"بين خوفين".. التحرش الإلكتروني يلاحق نساء المحرر ويتحول إلى وسيلة تهديد وابتزاز

"بين خوفين".. التحرش الإلكتروني يلاحق نساء المحرر ويتحول إلى وسيلة تهديد وابتزاز
بحذر شديد باتت (راميا أ) تستخدم شبكة الإنترنت بعد تعرضها لألفاظ بذيئة وصور خادشة للحياء وتهديدات باختراق هاتفها من أشخاص مجهولين رفضت منحهم فرصة التعرف عليها والحديث معها، وبعد تكرر الأمر لجأت لحذف تطبيقات التواصل الاجتماعي خوفاً على سمعتها ، تقول راميا :" في كثير من الأحيان أتفادى الخروج من المنزل لتجنب المتحرشين، ولكن التحرش اليوم بات يلاحقني إلى المنزل عبر السوشال ميديا".

وساهمت التكنولوجيا الحديثة بانتشار أنواع جديدة من العنف الممارس ضد النساء أبرزها التحرش، والمطاردة والملاحقة الإلكترونية، والابتزاز الإلكتروني، المراقبة والتجسس، الاستخدامات غير الأخلاقية للإنترنت عبر تحريف الصور ومقاطع الفيديو والتهديد بها لأهداف مادية وجنسية.

ويعد العنف الإلكتروني من أخطر أنواع العنف لكون الجاني غير معروف ويلجأ لاستخدام كاميرات الموبايلات والتسجيلات الصوتية إضافة لاختراق الخصوصيات عبر مواقع الإنترنت بهدف إيقاع الأذى بالآخرين والتشهير بهم.

نساء ضحايا العنف الإلكتروني 

وتفضل غالبية النساء ضحايا العنف الإلكتروني في إدلب وشمال غرب سوريا الصمت خشية الفضيحة وتحميلهن مسؤولية ذنب لم يقترفنه واعتبارهن مذنبات حتى من أقرب الناس لهن.

واضطرت (ردينة ح) لترك عملها والانقطاع عن العالم لفترة طويلة بسبب تسريب صورها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل أشخاص استخدموا أسماء وهمية وذلك بعد عدم خضوعها لابتزازاتهم المالية وتحرشاتهم الجنسية.

وتقول ردينة " يمكن أن تكون المرأة في غرفتها أو مكتبها وفجأة يستطيع أي شخص تحت اسم وهمي أن يرسل تهديداً لها ويدمر حياتها وسمعتها".

وللحظة شعرت ردينة أنها دُمرت بشكل فظيع وقُضي على مستقبلها بعد أن باتت تقتلها نظرات الشك والريبة لمن حولها دون أن تجد من يصدقها ويقف إلى جانبها.

ولا تعلم ردينة الطريقة التي وصل بها المتحرشون لبياناتها والحصول على صورها، كما أنها لم تتوقع تنفيذ تهديداتهم لعدم قناعتها بإمكانية الوصول إلى خصوصياتها بتلك السهولة وصدمت حين رأت صورها وقد نشرت على عدد من مجموعات الفيس بوك والوتساب.

مجتمع لايرحم

وتؤكد أنها لم تحاول تقديم شكوى خوفاً من مواجهة المجتمع وانتشار قضيتها على نطاق أوسع ولعدم ثقتها بقدرة السلطات القائمة على متابعة القضية وتحصيل حقها ويضاف إلى كل ذلك جهلها بهوية الفاعلين الحقيقيين.

وتعتقد ردينة أن اختراق ملفاتها حدثت أثناء صيانة هاتفها عدة مرات في عدد من مراكز الصيانة ولذا فهي غير متأكدة من الشخص الفاعل.

وللوقوف على الظاهرة والحد منها أطلقت منظمة بارقة أمل تدريبات نسائية على صيانة الموبايل تلتها إنشاء مركز لصيانة الموبايلات خاص بالنساء في إدلب.

وقالت بيان دردورة إحدى العاملات في المركز إن هدفها من دخول مجال الصيانة هو حماية خصوصيتها وخصوصية غيرها من النساء وذلك بعد أن لمست حاجة كبيرة لدى النساء لوجود امرأة مختصة بهذا المجال تساعدهن في صيانة أعطال هواتفهن وتحافظ على بياناتهن دون أن يضطررن لإتلاف الجهاز خوفاً من تسريب صورهن في مراكز الصيانة الرجالية.

وتضيف أنه  " من حق النساء والفتيات الوصول الآمن إلى الإنترنت واستخدام أجهزتهن المحمولة بحرية وأمان دون تعرضهن لأي نوع من أنواع العنف الإلكتروني".

ورغم كل الانتقادات الموجهة لفكرة إنشاء المركز وشكوك السواد الأعظم من الرجال في إدلب بقدرة النساء على خوض هذا المجال فقد أثبتت المتدربات نجاحاً ملفتاً بتعلم المهنة والاهتمام بأدق تفاصيلها.

ومع تفاقم ظاهرة العنف الإلكتروني وغياب القوانين الرادعة وقلة التدريبات المتعلقة بالأمان الإلكتروني تبقى منصات التواصل الاجتماعي مصدر انتهاكات واختراق لخصوصية النساء في إدلب ما يسبب لهن مشكلات عائلية ومجتمعية ونفسية تصل حد الاكتئاب أو حتى التفكير بالانتحار.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات