في رمضان.. السوريون جوعى ومرسوم بشار في الأدراج

في رمضان.. السوريون جوعى ومرسوم بشار في الأدراج
شهدت الأسعار ارتفاعا كبيرا في الشهرين الماضيين بالتزامن مع انخفاض قيمة الليرة السورية التي وصلت إلى حدود 5000 ليرة مقابل الدولار، ولم تنخفض مع تحسّن قيمتها نسبيّا.

وادّعت حكومة النظام تخفيض الأسعار عقب تحسّن قيمة الليرة، لكنها كذبت كما تفعل دائما، فلا الأسعار تراجعت ولا مداخيل المواطنين ارتفعت، لتتفاقم أزمات، ليس نقص المواد فقط، بل إمكانية الحصول عليها، حيث لا تتعدى القيمة الشرائية لراتب موظف الدرجة الأولى القدرة على تأمين طعام أسرة من خمسة أشخاص ليومين.

بشار يقود الجوقة

رأس النظام حاول اللعب على السوريين في مناطق سيطرته مجدّدا، فأصدر مرسوما "يتشدّد" في مكافحة ارتفاع الأسعار ومعاقبة المخالفين، لكن المرسوم لم يشكّل سوى حالة إعلامية اجترتها وسائل إعلام النظام، فقد سجلت أسعار المواد الغذائية يوم الإثنين، أي في اليوم الذي تم فيه إثبات رؤية هلال شهر رمضان المبارك ارتفاعا تجاوز 25%، وفق مصادر محلية في اللاذقية وطرطوس.

ولم تشهد الأسواق تسجيل مخالفة واحدة بحقّ المتجاوزين، وعزا مدير الرقابة في محافظة اللاذقية ذلك لعدم إقرار آليات تطبيق المرسوم، وعدم البتّ بتشكيل اللجان الرقابية التي ستتولى هذه المهام. 

وقبل إتمام هذا أو غيره، تؤكد مصادر متطابقة أن جوعا حقيقيا يتفشى وسط نسبة كبيرة من السوريين، ويتعذّر على كثير منهم تأمين ثمن الخبز وحده، في الوقت الذي تتناقص فيه كميات الخبز المتوفرة، ولم تعد تكفي نصف السكان، وقد أظهرت صورة تداولتها وسائل إعلام موالية ومعارضة، تزاحم أعداد كبيرة من المواطنين تعدّ بالمئات على فرن الكرامة في حي الصليبة باللاذقية بانتظار الحصول على القليل من الخبز.

ونقل الناشط محمد الساحلي المتعاون مع أورينت، أن قوات أمن النظام بدلا من تطبيق المرسوم المزعوم وضبط المخالفات، ألقت القبض على الشخص الذي التقط الصورة، وفي إضافة حول ذلك التجمهر قال الساحلي إن مدير فرن الكرامة خرج إلى الناس وطلب منهم عدم الانتظار لأن المتوفر من الخبز والطحين لا يكفي لحصول الشخص على أكثر من رغيف واحد.

وأكد الساحلي خروج سيارة شاحنة تحمل كميات كبيرة من الخبز أثناء حديث المدير الذي ارتبك واضطر لأن يوضح للجميع أن هذه الكمية مطلوبة لقرى جبلة، ولا يستطيع الرفض، رغم أن لكل منطقة مخصصاتها المحددة من الطحين. 

كذبة تخفيض الأسعر 

ولم تشهد أسعار المواد الغذائية الأخرى انخفاضا مع تحسّن قيمة الليرة كما ادّعت حكومة أسد، وحاولت ترويج الانخفاض بوسائل إعلامها المختلفة وخداع الناس، حيث كان مواطنون يتوجّهون إلى المحلات التجارية أو المؤسسات الاستهلاكية التي تتحدث عن تخفيضها للأسعار عبر الإعلام، ليتفاجؤوا بعكس ذلك.

ولم يخفِ مدير إحدى الصالات في حيّ الدعتور في اللاذقية الحقيقة بحديثه عن قدوم مذيعة ومصوّر مع دوريّة أمنٍ عسكري، قامت بكتابة قائمة أسعار أقل من السعر الحقيقي، وجرى تصويرها، ثم أزالوها وأخذوها معهم عندما غادروا "ربما يريدون استخدامها في صالة أخرى" حسب قول مدير الصالة في الدعتور.

الجوع قسريّ قبل شهر رمضان المبارك، وسيكون صيام الناس فرصة للأهل لتبرير عدم تقديم الطعام لأطفالهم، وهم لا يملكون سوى التضرّع إلى الله أن يفرّج عنهم، علّ دعاءهم في رمضان مستجاب، وهو شهر اليمن والبركات.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات