رمضانيات أورينت نت: السوريون يطاردون أجواء رمضان في فرنسا ويبحثون عن منتجات الوطن الأم

رمضانيات أورينت نت: السوريون يطاردون أجواء رمضان في فرنسا ويبحثون عن منتجات الوطن الأم
 مع الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك شهدت الأسواق العربية في العاصمة الفرنسية باريس نشاطاً أكبر من المعتاد، إذا سجل حضور نسبة كبيرة من السوريين، الذين كانوا يريدون أن يعيشوا أجواء رمضان عبر البحث عن منتجات بلدهم، وتبادل المعلومات فيما بينهم حول أماكن توفرها.

 يتضح من خلال هذا السلوك الذي يتجاوز الأبعاد التسويقية البحتة، حجم التشريد الأسدي العميق للسوريين، الذي يتجلى في مناسبات كهذه، حيث يبدو حجم الفقد والشعور بالغربة مضاعفا، ولعل أبلغ صوره هذا الإقبال على المنتجات المجلوبة من الوطن الأم سوريا، أو من المصانع السورية التي نقلت نشاطها إلى الدول المجاورة، ناهيك عن اللحوم النيئة الحلال والتي بدأت مشروعات قرارات بعدم السماح بالترخيص لها.

إنهم من سوريا

يمكن سماع عبارات باللهجات السورية المتنوعة بين الباعة العرب والزبائن السوريين، لتدرك أنهم من سوريا، بالإضافة لعبارات شامية تهنئ المغاربة والعرب بمناسبة حلول شهر رمضان، ويصوم السوريون في فرنسا ١٧ ساعة تختلف قليلاً من مدينة إلى أخرى.

وتعرض الأسواق العربية في أحياء شعبية، حيث تجد فيها الكثير من المنتجات السورية مثل، أباريق الشاي والكؤوس التقليدية، والملابس، والصابون والبهارات، بالإضافة للتمور التي تراعي خصوصية كل تفصيلات الرمضان الشامي، ورغم دخول بعض السوريين مؤخراً على مشهد التجارة بالمنتجات الشرقية، إلا أنها بقيت محتكرة تاريخياً، وبالأدق من ثمانينات القرن المنصرم بأيدي تجار من أصول مغاربية، وبدرجة أقل أصحاب الأصول اللبنانية، وتشهد الأسعار حالة يمكن وصفها بالفاحشة مقارنة بالمحيط التجاري الأم.

انتعاش رمضاني

أبو محمد أحد الباعة السوريين الذي هجر محله وتجارته في درعا، يبيع الأدوات المنزلية والزجاج المشغول على الطريقة الشامية، الستينيّ الذي حمل أولاده السلاح ضد نظام بشار الأسد، يقول لموقع" أورينت نت" : "إن إقبال السوريين على بضاعته يقلّ في شهر رمضان، لأن الإقبال الأكثر رواجاً يكون على المواد الغذائية، ولكن المحل يعود للانتعاش قبيل وخلال العيد".

ويقول الستيني الدرعاوي، مثلما يحب أن يكنى بعد اندلاع الثورة السورية في مدينة درعا، إنه يشتاق لقضاء فرائض رمضان وأجواء العيد في درعا، مع العائلة الكبيرة التي"هجت" بمن نجا منها، والأصدقاء الذين باتوا بين شهيد ومعتقل ومنفي.

الدكتور محمد المحمد الأكاديمي السوري، والذي يشغل منصب رئيس جمعية "البيت السوري في فرنسا" ساهم بتقديم يد العون في إعداد وجبات إطعام للطلبة العرب والأجانب، المبادرة التي نظمتها جمعية فرنسية تهتم بشؤون الطلبة، والتي من المحتمل استمرارها في رمضان المبارك وبمساعدة من زوجته، إذ يقدّمان وجبات من المطبخ السوري. 

 شهر المعجنات السورية

ينشغل مالك الشاب الدّيري الذي يدرس هندسة الحاسوب، في مخبزه بتلبية طلبات زبائنه السوريين، حيث يصل المخبز مع ساعات الفجر الأولى، ليقوم بالخبز والعجن وفق الذوق السوري، ويقول لـ "أورينت نت": "إنه يلاحظ زيادة الإقبال السوري في شهر رمضان المبارك، للتزود بالمعجنات السورية وكل ما يخص ذوق المعجنات المحبب لديهم".

ويقول عمر الشاب السوري الجامعي إنه لا يمكن ملاحظة أجواء عامة لرمضان السوري، ولكن كل عائلة سورية تسعى لتبادل الدعوات بين الأقرباء والأصدقاء.

سيدات يستعِدنَ الأجواء الشامية 

سحر إحدى السيدات السوريات اللواتي جئن للتسوق، تقول لـ "أورينت نت": "إن رمضان في فرنسا أصعب من أي مكان آخر في العالم، إذ لا توجد أجواء خاصة بالسوريين في المجتمع، وهو أمر يؤثر خاصةً على الأطفال الصغار، الذين لا يتمكنون من فهم معنى رمضان، لأنه شهر عادي للباقين في الشارع والمدرسة والعمل".

وأضافت أنها تشارك طفليها نشاطات خاصة لخلق أجواء شامية، حيث تشاركهم مشاهدة بعض الأعمال الدرامية "الجادة" حسب تعبيرها، وتشاركهم بعض ذكريات رمضان في الشام.

وختمت بالقول، إن باريس كونها العاصمة يتوفر فيها مساجد ومراكز إسلامية يذهب إليها الناس، وكذلك الحال في المدن الكبرى، وهذا ما لا يتوفر في المدن الصغرى.

يشارك السوريون في كافة أنحاء فرنسا في وجبات الإطعام التي تقدمها المساجد والمراكز والجمعيات الإسلامية في فرنسا، ولعلهم بهذه المساهمات يحاولون تأكيد هويتهم بمقدار ما يشتاقون إلى ممارسة فعاليتهم الاجتماعية التي حرموا منها، في ظل نظام قطع عليهم كل الدروب من وإلى وطنهم.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات