض ووصفها الأهالي بأنها "محاولة لإعادة هيبة الأجهزة الأمنية وخداع الشباب الدورز الرافضين للخدمة العسكرية في صفوف ميليشيا أسد".

وقال الأهالي في استطلاع للرأي أجرته شبكات محلية حينها إن الاستعمار الروسي "ألعن" من الأمريكي، وإن روسيا احتلت سوريا، وهي تريد سوق شباب وأبناء السويداء إلى القتل بتجنيدهم تحت ألوية وميليشيات تابعة لها.

كما شددوا على رفضهم لقتال شباب المحافظة مع أي قوة خارجية - لا روسيا ولا إيران- وعدم الانجرار إلى الاقتتال الداخلي والفتنة التي تمهّد إليها تلك الدول، منددين عبر تساؤلاتهم بنظام أسد، الذي سمح لهم ولغيرهم باحتلال البلاد واستباحة سيادتها.

غير أن لروسيا أهدافا عديدة من خلال مبادراتها المتعددة في السويداء، أولها الاستفادة من كوادرها لخدمة مصالحها داخليا وخارجيا، ومحاولة إعادة المحافظة لحضن نظام أسد وإسكات صوتها الثوري وتجنيد عشرات آلاف من أبنائها في صفوف الميليشيات، إضافة لسعي موسكو منافسة الدور الإيراني في السويداء بسبب التزامات سابقة مع إسرائيل تهدف لإبعاد الميليشيات الإيرانية عن المنطقة الجنوبية بالقرب من الحدود الإسرائيلية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات