صحيفة أمريكية: "روسيا استهدفت قواتنا بسلاح سري بسوريا".. ما هو وما دلالات التوقيت؟

صحيفة أمريكية: "روسيا استهدفت قواتنا بسلاح سري بسوريا".. ما هو وما دلالات التوقيت؟
كشفت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية عن تقارير استخباراتية سابقة تدعي تعرض العشرات من الجنود الأمريكيين في سوريا إلى اعتداء بنوع من أسلحة الطاقة الموجهة بمدافع الطاقة الروسية المصنعة سراً.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الأمن القومي قولهم إن أعراضاً تشبه أعراض الإصابة بالإنفلونزا ظهرت على عدد من القوات الأمريكية المتمركز في سوريا في خريف عام 2020. وعزا المسؤولون أن سبب الأعراض يعود إلى حزم الطاقة الموجهة إليهم من قبل عملاء روس، وفق تعبير الصحيفة.

وقالت الصحيفة نقلاً عن المسؤولين إن التحقيق يشمل حادثة واحدة من هجمات الطاقة المشتبه بارتكابها من قبل روسيا على الأمريكيين في الخارج. وعرجت الصحيفة إلى أن البنتاغون قد باشر، بحسب مسؤولين سابقين في مكتب الأمن القومي، تحقيقاً العام الماضي حول الموضوع، مشيرةً إلى أنه من غير الواضح حتى اللحظة عدد الجنود المصابين بالإشعاعات أو مدى إصابتهم.

وتعقيباً على ذلك، علّق المسؤول في القيادة المركزية فرانك ماكينزي خلال إحدى جلسات الاستماع للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ بأنه "لم ير أي دليل على مثل هكذا هجمات ضد واشنطن"، بحسب ما ترجمته أورينت نت.

في حين تحفظ كل من السيناتور جيم إنهوفي وماركو روبيو وريتشارد بلومنثال في التعليق مباشرة على ماورد من معلومات حول الادعاءات، مبررين ذلك بعدم وجود معلومات كافية للتوصل إلى استنتاجات في هذا الوقت.

واستشهدت الصحيفة لما ادعته بوجود اعتداءات سابقة على جنود أمريكيين وموظفين تابعين لوزارة الخارجية ووكالة المخابرات المركزية في كوبا عام 2016، ودللت على ذلك بفحوصات طبية تكشف عن حدوث إصابات في الدماغ.

في حين لفتت الصحيفة إلى أن الأعراض المرضية الظاهرة على جنود أمريكيين في سوريا تنوعت بين فقدان السمع والذاكرة والصداع والغثيان، وربطت ذلك بتقرير طبي صادر عن الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب تشير إلى هذه الأعراض تتوافق مع تأثيرات طاقة الترددات الراديوية النبضية الموجهة؛ أي هجوم الميكروييف.

ويرى بسام بربندي وهو دبلوماسي سوري سابق وأحد مؤسسي ومدير العلاقات الخارجية لمنظمة  People Demand Change أن منطقية الإدعاءات التي نشرتها الصحيفة "صحيحة"، فـ"بوليتيكو"، بحسب بربندي، معنية بنشر معلومات موصومة بالثقة.

ويعتقد بربندي أن توقيت نشر المقال يأتي بالتزامن مع جملة مواقف أمريكية للضغط على موسكو ووضع حد لتصرفاتهم "التي باتت مكشوفة" في جملة ملفات ولا بد من محاسبتها، أبرزها؛ تصعيد الأوضاع ودفعها نحو حرب محتملة في أوكرانيا، والتجسس الإلكتروني الحاصل خلال فترة الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

ويتفق العميد السابق في المخابرات الأردنية عمر الرداد مع بسام بربندي في أن الاتهامات الأمريكية لروسيا ليست جديدة، إذ سبق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن أعلن عن إجراء تجارب على مئات الأسلحة الروسية في سوريا، مما يعطي مصداقية بمستوى ما لصحة التسريبات رغم صدورها عن جهة مجهولة، وفق تعبيره.

إلا أن توقيت هذه التسريبات يرتبط بمرجعتين، وفق الرداد، وهما؛ : العقوبات التي تفرضها أميركا على روسيا وهو ما يعني أن أمريكا تخطو باتجاه فرض عقوبات جديدة على الصناعات العسكرية الروسية، والمرجعية الثانية هي ضبط روسيا وتحذيرها من استخدام أسلحة جديدة في سوريا ، على خلفية ما يتردد حول خطط أمريكية للانسحاب عسكريا من سوريا.

وعرّج الرداد على أن النظام السوري، حليف روسيا، سبق أن استخدم أسلحة كيماوية محرّمة دولياً في معارك ريف دمشق وإدلب، وحالت روسيا دون إدانة النظام السوري في مجلس الأمن لأكثر من مرة. 

ويرى الرداد أن لموسكو خبرات متقدمة في الأسلحة الكيماوية سبق وتم استخدامها في معارك موسكو بالشيشان وفي عمليات مكافحة الإرهاب، وهو ما يقدم أدلة على ذلك، حسب وصفه.

وفي وقت سابق تحدث مسؤولون لصحيفة نيويورك تايمز عن بدأ موسكو "حملة ضغط" على القوات الأمريكية شمال شرق سوريا، من بينها تحليق طائرات روسية بالقرب من دورية أمريكية.

وبحسب مسؤولين أمريكيين، فإن موسكو ترفع من مستوى التحديات مع واشنطن بحثاً عن مزايا أكثر لها في شمال شرق سوريا في حين تقوم القوات الأمريكية بتسيير دوريات مشتركة مع القوات المحلية في المناطق التي من المفترض ألا يدخلها الروس.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات