وجه جديد للتنافس الإيراني الروسي في سوريا و"ميليشيات أسد" في مرمى الصراع

وجه جديد للتنافس الإيراني الروسي في سوريا و"ميليشيات أسد" في مرمى الصراع
في مسعى جديد لها في سوريا، بدأت الميليشيات الإيرانية مؤخراً بتقديم عروض مغرية لمن يود الانضمام إليها، وعلى عكس ما كان متوقعاً وكما جرت العادة، لم تكن العروض هذه المرة لتجنيد شبان (مدنيين)، بل لاستقطاب عناصر جيش أسد وخاصة الذين مضت على خدمتهم مدة طويلة، والذين سبق أن طالبوا بتسريحهم أو منحهم إجازات طويلة من أجل رؤية ذويهم.

وتأتي هذه الخطوة بالتزامن مع مساعٍ إيرانية لتوسيع نطاق وجودها على الأرض السورية، في مشهد جديد يمثل سباقاً وصراعاً على النفوذ بين الروس والإيرانيين، وسعي كل منهما للاستحواذ على ما تبقى من البلاد.

قرار للاستحواذ على العناصر

وقالت مصادر خاصة في حلب لأورينت نت، إن "قيادة ميليشيا أسد سمحت مؤخراً بانتقال من أسمتهم (المقاتلين والجنود) من أماكن خدمتهم الفعلية إلى أماكن أخرى ضمن نطاق القيادة والأراضي التي تسري عليها صلاحياتها، وعليه بات بإمكان أي عنصر من ميليشيات أسد الانتقال على سبيل المثال من (ثكنة المهلب) التابعة لعناصر الحرس الجمهوري، للخدمة في كلية المدفعية أو ضمن مواقع الحرس الثوري والميليشيات الإيرانية في مطار النيرب.

وتضيف المصادر: "هذه الخطوة لم تأتِ بقرار أحادي الجانب من قبل ضباط أسد، بل اتخذت من قبل الإيرانيين ومن ثم فرضت على غرفة العمليات التي يقودها ظاهرياً ضباط من الطائفة العلوية، فيما يتم اتخاذ جميع القرارات من قبل الروس والإيرانيين في المدنية، وقد عمدت إيران لهذه الخطوة من أجل زيادة أعداد المقاتلين في صفوف ميليشياتها التي باتت مؤخراً غير قادرة على مواجهة الأطراف الأخرى، وخاصة الميليشيات المحلية التي تدعمها موسكو بقوة في حلب وتمدّها بالمال والعتاد والسلاح".

عناصر  اللواء 93 يلتحقون بالإيرانيين

شبكة (عين الفرات) تحدثت قبل أيام نقلاً عن مصادر خاصة بها، حول فرار مجموعة من عناصر قوات أسد وانضمامهم لميليشيا فاطميون، وذلك بعد أن تم منحهم إجازات وفرصة لاستلام مستحقاتهم من شعبة تجنيد الدريج بريف دمشق، وقد أشارت الشبكة إلى أن عدد المنضمين بلغ نحو 45 عنصراً، وأن مسؤولين في ميليشيا فاطميون تولوا مهمة إنهاء خدمة العناصر المنضمين إليهم في صفوف قوات الفوج 93 بعد زيارة شعب تجنيدهم وسحب ملفاتهم.

وتؤكد المصادر  لأورينت نت، أن عمليات الانضمام ليست بحاجة للفرار، بل يكفي تقديم أي عنصر في ميليشيات أسد طلب انتقال إلى ما بات يعرف باسم (معسكرات القوات الرديفة)، شريطة ألا تتجاوز نسبة المنتقلين سنوياً عن 15 % من مجموع كل ثكنة عسكرية موجودة ضمن إطار (قيادة قوات المنطقة الشمالية) يتم الانتقال منها.

عروض مغرية

وفقاً للمصادر، فإن العروض التي قدمتها الميليشيات الإيرانية لعناصر نظام أسد من أجل الالتحاق بها، تضمنت كل ما يطمح له العناصر، ابتداءً من الإجازات الشهرية والرواتب المغرية ووصولاً إلى ظروف الخدمة الجيدة من توفير للطعام الجيد والمهاجع المريحة نوعاً ما، وقد عمدت ميليشيات إيران وعلى رأسها (حزب الله اللبناني وفاطميون)، لشحذ العناصر المنضمين إليها عقائدياً، عبر إقناعهم بأن الخدمة في صفوفها دفاع (عن الدين والوطن معاً) وغيرها من الشعارات الأخرى.

ويأتي قرار ضم عناصر  ميليشيا أسد، بالتزامن مع ورود معلومات تتحدث عن إنشاء الميليشيات الإيرانية قواعد عسكرية جديدة لها في باديتي دير الزور والرقة، وريفي حلب الجنوبي والشرقي، وقد تبين أن جميع تلك المقرات تقع ضمن نطاق طريق (بغداد  - دمشق) أو تؤدي إليه، فيما يبدو على أن إيران باتت تسعى  فعلياً لتأمين خط الإمداد بين طهران وبيروت عبر سوريا والعراق.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات