رجال حول بوتين يشترون سوريا.. لماذا يتمسك هؤلاء بـ "الأسد الصغير" حتى النهاية؟ هذا هو السر.. وهذه الحكاية!

رجال حول بوتين يشترون سوريا.. لماذا يتمسك هؤلاء بـ "الأسد الصغير" حتى النهاية؟ هذا هو السر.. وهذه الحكاية!
يثرثرون أن روسيا تستولي على سوريا. أن رجلاً روسياً بعينه. هو من يشتري سوريا. هذا الرجل اسمه غينادي تيموشينكو. ميزته أنه من الحلقة الضيقة المحيطة، بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

تيموشينكو، ليس اللاعب الوحيد من رجال بوتين، في الساحة السورية. بيد أن الثرثرة حوله مفيدة، في محاولة فك طلاسم ما يحدث، تحت ركام..  من كان وطناً يجمعنا، وكان اسمه سوريا.

الغول الروسي في سوريا!

تيموشينكو بالنسبة لـ "بوتين"، مثل رامي مخلوف "أيام العز" بالنسبة لـ "بشار الأسد"، أي أنه واحد من مديري الأعمال، أو شريك مضارب بأحسن الأحوال.

تُقدر ثروة المهندس غينادي "61" عاماً، المولود في أرمينيا، بنحو 20 مليار دولار، من المؤكد أنه لم يرثها، لكن تحقيقاً صحفياً نشرته وكالة رويترز في 2 تموز 2018، ربطه بمغامرات مالية لـ ابنة الرئيس الروسي "كاترينا"، وزوجها سابقاً كيريل شمالوف.

كان لـ "تيمو شينكو" دور في أحداث أوكرانيا "انفصال القرم". لذا خضع للعقوبات الأمريكية عام 2014. غير أنها لم تثنهِ لاحقاً، عن تنفيذ المهمة المُوكلة إليه، في سوريا، إذ بدا أشبه بغول، يلتهم معظم ما أجُبرت مافيا الأسد المُتداعية، على التنازل عنه: 

عقد بين وزارة النقل، وشركة "ستروي ترانس غاز أو اس تي جي" عام 2018، لاستثمار ميناء طرطوس، مدته فقط 49 عاماً قابلة للتجديد. عقد لاستثمار معمل غاز جنوبي المنطقة الوسطى، ينتج 7 ملايين متر مكعب يومياً. عقد معمل الغاز في توينان "1,4" مليون متر مكعب يومياً. عقود استحواذ لاستخراج وخدمات الفوسفات، في مناجم الشرقية مدتها 50 عاماً، وبحجم احتياطي مثبت "105" ملايين طن. عقود لاستثمار ثلاثة معامل أسمدة في حمص، وبيع إنتاجها بالكامل محلياً وخارجياً، بالسعر العالمي، مدتها 48 عاماً، واستثمارات في المحطات الحرارية لتوليد الكهرباء.

بوتين.. العراب المُتوج لـ "كارتيلات" الطاقة الروسية!

في تصريح لنائب رئيس الوزراء الروسي، ديميتري روغوزين "كانون الأول ـ 2017". أعلن الرجل صراحة أن روسيا، هي الدولة الوحيدة، التي ستعمل في قطاع الطاقة السوري. لكن ما أخفاه أو تلاعب بالألفاظ لتمويهه، هو أن مافيا كارتيلات الطاقة التي يسيطر عليها بوتين، ويُديرها من مكتبه في الكرملين، هي من سيلتهم الكعكة. فيما يذهب الفُتات من الضرائب، إلى الخزينة الروسية. تماماً على طريقة "سيريتيل" والأسواق الحرة في سوريا.

لم يكن لـ "غازبروم"، شركة الغاز الحكومية العملاقة، التي يديرها "أليكسي ميلر" المُقرب بدوره من بوتين، أي حضور في السوق السورية، كما يُفترض. رغم المؤشرات، على احتمال وجود كميات هائلة، تقدر ببلايين الأمتار المكعبة من الغاز، في "قارة" بريف دمشق، تدمر، سواحل بانياس، وطرطوس.

في البر السوري يحضر "تيمو شينكو".. في البحر، حازت "كابيتال لمتيد"، على أهم عقد حصري، للتنقيب عن النفط والغاز، في البلوك رقم 1. مدته 25 عاماً، قابلة للتمديد 5 سنوات، باشرت أعمالها قبل نحو شهر، وتشمل مساحة 2250 كيلو متر مربع، مقابل ساحل طرطوس، حتى الحدود اللبنانية، لم يُعرف بعد اسم مالك الشركة، لكنه على الأرجح، لن يكون بعيداً، عن الرجال المُلتفين حول بوتين.

رجل بوتين الأكثر إثارة للجدل!

   أحد هؤلاء الرجال، وأكثرهم إثارة للجدل، يفغيني بريغوجين "61" عاماً، الشهير بـ "طباخ بوتين" انتقل من بائع نقانق، إلى صاحب شركة تقدم خدمات الضيافة لحفلات الكرملين قبل توسيع أنشطتها، لتشمل مجالات التعدين، إنتاج الغاز والنفط. ثم افتتحت مكتباً لها في دمشق.

 على غرار "تيمو شينكو"، أُدرجَ "بريغوجين" في كانون الأول 20016، على لائحة العقوبات الأمريكية. بسب صلاته بالانفصاليين الأوكرانيين. وبحسب الخزانة الأمريكية، تعود إليه ملكية شركة "ايفرو بوليس"، التي تعاقدت معها حكومة الأسد، لحماية حقول النفط السورية، مقابل حصة 25 بالمئة، من انتاج تلك الحقول. كما يُعتقد على نطاق واسع، بتورطه في تمويل مرتزقة "فاغنر".

 "فاغنر".. الذراع العسكرية الضاربة للمافيا الروسية!

أينما تتواجد مصالح كارتيلات الطاقة الروسية، تحضُر "فاغنر" الذراع العسكرية الضاربة لتلك المافيات، في أوكرانيا، ليبيا، بعض الدول الأفريقية. لكنها في سوريا حيث تواجدت منذ عام 2013. تلقت ضربة ربما الأكثر دموية في تاريخها، بالقرب من بلدة "خشام" بدير الزور، يوم 7 شباط 2018، خلال محاولة الهجوم على محطة تخزين غاز كبيرة، تسيطر عليها "قسد".

ينقل موقع صحيفة "كومسمولسكايا برافدا" الإخباري المقرب من الجيش الروسي، عن أحد عناصر رتل "فاغنر" قوله: "لم يتوقف الأمريكيون عن القصف، أبادونا عملياً. في البداية بدأوا بالقصف المدفعي. بعدها جاءت الطائرات العمودية، عدد القتلى ليس 200 أو 600. بل أُبيدت الوحدة الهجومية الخامسة برمتها.. ذابوا مع معداتهم".

من جانبها. نقلت صحيفة "واشنطن بوست"، عن مصادر استخباراتية لم تذكرها أن "بريغوجين"، كان على اتصال وثيق بالكرملين، في الفترة التي سبقت الهجوم. كما أظهرت الاتصالات، التي تم رصدها وفقاً للتقرير. أنه شارك شخصياً، في التخطيط للعملية، مع المسؤولين السوريين.

بدائل "فاغنر" المحلية "الفيلق الخامس ـ الدفاع الوطني"!

هذه النكبة الدموية، وما أثارته من صخب إعلامي دولي، ومن بلبلة داخل روسيا، ألزمت مافيا موسكو بتغيير تكتيكاتها، توارت "فاغنر"، لتتصدر البدائل المحلية: 

الفيلق الخامس، الممول والمجهز روسياً، والتابع مباشرة لأوامر قاعدة حميميم. تقدم يومي 12ـ 13 من الشهر الماضي. لينتزع من قبضة ميليشيا "فاطميون" الإيرانية حقلي "الثورة" النفطي، جنوب غربي الرقة. و"توينان" للغاز، في منطقة الطبقة، على الحدود الإدارية لبادية حمص. 

بالتوازي، كثفت روسيا من عمليات تجنيد أبناء العشائر العربية في الحسكة، ضمن ما يسمى، ميليشيا الدفاع الوطني، الخاضعة لها. حيث شهدت المحافظة مؤخراً، تخريج دفعة ضمت 400 مقاتل.  

في ذات السياق، ذكرت شبكة "عين الفرات" أول أمس، أن وفداً من الشرطة العسكرية الروسية، وقيادة الفيلق الخامس زار قبل ايام بلدة "التبني"، بهدف إنشاء قاعدة عسكرية مصغرة، لتعزيز وجود "الفيلق وميليشيا الدفاع"، في ريف دير الزور الغربي، الذي يُعد معقلاً للميليشيات الإيرانية.

 "فيتو" أبدي روسي من نوع آخر!

لا شك أن ثمة منافسة حامية "روسيةـ إيرانيةـ أمريكية" ظاهرة، تمتد من عمق البادية السورية "حمص، حماة، تدمر"، إلى المنطقة الشرقية، على طول الحدود مع العراق، لكن الصراع الخفي الأكثر شراسة، بين القوى ذاتها يكمن ما وراء العراق.

 هناك في الخليج، حيث الغاز القطري ـ الإيراني المنافس للروسي، يتعطش للأسواق الأوروبية التي تتوق بدورها للخلاص، من قبضة روسية، لطالما صفعتها بقسوة، عبر الخاصرة الأوكرانية لمرور الأنابيب. بهدف انتزاع مكاسب اقتصادية، أو لفرض مواقف سياسية.

نصبت موسكو الـ "فيتو" على الأراضي السورية، في وجه أنابيب غاز "قطرية ـ إيرانية" محتملة، تمر عبر العراق في طريقها نحو "تركياـ أوروبا".

لن يسمح بوتين "الأبدي"، الممثل الشرعي لـ "كارتيلات" الطاقة الروسية بـ "كسر" الفيتو المرفوع. لذا يحتاج إلى غطاء أبدي، لبقاء قواته وأدواته في سوريا..  غطاء لا يضمنه سوى بشار "أبدي" في واجهة سلطة، لم تعد سلطة.

فيلم مافيا فائق الإثارة!

جوهرياً. لا تختلف السلطة في روسيا، عن السلطة في سوريا. كلاهما "مافيا" استولت على الدولة بسلطانها، مراسمها، وجيوشها، تماهت معها، اكتسبت شرعية زائفة من أهداف وشعارات، لا صوت يعلو فوق صوتها.

في سوريا "الأسدين". تُنكس رايات المقاومة في الجولان. لترتفع فوق أسوار السجون المُتلاصقة، على ما تبقى من الجغرافيا السورية، امتداداً إلى لبنان، حيث شعب واحد، يعيش في بلدين. بحسب البروباغندا البعثية.

في روسيا "بوتين". تبدو البروباغندا كخلطة من أُبهة القياصرة الوطنية، على عظمة البلاشفة. الذين ورث الرفيق فلاديمير أسلحتهم النووية، مقعدهم في مجلس الأمن، وطموحهم. توسعاً إلى أوكرانيا. حيث التدخل بنكهة النفط والغاز الخالص. حيث المدى الاستراتيجي للكارتيلات الروسية. حيث يعبر الغاز الروسي إلى القارة العجوز، وتقبض موسكو على العنق الأوروبي، بقوة الطاقة الناعمة. حيث المواجهة الدولية لحيازة الأسواق على أشدها، وحيث الساحات تمتد من كييف، إلى دمشق. 

في دمشق، مثل فيلم "مافيا" فائق الإثارة. لم يُحسن العراب الوريث إدارة العائلة. فقد سيطرته على مناطق نفوذه. بل كاد أن يفقد رأسه. قدم ولاء الطاعة لـ "عراب" أكبر، ابتلعت مافيا "بوتين" القوية مافيا "الأسد" المتهالكة. 

التعليقات (1)

    KHALED EL AJLANI

    ·منذ سنتين 11 شهر
    نهاية المطاف لن ينالوا شيئا من سورية سنطالبهم تسديد تعويضات باهظة لقاء الارواح السورية الطيبة وتعويضات عن الدمار الكارثي الذي سببته اسلحتهم وبوتين لن يبقى حيث هو اليوم ..
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات