منطقة دونباس بؤرة صراع جديدة بين روسيا وأمريكا

منطقة دونباس بؤرة صراع جديدة بين روسيا وأمريكا
حذرت روسيا من وجود قوات أمريكية على الأراضي الأوكرانية، وذلك بعد أنباء عن حشود عسكرية روسية ضخمة على الحدود الشرقية لأوكرانيا، ما يفتح الباب أمام توقعات بنشوب صراع جديد في إقليم دونباس الذي تسعى موسكو لضمه إلى أراضيها على غرار جزيرة القرم.

واعتبر المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف في تصريحات صحفية اليوم الجمعة:أن التصريحات الأوكرانية الأخيرة حول ظهور عسكريين أمريكيين على أراضيها سيزيد التوتر وسيدفع بلاده لاتخاذ إجراءات إضافية لضمان أمنها.

وقال بيسكوف: "مما لا شك فيه أن مثل هذا السيناريو (ظهور الجيش الأمريكي في أوكرانيا) سيؤدي إلى زيادة التوترات بالقرب من الحدود الروسية، وسيتطلب هذا إجراءات إضافية من جانب روسيا لضمان أمنها". 

يأتي ذلك في ظل حشود عسكرية جديدة لروسيا وحليفتها بيلاروسيا على الحدود الشرقية لأوكرانيا بحسب قائد الجيش الأوكراني، رسلان خومتشاك الذي أكد قبل أيام أن روسيا تحشد قواتها العسكرية بكثافة قرب الحدود الشرقية لبلاده، واتهم موسكو باتباع سياسة عدوانية تجاه أواكرانيا، حيث قدر خومتشاك الحشود الروسية بنحو 28 كتيبة منتشرة على طول الحدود وتضم أكثر من 30 ألفا من الجنود.

وعلى إثر ذلك، أعربت الإدارة الأمريكية عن قلقها إزاء التحركات الروسية الجديدة التي تهدد أمن (حليفتها أوكرانيا) وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس: "نشعر بقلق تام حيال التصعيد مؤخرا لتحرّكات روسيا العدائية والاستفزازية في شرق أوكرانيا… ما نعارضه هو خطوات معادية هدفها ترهيب وتهديد شريكتنا أوكرانيا". 

كما أشارت وزارة الدفاع الأوكرانية إلى أن وزير الدفاع الأمريكي شدد على أنه "في حالة تصعيد العدوان الروسي، فإن الولايات المتحدة لن تترك أوكرانيا وحدها".

لكن المتحدث الروسي رد على التصريحات الأمريكية وأكد على أن روسيا ليست طرفا في الصراع، وأن بلاده "لا يمكنها ضمان وقف شامل لإطلاق النار في دونباس، لكنها تستخدم نفوذها لتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في وقت سابق"، قائلا: "للأسف، الوضع مخيف للغاية على خط التماس، والاستفزازات من قبل القوات المسلحة الأوكرانية متكررة".

وكان موقع "أويل برايس قال في تقرير إن "الجيش الأوكراني يواجه حاليا الانفصاليين المدعومين من موسكو في إقليم دونباس"، محذرا في الوقت نفسه من وجود تهديد حقيقي لمواجهة عسكرية في الإقليم الأوكراني قد تقع بين قوات بلاده وروسيا وبيلاروسيا.

وتسعى موسكو لضم أجزاء جديدة من الأراضي الأوكرانية على غرار جزيرة القرم، عبر دعمها الانفصاليين الموالين لها في الأراضي الأوكرانية، في حين تؤكد تقارير عديدة وتحليلات غربية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يحلم" بضم كامل الأراضي الأوكرانية إلى روسيا بكافة الوسائل المتاحة وليس فقط إقليم دونباس.

وكانت روسيا قد أجرت في منتصف آذار من عام 2014، استفتاءً أحادي الجانب في شبه جزيرة القرم ضمت من خلاله شبه الجزيرة لأراضيها، ولم يُعترف عالمياً بهذا القرار.

فيما قتل نحو 13 ألف شخص جراء المواجهات بين القوات الأوكرانية وتلك المدعومة من روسيا والتي بدأت تمردها ضد كييف.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن توعد روسيا بالمحاسبة في شبه جزيرة القرم في أوكرانيا، وقال في شباط الماضي إن "الولايات المتحدة ستقف إلى جانب أوكرانيا وتحاسب روسيا على عدوانها على شبه جزيرة القرم".

وأضاف البيان أن "الولايات المتحدة لن تعترف أبداً بضم روسيا المزعوم لشبه الجزيرة، وسوف نقف مع أوكرانيا ضد الأعمال العدوانية لروسيا. وسنواصل العمل لمحاسبة روسيا على انتهاكاتها وعدوانها في أوكرانيا".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات