"التشطيب" ظاهرة صادمة تظهر بين"الفتيات" بمدارس قسد ومصادر تكشف الأسباب

"التشطيب" ظاهرة صادمة تظهر بين"الفتيات" بمدارس قسد ومصادر تكشف الأسباب
من قبيل الصدفة، اكتشف أحد المدرسين في محافظة الرقة طالبة في المرحلة الإعدادية أحدثت في ساعديها جروحاً بأداة حادة، لتكون واحدة من عشرات الحالات التي ظهرت بين طلبة المدرسة بسرعة خلال حملة تفتيش أجرتها إدارة المدرسة على عُجَالة.

يقول المدرس الذي اكتشف الحادثة لأورينت نت إن عادة تشطيب الأيدي أصبحت منتشرة بين المراهقين في المنطقة وهذا ما كشفته جولة تفتيشية قامت بها إدارة المدرسة، واستشهد المدرس بمجموعة من الصور يتعذّر نشر أغلبها لاحتوائها على مشاهد قاسية.

وعرّج المدرس الذي يرفض الكشف عن اسمه لأسباب شخصية إلى الكشف عن أن الحملة التفتيشية أفضت إلى وصول حبوب ومواد مخدرة إلى أيدي الطلاب، كانوا قد حصلوا عليها من طلبة في المرحلة الابتدائية، حسب تعبيره.

وأرجع المدرس وصول الحبوب المخدرة إلى أيادي الطلاب، منهم في الصفوف الأولى، إلى عدم جدية الإدراة الذاتية التابعة لميليشيا "قسد" في مكافحتها للمخدرات التي استشرى تعاطيها بشكل مخيف وعلى نطاق واسع شرق الفرات، ما تسبب في وصولها إلى أيدي الأطفال والمراهقين.

غياب دور الأسرة

يعتبر سكّان المناطق الشرقية في سوريا من المجتمعات المحافظة باعتبارها مجتمعاً عشائرياً له أعرافه وتقاليده، لاسيما فيما يخص المرأة، إلا أنّ الأطراف المختلفة التي تعاقبت على حكم المنطقة سعت إلى تغيير طبيعة المجتمع، وآخرها كانت الإدارة الذاتية الكردية التي سعت لتغيير الأعراف من خلال الترهيب أو الترغيب، إلا أنّ الخطر الأكبر كان عبر استهدافهم للمراهقين من خلال المناهج التعليمية والأنشطة اللاصفية.

يرى "محمد حمدان الصالح" وهو سياسي من محافظة الرقّة إنّ التغيرات بدأت تطرأ على المجتمعات العشائرية والقبلية شرق الفرات منذ عام 2011 حيث تعرضت تلك المجتمعات لاهتزازات بفعل تعاقب القوى المسيطرة عليها بالتتالي بدءاً من نظام أسد عام 1970 وحتى المجموعات المسلحة بكل مسمياتها منذ شهر آذار 2011 حتى سيطرة داعش في نيسان 2014 مرورا بسيطرة "قسد" والتحالف الدولي منذ عام 2017، فضلا عن استقبال محافظة الرقة وريفها لنازحين سوريين من مناطق مختلفة، كل ذلك أدّى إلى خلخلة في بنى المجتمع بشكل واضح عبر الممارسات والسلوك المجسد بشكل حي على الأرض.

ويضيف الصالح خلال حديثه لأورينت نت أنّ هذه القوى المتعاقبة على المنطقة حاولت فرض القيم والمفاهيم التي تحملها مترافقة مع الإيديولوجيا الخاصة بها قسراً وبالعنف ممّا أدّى إلى اختلالات عميقة وهزّات جليّة ببقية ما يحمله هذا المجتمع من قيم متوارثة فيه، كما أنّ السلطة الحاكمة لم تكن في يوم من الأيام مرجعاً أخلاقياً أو قانونياً لحل المشاكل الموجودة في المجتمع بل راكمتها خدمة لمصالحها.

ويعتقد الصالح أنّ كل ذلك انعكس سلباً بتأثيراته على المجتمع؛ فالمراهقون هم الأكثر حساسية لما يحصل حولهم ولذا نرى أنّهم تمردوا على من يكبرهم إن كانوا الأهل أو سلطة اجتماعية تمثلها المفاهيم وقيم العشيرة والقبيلة، مما تسبب بالضياع وفقدان الانتماء.

ويرى الصالح أنّ من كان طفلا مع انطلاق الثورة السوريّة أصبح اليوم شابّاً تربّى في ظل الأيديولوجية مختلفة التوجهات تبعاً لاختلاف القوى المسيطرة ولا يعرف لأيّ مجموعة قيم ينتمي، وفي ظل الوضع الاقتصادي المتردّي لم يعد للأسرة دور في السيطرة على اعتبار من كانوا أطفالا سابقاً انتموا لتلك القوى المختلفة واستقلّوا ماديّاً بالانخراط إمّا في مؤسساتهم المدنية أو العسكرية وأصبحوا مصدراً لإعالة عوائلهم وبالتالي غاب دور الأب والأم في التوجيه إن كان بالأساس يوجد دور للأسرة في ذلك، حسب قوله.

سلوك عدواني

من جانبها، تقيّم المعالجة النفسية الدكتورة رشا علوان لأورينت نت سلوك إيذاء الذات بأنه سلوك عدواني موجه نحو النفس دون الإقدام على الانتحار، قد يكون بسبب تعرض الشخص لأحداث ضاغطة أو صدمة نفسية أدى إلى ارتفاع في درجات الألم العاطفي فيقدم شخص على تخفيف حدة الألم عن طريق ألم حقيقي مطبق على جسده إما بإحداث جروح أو حروق بدرجات عالية وقد يكون ناتج عن تعلم سلوك خاطئ لتفريغ حالة التوتر والضغط النفسي وتظهر هذه السلوكيات في مراحل المراهقة المتوسطة وتستمر لدى شخص إلى أن يتعلم سلوكيات بديلة مناسبة وصحيحة لتفريغ التوتر النفسي.

وتضيف أنّ هذا السلوك قد يكون مرافق لسلوكيات غير سويّة أخرى مثل السرقة أو الإدمان أو الانحرافات الجنسية؛ فيأتي سلوك إيذاء الذات كعقاب على نفس من نفس لرفع درجة الألم الحسي، أو قد يكون مؤشراً لاضطرابات نفسية لاسيما إذا رافق تلك السلوكيات هذيان أو هلوسات مختلفة.

وترى الدكتورة علوان أنّه مع ظهور مثل تلك السلوكيات لدى المراهقين يجب عدم إهمالها ويفضل مراجعة أخصائي نفسي لتدريب المراهق على تصحيح سلوكياته والتشخيص الصحيح للحالة والمتابعة المستمرة.

سببت التغييرات التي طرأت على المدارس في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية ابتداءً من تغيير المناهج وإدراج أفكار تتوافق مع أيديولوجيتهم وصولا إلى نشر الأفكار الدخيلة على المجتمع العشائري المحافظ، فضلا عن الحالة الاقتصادية المزرية إلى نشر أمراض اجتماعية انعكست على الأطفال بالدرجة الأولى، ولا يبدو (بحسب مراقبين) أنّ الذاتية ستتخذ أي إجراءات لحماية الأطفال مادامت تلك الاختلالات المجتمعية تخدم وجودهم في المنطقة.

التعليقات (2)

    ابراهيم الكردي

    ·منذ سنتين 11 شهر
    برافو برافو شو هل تقرير يا اورينت.والله صايرى عيني عينك عم تكذبي

    رنيم

    ·منذ سنتين 11 شهر
    للاسف هذه الظاهره موجوده بكل الاماكن بسوريا ومنتشره وتنتشر بزدياد واضح والخوف يكبر من الجيل القادم ان لم نفعل نحن شيء لاجله ودعمه سيكون القادم كارثة كبيره
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات