نكات الجياع العابرة للطوائف تُشدد قصفها على بشار

نكات الجياع العابرة للطوائف تُشدد قصفها على بشار
ربما كي نرى أكثر. علينا أن نتمعن أكثر، في دلالات النكات المتداولة بكثافة، على مواقع التواصل الاجتماعي. 

هذا الكم. هذه النوعية من النكات. المعجونة بالوجع. التي يطلقها الجياع من كل الطوائف والمذاهب والقوميات. وتبدعها الحاجة. ويصيغها الحرمان. هو قصف موحد مُكثف "مرمز" لـ "بشار الأسد". ازدراء لشخصه. سحل معنوي لقيادته. تمرد على سلطته. تعبير معلن عن تحول في الصراع. عن انحراف في مساراته. عن استفتاء شعبي حقيقي، على مرمى نكتة، من انتخابات رئاسية نكتة. يدخل مراكز اقتراعها موالوه المُفترضون. بعد أن يرجموا "أسدهم" همساً بـ "نكتة". 

لذا. لا غرابة، أن يُعلن وزير الخارجية الروسي لافروف، عن مخاوف حقيقة، من انهيار وشيك لـ "الدولة". الدولة التي هي بشار حيث هو "الدولة". والدولة هي "بشار"، بحسب التوجيهات العليا، للرفيق بوتين. 

النكتة، ابنة بيئتها. ولدت وانتشرت في مناطق سيطرة الوريث، وعلى أبواب قصره. لم تدخل تهريباً عبر الحدود. لم يُطلقها مهجرو سوريا، في مخيمات الدول المجاورة. لم يُفبركها إعلام المؤامرة الكونية المزعومة. 

مشكلة بشار مع النكتة، أنها "مُرمزة"، مجهولة النسب، والعنوان. يصعب على مخابراته اعتقالها. لا يمكن قصفها أو إبادتها أو تهجيرها. يستحيل على ميليشيات خامنئي المذهبية جز رأسها. تتسلل كالنسمة من بين طوابير الذل، على محطات الوقود، وأفران الرغيف، إلى الغرف المعتمة. ومنها، إلى ساحات الفيسبوك، ومجموعات "الواتس". هنا يكمن السر الإلهي لموهبة النكتة. وهنا يكمن السر السلطوي، لمطاردة مُطلقيها، ومُتعاطيها ومُروجيها. أنا شخصياً أؤمن بأن النكتة أنثى. إذ متى كان الذكر. يُطلق كل هذه الروعة من الهذيان، وخفة الظل؟ 

تاريخياً. في "سوريا الأسدين": ممنوع أن تبكي، أو أن تضحك على وجعك، ولو بـ "نكتة". قطعاً، ممنوع أن تحتج. بينما من الرائج أن تسقط قتيلاً، في سرداب تعذيب. أو دهساً بجنزير دبابة، على مفترق شارع. أو مصادفة ببرميل متفجر.

لكن. بين الممنوع، والممنوع، ثمة مسموحات. بدءا من احتكار تجار الأزمات للقمة العيش، إلى احتكار أمراء الحرب للوطنية. يحرص هؤلاء على استعراض انتصاراتهم النهارية، في ليال صاخبة، خلف أسوار عالية لمزارع فارهة. حيث للنكتة طعماً آخر بنكهة الكوكايين. أو برائحة أجساد غضة، لفتيات جذبتهم المتعة. أوعراهم الجوع. هنا، في كوكب الخمس نجوم، لا أحد يموت من نكتة. ربما يأتي الموت من تخمة. أو من جرعة زائدة.

هناك، في دنيا طوابير الذل، حتى صاحب النكتة. يصغي لنكتته. ثم يضحك، يضحك ويضحك، حتى تنفجر أوردته قهراً. أو معدته جوعاً، فوق بلاط الغرفة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات