بعد سلبها و"تعفيشها".. ماذا تفعل ميليشيات إيران بممتلكات المدنيين بحلب؟

بعد سلبها و"تعفيشها".. ماذا تفعل ميليشيات إيران بممتلكات المدنيين بحلب؟
في مسعى جديد لها لنهب ما تبقى من أطلال المدن السورية وممتلكات ساكنيها، بدأت الميليشيات الإيرانية مؤخراً بعرض بعض المنازل التي استولت عليها في مدن شمال حلب، خلال الحملة الأخيرة التي قادتها مطلع العام 2020 للبيع، وذلك عبر وكلاء وسماسرة ومكاتب عقارية مرتبطة لها أو عائدة ملكيتها لقادة فيها.

وكانت الميليشيات قد سيطرت على مدن وبلدات "عندان - حريتان - حيان - بيانون - كفرحمرة - معارة الأرتيق - بابيض - كفربسين - ياقد العدس - شويحنة وتلتها"، في السادس عشر من شهر شباط 2020، ليعلن نظام أسد بعدها أن حلب باتت "محررة"، بعد أن حاصر وقصف وأباد وشرد وهجّر سكان تلك المدن باتجاه إدلب وريف حلب الغربي.

منازل للبيع بعقود نظامية

وقالت مصادر خاصة في حلب لـ "أورينت نت"، إن "ميليشيات إيران ومنذ مطلع العام الجاري وبعد أن أصبحت مدن الشمال الحلبي أثراً من بعد عين، بفعل عمليات السلب والنهب التي قامت بها ميليشيات نبل والزهراء الشيعيتين للمنازل، بدأت بعرض بعض المنازل غير المتضررة أو التي تضررت بشكل جزئي للبيع، وذلك عبر إعلانات نشرتها صفحات تابعة لسماسرة ووكلاء ومكاتب عقارية مرتبطة بها".

وأضافت المصادر أن "غالبية العقارات المعروضة للبيع كانت في مدن (عندان وحريتان وكفر حمرة ومعارة)، مع العلم أن حجم الدمار في تلك المدن بلغ نحو 80 % تقريباً، وذلك بفعل الاستهداف العنيف وعمليات الانتقام التي قادتها الميليشيات في تلك المدن، باعتبارها من أولى المدن التي خرجت على نظام أسد في بدايات الثورة".

محاضر نظامية وطابو أخضر

الأمر الأكثر جدلية هو الإعلانات التي روّجت لها الميليشيات عبر صفحات العقارات العائدة لها، إذ تضمنت إعلانات العقارات منازل ومحال تجارية بصفة (المحضر النظامي أو الطابو/التمليك)، وهو ما يعد بحد بذاته بحثاً آخر حول ماهية تلك السندات وكيفية وصولها إلى يد الميليشيات، مع العلم أن أصحاب المنازل في تلك المدن مهجرون في الشمال السوري، كما أن غالبية سكان تلك المدن مطلوبون لنظام أسد.

ونشرت صفحة عقارات حلب البصمة( المختصة بشؤون العقارات) منشوراً جاء فيه: "للبيع أراض في منطقة كفر حمرة وحريتان وعندان وحيان بمساحة كبيرة وطابو أخضر تمام المحضر وأسهم... للتواصل البصمة للاستشارات العقارية".

فيما جاء في منشور آخر نشرته ذات الصفحة ما يلي: "للبيع أراض ومحاضر في منطقة حريتان وحيان وكفر حمرة وعندان ابتداء من ٦٠٠٠ متر إلى ١٠٠ ألف متر... للتواصل البصمة للاستشارات العقارية".

وتعد ميليشيا أسد سبّاقة في ابتزاز المدنيين وسرقتهم، إذ رصدت "أورينت" العام الماضي توكيل نظام أسد لجاناً مكونة من مهندسين يشرفون على تقييم وضع المباني، إلا أن هؤلاء حوّلوا هذه المهمة إلى تجارة رابحة تدر عليهم أموالاً طائلة وذلك عن طريق ابتزاز المدنيين بهدف الحصول على المال، فبمجرد قدوم اللجنة إلى الحي تبدأ البازارات من أجل استثناء المنازل التي سيتم هدمها، حيث تقوم اللجنة بالدخول لبعض الأبنية ثم تقرر هدمها على الفور وهنا تبدأ التوسلات من قبل سكان تلك الأبنية للجان من أجل منع عملية الهدم، وفي وسط الرفض القاطع للجنة ولرئيسها، يتدخل أحد أفراد لجنة الهدم ويخبر المدنيين بشكل شبه سري بأن يعطوا بعض المال للمهندس حتى يتم التغاضي عن أبنيتهم أو تسجيل تقييم عادي للمبنى بعيداً عن إدراجه على لوائح الهدم.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات