صحيفة أمريكية تكشف: العلويون يستغيثون والأزمة الاقتصادية تقصم ظهر نظام أسد

صحيفة أمريكية تكشف: العلويون يستغيثون والأزمة الاقتصادية تقصم ظهر نظام أسد
قالت صحيفة الفايننشال تايمز الأميركية إن الأزمة الاقتصادية بدأت تُفقد نظام أسد حجر الأساس الذي كان يعتمد عليه في استمداد قوته ودعمه، من الطائفة العلوية في البلدات الساحلية السورية.

وقالت الصحيفة في مقال نشرته اليوم الثلاثاء، بدأت الأزمة الاقتصادية في كسر حجر الأساس الداعم لأسد، وذلك ضمن حاضنته العلوية، مشيرة إلى افتقار المناطق الساحلية في سوريا بعد دعمهم لأسد في زمن الحرب، لكن العقوبات الاقتصادية وانتشار وباء كورونا يُنذران بتوتر الآن.

وأضافت الصحيفة أنه منذ بداية الثورة السورية، يكافح الأسد ونظامه من أجل البقاء حتى لو بتدميرها، واستطاع فرض سيطرته بالقمع والاستبداد على ثلثي البلاد، وتهدد الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة بتدمير ما تبقى.

وذكرت الصحيفة أن نظام أسد يعتمد في خزانه البشري على أبناء العلويين لتجنيدهم في الشرطة والقتال ضمن صفوفه، مؤكدة أنه لطالما اعتُبر العلويون الموالون الذين يشكلون قرابة 15% فقط من سكان سوريا، حجر الأساس لاستمرار أسد.

وأشارت الصحيفة إلى أنه كحال جميع السوريين، تأثر العلويون من الفقر وانقطاع التيار الكهربائي ونقص العملة وتراجع العمالة والبطالة، وذلك يأتي في إطار تفاقم الانهيار الاقتصادي الناجم عن الحرب والعقوبات بسبب فيروس كوفيد والأزمة المالية في لبنان التي كانت بمثابة شريان الحياة المصرفية لسوريا.

شهادة حيّة

ونشرت الصحيفة شهادة لشابة 22 عاما من مدينة اللاذقية الساحلية ذات الأغلبية العلوية، لم ترغب في نشر اسمها خوفا من الانتقام، قالت فيها الشابة إنها تكسب قرابة 10 دولارات في الأسبوع من الدروس الخصوصية وتعيش على التحويلات المالية من أخيها في ألمانيا، قالت "لا أعرف كيف أشرح الوضع المروع الآن"، مضيفة " كان الله في عون من ليس لديهم من يرسل لهم أموالا من الخارج". 

ونوهت الصحيفة إلى أنه منذ تولي حافظ والد بشار السلطة في انقلاب عام 1963 بدعم من زملاء له، ضباط علويين في الجيش، زودت عائلة الأسد أجهزة الأمن والاستخبارات بشكل غير متناسب بالعلويين، وأصبحت وظائف الدولة مصدرا ريئيسا للرزق والربح للعلويين، وذلك مع هيمنة السنة والمسحيين على مفاصل التجارة في البلاد إلى حد كبير.

كما قالت إليزابيث تسوركوف، الزميلة في معهد نيولاينز، " عقب مرور عدة عقود من سياسات حافظ الاقتصادية الانعزالية، وبعد فتح بشار أسد الاقتصاد السوري، كان هناك نوع من التحسن العام في مستويات المعيشة، لموظفي الدولة على وجه الخصوص والعلويين، وليس من المستغرب إذن أن المناطق الساحلية ذات الأغلبية العلوية في اللاذقية وطرطوس لم تثُرْ ضد الأسد في عام 2011".

و وفق ما قاله أليكس سيمون للصحيفة  في شركة سينابس للأبحاث ومقرها بيروت، "إن الاقتصاد، وليس الولاء الطائفي، يقف وراء اصطفاف المجتمع العلوي مع عائلة أسد".

وقالت الصحيفة إن منشورات على صفحات فيسبوك للمدن ذات الأغلبية العلوية، أضحت نافذة تمثل المظالم المحلية - من الكهرباء التي تعمل فقط لساعات قليلة في اليوم، وتتحدث عن النقص الحاد في الوقود، وصولا إلى فشل المسؤولين غير الخاضعين للمساءلة في معالجة سوء الخدمة.

وفي ذات السياق ذكرت بالإضافة ارتفاع معدلات التضخم، وهبوط الليرة السورية حيث انخفضت العملة السورية من حوالي 50 ليرة سورية مقابل الدولار الواحد قبل عام 2011، لتحوم الآن حول 3500 ليرة.

ومع التدهور في البلاد، أصبحت رواتب الجنود والموظفين الحكوميين تساوي جزءا بسيطا مما كانت عليه في السابق، وأصبحت المحادثات تدور حول كيف أن الحياة "هي إذلال مستمر"، كما كان الحال في عهد حزب البعث الاشتراكي.

وكشفت تسوركوف، "على الرغم من أنه لا أحد تقريبا يجرؤ على لوم بشار علنا، يشعر الكثيرون بأن الأسد تخلى عنهم"، بشهادة أحد شبانهم ومن طائفتهم الذي قال "نظام أسد بالكاد يتعامل مع المشاكل الاقتصادية، لقد تحولت الدولة إلى آلة تحصيل، خاصة في العامين الماضيين، وأصبحت الضرائب والغرامات في حالة هيستيرية لأن الحكومة مفلسة". في حين أن البعض "يدعم أسد، بدافع الجهل والخوف".

وبالإضافة إلى ذلك، لا يزال قمع الدولة يجعل العلويين يوافقون على وجود نظام أسد، والجيل الذي بقي في سوريا رأى الخوف والقمع ولن يمكنه ذلك من النهوض، بسبب القبضة الأمنية المشددة، أكدت تسوركوف أن العودة إلى الاحتجاجات على نطاق واسع أمر غير مرجح "لقد تمكن النظام من أن يُظهر للسوريين أنهم سيستسلمون، وأنهم سوف يمتثلون، يعلم الجميع أن هذا أمر لا يطاق، ومع ذلك لا أحد يفعل أي شي"، ربما يكون العنف قد خفت وتيرته في سوريا، إلا أن الرعب اليومي لم يتغير.

 ووفق ماقاله غير بيدرسون، كبير الدبلوماسيين في الأمم المتحدة بشأن سوريا، إن السوريين "تحولوا في أغلبيتهم العظمى إلى عوز ومعاناة"،  بينما ذكرت وكالة الغذاء التابعة للأمم المتحدة أن أكثر من 60 % من السكان لا يستطيعون الحصول على ما يكفي من الغذاء، ويعيش 13 مليون شخص على المساعدات.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات