لأول مرة قدري جميل ينتقد روسيا ويتهمها بالكذب

لأول مرة قدري جميل ينتقد روسيا ويتهمها بالكذب
انتقد قدري جميل رئيس منصة موسكو في "هيئة التفاوض السورية العليا"، تصريحات نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين التي تغاضت عن الوضع الاقتصادي المتأزم في مناطق سيطرة نظام أسد وذلك خلال اجتماع لمجلس الأمن لمناقشة الوضع الإنساني في سوريا.

وقال جميل في تصريحات صحفية ردا على فيرشينين: "كان من الغريب حقًا الاستماع إلى السيد سيرجي فيرشينين، نائب وزير الخارجية الروسي، وهو يصف الوضع الإنساني في سوريا قائلاً: يخبرنا أن الوضع الأكثر خطورة هو المناطق التي لا تسيطر عليها دمشق. تقع في الشمال الشرقي والشمال الغربي لسوريا ”.

وأضاف جميل، "لا نعرف ما إذا كان هذا يعبر حقًا عن الموقف الروسي، الذي لم نكن نعلم أنه كذلك، أو ما إذا كان ناتجا عن نقص المعلومات من قبل السيد فيرشينين على وجه التحديد. حقيقة الأمر أن الوضع الإنساني سيئ للغاية في جميع مناطق سوريا ، وسيئ جدًا وخطير جدًا لدرجة أن المقارنة بين منطقة وأخرى تفقد أي معنى، وتصبح أكثر بلا معنى إذا كانت المقارنة تدور حول تحديد "أيهما" الأسوأ"!

واعتبر "رئيس منصة موسكو" أن المناطق الأشد خطورة من حيث الأزمة الاقتصادية في سوريا هي مناطق سيطرة نظام أسد حيث قال: "ما يجب أن يكون واضحا تماما هو أن الفساد العملاق الذي يسيطر على جميع جوانب جهاز الدولة السورية يساهم بشكل فعال في هذا الخنق"، فيما أشار في الوقت ذاته إلى أن مناطق شمال غرب وشمال شرق سوريا تشهد تحسنا ملموسا في جوانب الخدمات لا سيما الكهرباء وغيرها مقارنة بمناطق سيطرة نظام أسد.

وكان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين اعتبر خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع الإنساني في سوريا، أمس الاثنين، أن تدهور الوضع الإنساني في سوريا يتم رصده فقط، في المناطق غير الخاضعة لسيطرة نظام أسد، في إشارة لمناطق سيطرة ميليشيا قسد ومناطق الفصائل شمالا.

وقال المسؤول الروسي: "من المفارقة أن التدهور الجسيم لمعيشة سكان سوريا يتم رصده على مدى السنة الأخيرة حصرا، بعد أن تراجع مستوى العنف على الأرض بشكل ملحوظ، من الملفت للنظر أيضا أن الوضع الأكثر تأزما تشهده المناطق غير الخاضعة لسيطرة دمشق في شمال غرب وشمال وشمال شرق سوريا، التي تقع المسؤولية عنها على كاهل الدول التي تحتلها والسلطات المحلية".

وجاءت التصريحات الروسية في إطار مناقشة فتح المعابر الإنسانية مع مناطق سوريا، والتي ترفض موسكو فتحها بشكل تعسفي من خلال استخدام نفوذها في مجلس الأمن، في وقت تعيش مناطق سيطرة نظام أسد أزمة اقتصادية غير مسبوقة بسبب العقوبات الدولية والفساد الحكومي في مؤسسات وأركان نظام أسد.

لكن تصريحات قدري جميل تعتبر انحيازاً واضحاً لميليشيا قسد ونموذج حكمها في مناطق شرق سوريا برعاية أمريكية، حيث سبق ودعا إلى تطبيق نموذج ما يعرف بـ "الإدارة الذاتية" الممثل الإداري لـ"قسد"، على كامل مناطق سوريا، معتبراً ذلك النموذج الضمانة الوحيدة للقضاء على الفساد في سوريا.

ويترأس قدري جميل المقرب من روسيا، "حزب الإرادة الشعبية" ومنصة موسكو في "هيئة التفاوض السورية العليا"، وتقرب في الآونة الأخيرة من "مسد" عبر توقيع مذكرة تفاهم مشتركة في العاصمة الروسية، والتي وصفها بأنها "نقطة انعطاف هامة". 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات