باحث اقتصادي يكشف هدف نظام أسد من تسليم الحوالات بالدولار

أعلنت شركة صرافة في مناطق سيطرة نظام أسد عن إمكانية تسليم الحوالات الخارجية المرسلة إلى سوريا، بالدولار الأمريكي والعملات الأجنبية، في سابقة اعتبرها البعض تطورا في المشهد الاقتصادي، لا سيما في ظل الإجراءات الصارمة التي يفرضها النظام على حركة الدولار وتداوله.

وفي هذا السياق، نشرت شركة "المتحدة للصرافة" أمس السبت، إعلانا ذكرت فيه أنه بإمكانها تسليم الحوالات الخارجية بالدولار أو بالليرات السورية وأنها على استعداد لتنفيذ هذه الحوالات في جميع المحافظات السورية، حسب العملة التي يطلبها مرسل الحوالة.

واعتبر محللون وباحثون اقتصاديون أن نظام أسد يحاول من خلال هذه الخطوة الاستحواذ على العملات الأجنبية لا سيما الدولار.

علما أنه في السابق كان النظام لا يسمح بتسليم الحوالات الخارجية الواردة بالعملات الأجنبية، حيث كانت شركات الصرافة تقوم بتحويلها لليرة السورية ومن ثم تسليمها إلى أصحابها وفقا لسعر الصرف الذي يحدده النظام، ما يتسبب بخسارة كبيرة لأصحابها.

تخفيض سعر الصرف

وفي حديث لـ"أورينت نت" مع الباحث الاقتصادي خالد تركاوي بيّن أن هدف نظام أسد من هذه الحركة هو في المقام الأول جمع العملات الأجنبية سواء بالدولار أو اليورو لتكون هذه الأموال في قبضته. 

وأضاف تركاوي أن استحواذ نظام أسد على الدولار سيساعده على تخفيض سعر الصرف الليرة مقابل الدولار وهذا سيساهم في رفع قيمة الليرة قليلا. 

وأشار إلى أن شركة الصرافة أيضا لديها هدف من هذا الإجراء فهي تتعامل بالتسليم الآجل أي أن الشخص يقوم بتسليم المبلغ للشركة وبعد فترة من الزمن تقوم هي بتسليمه للشخص صاحب الحوالة، لافتا إلى أن الشركة ممكن أن تستفيد من الأموال قبل تسليمها في أمور تجارية أو تستثمرها بعملها في الحوالات.

ولكن اللافت للنظر في هذه الخطوة (تسليم الحوالات الخارجية الواردة بالعملات الأجنبية) أن ما تقوم به شركة الصرافة مخالف للمرسوم رقم 3 الصادر عام 2020.

ويعتقد الباحث الاقتصادي خالد تركاوي أن الشركة قد تتبع خطوات معينة وهي، إما أن يتهربوا من تسليم الحوالات بالدولار بحجة أن هذا الأمر مخالف للقانون أو أن يخبروا الشخص بأنه يمكنهم تسلمه المبلغ بالدولار على دفعات، ولكن على مسؤوليته الشخصية في حال تدخلت أجهزة أمن النظام، ما يؤدي إلى إخافة المستلم.

وأردف أنه ممكن أن تسلم شركة الصرافة المبلغ بالدولار للمستلم ولكن بعد فترة من الزمن لا سيما إذا استقرت الأسعار سوف يتم استدعاؤه من قبل النظام لمحاسبته ومعرفة أين ذهب بالدولار.

يشار إلى أن خدمة تسليم الحوالات الخارجية الواردة بالعملات الأجنبية صدرت فقط عبر شركة "المتحدة للصرافة".