خبير اقتصادي يكشف: خطة احتيالية للبنك المركزي تستهدف الدولار في الشمال السوري!

خبير اقتصادي يكشف: خطة احتيالية للبنك المركزي تستهدف الدولار في الشمال السوري!
يوضح الخبير الاقتصادي يونس الكريم لـ"أورينت نت" في هذا التقرير الهام، كيف تستهدف إجراءات البنك المركزي السوري التابع لنظام أسد، دعم سعر الدولار عبر استهداف العاملين في الصرافة في مناطق الشمال السوري المحرر.. ودفعهم عبر إجراءات التفافية ليكونوا تابعين لشركة  الصرافة المعتمدة لديه!

بدأ سعر الدولار مسيرة هبوط كبيرة بعد أن تم تحديد سعرين، سعر حوالات يتم من خلال شركتي صرافة فقط هما (المتحدة) و(الفاضل)  بحيث تكون المرياع * لقيادة السوق وقد بدأ  تسليمه بسعر  ٣١٧٥ ليرة للدولار للحوالات القادمة من ( لبنان _ تركيا_ الأردن_ العراق _ الإمارات)  ثم انخفض باليوم التالي هذا السعر  إلى ٣٠٥٠ ليرة للدولار الواحد،  وصولا إلى ٢٨٧٥ ليرة وهذا السعر هو للحوالات التي ترسل إلى داخل سوريا،  أما المبيع فكان  عبر شرائح ثلاث هي حسب الإعلان، الأولى من 1 إلى 10 رمضان بسعر 3250 ليرة سورية للدولار الواحد أما الشريحة الثانية تمتد من 10 إلى 20 رمضان بسعر 3100 ليرة سورية للدولار الواحد، في حين تمتد الشريحة الثالثة من 20 إلى 30 رمضان بسعر 2900 ليرة للدولار الواحد على أن يتم تثبيت ودفع  المبلغ الموازي للدولار في الفترة بين 1و5 رمضان حصرا ،  ثم عادت الشركة المتحدة "المرياع" يوم 20/04/2021  لتعلن عن شريحة جديدة لتسليم الدولار  بعد عشرين يوما عند سعر ٢٧٩٠ ليرة على أن تثبت الآن من قبل الراغبين من التجار والصناعيين.

في نفس الوقت تم سعر الصرف المركزي وباقي الشركات الأخرى عند سعر ٢٥١٢ ليرة للدولار وهو يمثل الحد الأدنى، وهذا السعر هو ضعف سعر صرف الرسمي السابق ١٢٥٦ ليرة،  ويستخدم للحوالات والمنظمات والشركات الصرافة الأخرى ولحوالات الويسترن يونيون، إضافة الى أنه أصبح هو السعر الذي سوف يتم تسعير السلع المدعومة من قبل الموازنة العامة لحكومة نظام أسد (أو ما تبقّى من الموازنة الهزيلة)،  أي التخلص من دعم السلع والخدمات على اعتبار أن هدف المركزي هو توحيد السعر بين السوق الرسمية والسوداء.

• ما الهدف من تثبيت سعر الصرف عبر شركتي حوالات؟

لذا قد يتساءل الكثيرون عن فحوى الهدف من تثبيت سعر الصرف عبر شركتي الحوالات " المرياع" وجعل التسليم بعد ٢٠ يوماً؟

ينحصر هدف التسليم بسحب السيولة من السوق في دمشق ودرعا وحلب لمدة عشرين يوما، مما يقود إلى التلاعب بالطلب على الدولار وتجميده وبالتالي التأثير على عرض الدولار الذي لن يجد له طلباً، هذا الأمر يترافق مع التشدد بمنع حمل الليرة السورية أكثر من ٥ ملايين تطبيقا للقانون الصادر من  المركزي وتشديدا على المرسوم ٣ الذي يمنع تداول الدولار، وإقامة الحواجز الأمنية بحثاً عمن يخرق قوانين المركزي ومراقبة الصرافين، كل هذا يجعل سعر صرف الدولار ينخفض في المدن الرئيسية، ولا يبق طلب كبير على الدولار مع عرض كبير نتيجة الحوالات التي سُمح بها بسبب شهر رمضان، تدفع للمضاربين في الشمال السوري وهم المستهدفون حالياً من كل العملية، (الذين تتركز دولارات الحوالات غير الرسمية لديهم قبل دخولها إلى مناطق النظام من جهة كما أن امتهانهم الصرافة يجعل لديهم دولارات كثيرة وخاصة مع ورود قوافل المساعدات الأممية)،  الأمر الذي يدفعهم إلى التخلي عن دولاراتهم  نتيجة ملاحقتهم للسعر بدمشق ودرعا من جهة، ومن جهة تأمين السيولة بالسوري لتسديد حوالاتهم التي تعهدوا بها، خاصة وأن النظام قام بتجفيف للسيولة الشهر الماضي (سحبها من الأسواق مع انهيار سعر صرف الليرة مقابل الدولار)، وامتناع مؤسسة النقد التابعة  لحكومة الإنقاذ عن الإفراج عن الكتل النقدية السورية لديها.

ووصل مجمل عمل مضاربي الشمال السوري اليومية بين ٢_٣ مليون دولار ويتوقع أن يصل بنهاية رمضان إلى ٧ مليون دولار يوميا، وهذا هو جزء من الهدف النهائي لنظام أسد، أي الحصول على دولارات الحوالات غير الرسيمة المتجمعة بالشمال.

استهداف سوق الصرافة في الشمال السوري

 وهنا يكون الانخفاض بسعر الدولار قريب من السعر المحدد من الشركتين" المرياع"  لقيادة  قطيع المضاربين العاملين في الشمال السوري، وهنا للتذكير إن أول من يتبع المرياع هما صغار المضاربين الذين يتعاملون ببضعة آلاف من الدولارات.. والتي تكون خسائرهم صغيرة وأرباحهم صغيرة ويسهل التحكم بهم وبالعامل النفسي لهم، وبالتالي يشكلون حجر الزاوية في سياسة النظام الجديدة التي يمكن إطلاق عليها مرياع سوق الصرف، ليلحق به كبار مضاربي السوق فيما بعد...  وهذا النوع هو عكسي لما  يحدث في أسواق المال والبورصة ويسمى  volume profile ، حيث يتم فيه باتباع كبار المستثمرين بالسوق، الذي ربما  اعتبرهم المركزي "صغار حملة الدولار" فهو يؤثر فيهم بأن يجعلهم  volume profile. من خلال شركتي المرياع  كجذب للقطيع المضاربين.

إن المركزي يطور أدواته كثيرا في حين أن المعارضة تختفي من المشهد النقدي، في الوقت الذي يتطلب منها الاهتمام بهذا الجانب ودعم المضاربين في مناطق الشمال ككل، وتنظيم عملهم أكثر من التضييق عليهم لأنهم الورقة الرابحة في أي جانب يصطفون فيه.

هامش: 

* المرياع: هو قائد قطيع الغنم الذي يعتمد عليه الراعي في توجيه غنمه. وغالبا ما يكون محبوباً من كافة أفراد القطيع الذين يسيرون دائما خلفه.. وقد استخدم الكاتب هذا المصطلح للقول أن نظام أسد يعمل لتكون إحدى شركات الصرافة العاملة في مناطقة هي قائدة قطيع الصرافين في الشمال الذين سيتبعونها بحكم المصلحة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات