بعيداً عن قومية البعث.. أول كتاب يُدرّس تاريخ الثورة السورية في الشمال المحرر

بعيداً عن قومية البعث.. أول كتاب يُدرّس تاريخ الثورة السورية في الشمال المحرر
أعلنت وزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة مساء أمس الإثنين، عن إضافة كتاب على المنهاج التعليمي في الشمال السوري، يتحدث عن تاريخ الثورة السورية.

وكشفت الحكومة السورية المؤقتة عن ذلك بموجب قرار رسمي موقع من وزيرة التربية "هدى العبسي"، جاء فيه "يضاف إلى مادة التاريخ في منهاج الصف السابع والثامن من مرحلة التعليم الأساسي والصف الأول والثاني الثانوي كتاب يتحدث عن تاريخ الثورة السورية المباركة التي قامت في عام ٢٠١١ وما تزال مستمرة".

وأضاف البيان "أن تدريس الكتاب سيبدأ في العام الدراسي المقبل ٢٠٢١ – ٢٠٢٢"، بينما لم يتطرق القرار التفاصيل المتعلقة بمضمون "تاريخ الثورة" المقرر تدريسه، وعلى ماذا سيركز، والجوانب والإضاءات التي سيتناولها.

في حين "أكد القرار أن وزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة ستشكل لجنة مهمتها إعداد الكتاب المناسب لكل صف"، دون ذكر أسماء الشخصيات التي ستشارك في تأليف الكتب، والراعي لهذه العملية.

وفي حديث لأورينت نت مع الدكتورة "هدى العبسي" وزيرة التعليم، قالت " سنكتب ما يمكن كتابته من التاريخ المشرق للثورة السورية، مع تجنب الخوض في المواضيع الخلافية"، مشيرة إلى أن التاريخ المقرر تدريسه، سيتحدث عن مرحلة "الأسد الأب والابن والأفعال الإجرامية التي استدعت قيام الثورة".

وشددت العبسي على أن الهدف الرئيسي من القرار توضيح أسباب قيام الثورة، والتطرق إلى مبادئها وقيمها، لتعريف الجيل الجديد بها وأسباب اندلاعها لا سيما أنّنا في السنة العاشرة منها، وحتى يستمر هذا الجيل بالدفاع عنها ويكمل الطريق.

وأكدت وزيرة التعليم بأن "الثورة لا يمكن توثيقها أو الدخول في تفاصيلها حتى تنتصر"، لافتة إلى أن توثيق جرائم أسد الأب والولد، وأسباب الثورة سيكون حافزا للأجيال واستمرارا بالعطاء خاصة في ظل وجود جيل جديد ولد في ظل الثورة لم يكن بالبداية.

وتابعت العبسي "تاريخ الثورات لا يبدأ باندلاعها، فهناك أسباب عميقة للثورات ومراحل تمر بها، وما سيدرّس هو مرحلة ما قبل الشرارة والجوانب المضيئة من ثورتنا السلمية، دون التعمق والدخول في التفاصيل، وهذا سيكون الجزء الأول، والجزء الثاني نكتبه عندما تنتصر ثورتنا بهمة أحرارها".

وفي السابق قامت الحكومة المؤقتة بتعديل على المناهج التعليمية الصادرة عن وزارة التربية التابعة لنظام أسدـ وبالذات على كتب "التربية القومية" التي كانت تتحدث عن حافظ أسد والحركة التصحيحة وحزب البعث، واستبدلت العلم السوري بعلم الاستقلال، وأدخلت دروسا بسيطة عن الثورة السورية.

ومن الجدير بالذكر أن قطاع التعليم في الحكومة السورية المؤقتة يشهد تطورا جديدا وملحوظا لم يكن موجودا في السابق، إذ استطاعت الجامعات في الشمال المحرر توقيع عدد من الاتفاقيات مع جامعات تركية لتحصل على شهادات تعترف بها معظم الدول.

وبدأت الثورة السورية التي طالبت بالحرية في سوريا في شهر آذار / مارس عام 2011، على شكل تظاهرات واحتجاجت شعبية سلمية واسعة طالبت بإسقاط النظام، لكن قابلها نظام أسد ومخابراته وأجهزته الأمنية بالقمع والقتل بالرصاص الحي والاعتقال التعسقي والتشريد، بالإضافة لقيامه وحلفائه من الإيرانيين وحزب الله والروس بقصف المدنيين وتدمير القرى والأحياء فوق رؤوس قاطنيها في محاولة منه لإعادة بسط سيطرته.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات