رمضانيات أورينت نت: سوريا الصغرى تتسوق في إدلب.. والشّوام والحماصنة وأهل الدير يطلبون منتجاتهم الخاصة!

رمضانيات أورينت نت: سوريا الصغرى تتسوق في إدلب.. والشّوام والحماصنة وأهل الدير يطلبون منتجاتهم الخاصة!
"رمضان كريم" عبارة تهنئةٍ اعتاد عليها السوريون بمناسبة شهر رمضان المبارك، لما يحمله ذلك الشهر من قدسية دينية ومكانة كبيرة عند المسلمين في كل بقاع الأرض وليس عند السوريين فقط، وفي السنوات الأخيرة تحول التسوق إلى جزء من طقوس وعادات لازمت قدوم واستقبال هذا الشهر الكريم، الذي مازال السوريون منذ عشر سنوات كاملة يستقبلونه في ظروف الحرب القاسية، والقتل والدم والدمار التي كثيرا ما لونت أماسيه الرحمانية بالأسى. 

 أورينت نت تأخذكم عبر هذا التحقيق في جولة إلى أسواق مدينة إدلب عشية أول أيام شهر رمضان المبارك لنكون مع حركة الناس وطبيعة البضائع التي تنتشر في الأسواق وحال الإقبال عليها. 

من سوق الهال إلى سوق المدينة

 تشهد الأسواق عموماً ولا سيما الشعبية منها والتي تتصف بها غالبية الأسواق في إدلب حركة ازدحام واضحة منذ مطلع الأسبوع الحالي، حيث تزدهر حركة البيع و الشراء في مثل هذا الوقت أكثر من غيرها في بقية الأوقات، نتيجة لحالة الاستعداد لشهر رمضان وتأمين وتوفير بعض أصناف "المونة" المستهلكة خلاله، وخصوصا هذا العام حيث تكتظ إدلب بالكثير من السوريين الذي نزحوا إليها من دمشق وريفها ومن حمص وحماة وحتى درعا وباقي المناطق السورية، هذا الاكتظاظ يخلق تنوعاً متميزاً حيث تتجلى سوريا الصغرى هنا وهي تستقبل الشهر الكريم وتتسوق من أجله. 

وعن حركة الأسواق يحدثنا" (حامد البرهوم)  صاحب محل لبيع الخضروات في سوق الهال بمدينة إدلب قائلاً:  "تشهد كل الأسواق في عموم المحرر، بل وأعتقد في مناطق سيطرة ميليشيات أسد أيضاً، ازدحاماً كبيراً خلال العشرة أيام التي تسبق دخول الشهر الفضيل، كعادة متوارثة اعتاد عليها السوريون منذ زمن بعيد، ولو أن غلاء الأسعار الفاحش يقيّد هذه الحركة اليوم، لكن بالنسبة لنا في إدلب تتوفر جميع البضائع وبكثرة، وتعرض للزبائن بشكل جذاب، ويقبل عليها الناس لتوفيرها قبل حلول فترة الصيام  اليومي وما يرافقها من تعب جسدي".

وهذا ما عرّج عليه (علي السيد موسى)  أحد المتسوقين خلال حديثه معنا بقوله: "برمضان أكون تعبان، وأشتري الأساسيات بكميات لا بأس بها لتكون جاهزة عند إعداد الإفطار، وتبقى الأشياء الآنية فأشتريها بسرعة من أي محل قريب وليس  بالضرورة من سوق المدينة".

أكثر المواد طلبا

لازمت ظاهرة ارتفاع الأسعار قدوم شهر رمضان، الأمر الذي بات يؤرق حال الناس في المحرر بسبب الوضع الاقتصادي والمعيشي السيّئ للغالبية من السوريين، وبالسؤال عن أسباب ارتفاع الأسعار في رمضان أجاب (فؤاد العز)  صاحب محل لبيع الألبان والأجبان "الطمع والجشع من التجار الكبار هو أهم أسباب ارتفاع الأسعار، والذين يستغلون زيادة الطلب على البضاعة والحاجة الماسة لها لرفع سعرها للدرجة التي تريح جيوبهم، وخاصة مع ضعف دور المعنيين في ضبط الأمر وتفعيل العقوبات بشكل صارم" .

وأضاف (العزو)، أكثر المواد طلباً في رمضان هي "البياض" أو مشتقات الحليب والبيض، فمثلا، ارتفع سعر جبن الغنم من 18إلى 22 ليرة تركية واللبنة من 7 إلى9 ليرات تركية للكيلو غرام الواحد، وصحن البيض من 13 إلى 16 ليرة تركية، ويبلغ سعر التمر الوجبة الأساسية في رمضان ما بين 8 إلى 13 ليرة تركية بحسب النوع".

السمن العربي لأهل الدير.. وقمر الدين للشوام

ومع الاكتظاظ السكاني في مدينة إدلب على وجه الخصوص والتي يسكنها حوالي مليون شخص زادت حركة التسوق وزاد الطلب على كافة المنتجات والبضائع المختلفة الأصناف، ولم تعتد مقتصرة على فئة سكانية أو سلعة تموينية معينة، مع اختلاف بسيط في توجه بعض المناطق السورية لمنتجات غذائية معينة.

وحول هذا الأمر تحدث لأورينت نت (سامر الحبيب) صاحب محل لبيع المنتجات الحيوانية قائلاً "تتشابه الموائد السورية إلى حدٍ ما، الأمر الذي يجعل معظم السوريين يشتركون في كثير من الاحتياجات و الإقبال العام على الأسواق إلا أن بعض المنتجات تباع لأهل منطقة معينة أكثر من غيرها وخاصة في ظل النزوح، فأهل المنطقة الشرقية مثلاً يشترون التمور والحبوب أكثر من غيرهم، وأهالي مدينة حمص يستهلكون الشنكليش أكثر من أي منطقة أخرى، بينما يقبل أهل الشام على شراء الجبن البلدي واللبنة المدعبلة وقمر الدين بشكل ملحوظ، أما أهل مدينة إدلب يستهلكون مادة " السوركي" إحدى مشتقات الحليب أكثر من الجميع".

من جهته أكد لنا (خالد الناصر)  أحد نازحي دير الزور "إن أهالي المناطق الشرقية من سوريا وخاصة سكان ريف دير الزور يشترون البيض والسمن العربي كثيراً جداً قبيل رمضان كونهم يصنعون منها ما يُعرف عندهم ب "الحنيني" الممزوجة بعجوة التمر، وهي الوجبة الأساسية على السحور ولا تكاد تخلو منها موائدهم" .

هذا وما يزال السوريون يحتفلون بقدوم شهر رمضان على الرغم من كل الصعوبات التي تنتقص منها، ولا سيما النزوح عن مدنهم وقراهم، ولعل أكثر ما يحنّ إليه هؤلاء جميعاً هو توقهم لتذوق طعم الحرية، كي يستعيدوا أجواء الشهر الفضيل التي حرموا منها طويلا.  

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات