إغلاق دورات تحفيظ القرآن في قبرص التركية يحرج أنقرة وأردوغان يهدد

إغلاق دورات تحفيظ القرآن في قبرص التركية يحرج أنقرة وأردوغان يهدد
قررت المحكمة الدستورية في جمهورية شمال قبرص التركية، إغلاق دورات القرآن في البلاد على أساس أنها تتعارض مع مبدأ العلمانية في الدستور، مما آثار غضب أردوغان، وهدد بخطوات مختلفة في حال عدم التراجع عنه.

وأعلنت المحكمة الدستورية لشمال قبرص أمس الخميس 15نيسان /آبريل، عن قرار رسمي يقضي بـ "إيقاف فعاليات دورات تحفيظ القرآن رسميا في البلاد"، ودخول القرار حيز التنفيذ.

وتزامن هذا القرار مع وصول وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إلى جمهورية شمال قبرص، الذي غرد من حسابه الرسمي عبر تويتر تسجيلا مصورا أظهر اللحظات الأولى لوصوله، وقال "نحن في جمهورية شمال قبرص للدفاع عن قضيتنا الوطنية برؤية جديدة". 

وحول قرار الإغلاق، في رده على أسئلة الصحفيين اليوم عقب صلاة الجمعة،  أشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى زيارة وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو لشمال قبرص، مضيفاً "أنه سيناقش هذه المسألة مع رئيس جمهوريةقبرص.

وانتقد أردوغان بشدة قرار المحكمة الدستورية بشأن دورات تحفيظ القرآن في شمال قبرص، بقوله "لا يمكننا قبول البيان الذي أدلى به رئيس المحكمة الدستورية، يجب أن يتعرف على العلمانية، وأن يتراجع بسرعة عن هذا الخطأ، إذا لم يتراجع عنه، فستكون الخطوات التي سنتخذها مختلفة".

وأضاف أردوغان "ما لم يتغير الموقف حول حرية المعتقد في جمهورية شمال قبرص، لن نسمح لذلك بتشكيل عقبة أمام تعليم القرآن لأطفالنا"، وموضحا أن جمهورية شمال قبرص "ليست فرنسا". 

وشدد أنه يجب على تركيا وقبرص الاتفاق على كل ما يتم ممارسته قبل التنفيذ، مؤكداً أنه لا يمكن قبول خطوات اتخذتها بعض المؤسسات المعادية للدين".

ومساء أمس قال رئيس دائرة الاتصال في تركيا فخر الدين ألتون، إن قرار المحكمة الدستورية لجمهورية شمال قبرص التركية بشأن إغلاق دورات القرآن "نتاج عقل أيديولوجي وعقائدي".

وأضاف  في سلسلة تغريدات له على تويتر "أن تفسير العلمانية بهذه الطريقة السطحية والخاطئة هو خطوة نحو إلغاء الحقوق والحريات الأساسية"، موضحا أن العلمانية تضمن حرية الدين ولا يمكن استخدامها كوسيلة لحظر التعليم الديني، تابع ومع ذلك "يستخدمون العلمانية لقمع القيم الدينية".

ونوّه أن خلافات البحر الأبيض المتوسط، و"لا سيما قضية قبرص"، كشفت عن إرادة تركيا القوية وعملها على الساحة الدولية بطريقة أكثر إنصافاً، موضحا "أن القرارات الخاطئة التي اتخذت في مثل هذه الفترة الحرجة التي فتحت فيها المناقشة تشكل تهديدا لوجود القبارصة الأتراك ووحدتهم".

ووصف  ذلك "بالانقلاب القضائي على حرية الدين والمعتقد التي كفلتها الديمقراطية"، منوها أنها أمر غير مقبول على الإطلاق، مشيرا إلى أن "توقيت هذا القرار مهم. من واجب كل من يحترم الديمقراطية الرد على هذا القرار الذي يثير شكوكاً جدية حول الغرض منه".

كما أكد على أن تركيا بكل قوتها ستقف إلى جانب القبارصة الأتراك، وهذه اللعبة الخطيرة التي تُلعب ستنهار مرة أخرى.

وجمهورية شمال قبرص التركية ‏ هي دولة ذات اعتراف محدود تقع في الجزء الشمالي من جزيرة قبرص ذات أغلبية سكانية من أصول تركية، و برغم من إدارة هذا الجزء من جزيرة قبرص كدولة مستقلة، فإنه لا تعترف أية دولة أو مؤسسة دولية باستقلالها، ما عدا تركيا، التي تتولى إدارة شؤونها الخارجية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات