لماذا حجز نظام أسد على أموال قائد أبرز ميليشياته باللاذقية "أيمن جابر"؟

لماذا حجز نظام أسد على أموال قائد أبرز ميليشياته باللاذقية "أيمن جابر"؟
في مشهد جديد يعكس مدى التنافس والصراع على ما تبقى من سلطة (آل الأسد) في سوريا، أعلنت مصادر موالية قبل أيام الحجز على أملاك من أسمته رجل الأعمال (أيمن جابر)، بسبب تورطه في قضايا فساد وتهرب ضريبي، فيما تناست مصادر إعلام أسد دور (جابر) العسكري في ذبح السوريين عبر تأسيسه لميليشيا (صقور الصحراء ومغاوير البحر) في اللاذقية على مدار سنوات، قبل حلها منذ حوالي سنتين.

وجاء في نص القرار الذي نشره موقع (اقتصاد)، ما مفاده فرض الحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة، لكل من أيمن جابر وفايز شاهين وعلى أموال الزوجات إن وجدت، والحجز على أموال الشركة العالمية لتوزيع المعادن ميتال اللبنانية.

خفايا الحجز

على الرغم من أن القرار كان واضحاً كما اعتبره كثير من الموالين بل ووصفوه بـ (إعادة الحق لأصحابه)، إلا أن عملية الحجز لم تكن كما أعلنها نظام أسد، الذي لطالما اتبع أسلوب التعتيم على مثل هذه الأمور، حيث ذكرت مصادر لـ "أورينت نت"، أن القرار جاء بمثابة إنهاء أي دور لـ (جابر) اقتصادياً أو عسكرياً، وأن القرار جاء بعد منافسة شديدة على القطاعات التي يتسلمها جابر في سوريا.

وقالت مصادر في اللاذقية لـ أورينت نت، إن "القرار جاء بالتحديد بعد دخول (جابر) نطاق العمل الإنساني، إضافة لرغبة شخصيات أخرى في الاستيلاء على تجارة الصلب في البلاد التي يمسك (جابر) بزمامها، سيما بعد سيطرة الإيرانيين على ميناء اللاذقية، حيث رفض (جابر) استيراد البضائع القادمة من إيران عبر الميناء، بعد أن كان هو المتحكم الوحيد في صفقات التهريب التي تتم عبره بل ووصل به الحال لفرض إتاوات على أي تاجر آخر يريد إدخال أية شحنة عبره، كما أصرّ على مواصلة القيام بعملياته عبر لبنان، وذلك بسبب عمليات التهريب الكبيرة التي كانت تتم مع كل صفقة يقوم جابر بإدخالها إلى البلاد.

ما هو دور أسماء الأسد

وفقاً للمصادر ذاتها، فإن دخول (جابر) مجال العمل الإنساني، هو ما أثار حفيظة (أسماء الأسد) وسعت لإنهاء نفوذه عبر شخصيات عدة أبرزها (سامر فوز) الذي هو بالأصل من أبرز الأعداء اللدودين له، سيما وأن (جابر) تمكّن من كسب سوق الحديد والصلب في سوريا على حساب (معمل حسيا) المملوك لـ فوز، وقد كان له اليد الكبرى في فرض حظر على نشاطات (جابر) عام 2019، إلا أنه ما لم يكن في الحسبان، هو تمكن الأخير من رفع الحظر عبر سطوته ونفوذه الكبيرين، حيث ذكر موقع (صوت العاصمة) في تقرير نشره منتصف آب 2019، أن قائد ميليشيا مغاوير الصحراء المقرب من عائلة الأسد “أيمن الجابر” صاحب أكبر معمل حديد في البلاد، والضابط السابق في سرايا الصراع “وهيب مرعي” أحد أذرع رفعت الأسد، اشتهرا باحتكار استيراد الحديد وانفردا في تسعيره

ووفقاً لحسابات موالية، فإن نشاطات (جابر) الأخيرة كانت تتركز على مساعدة (أرامل وأيتام قتلى الميليشيات) وهو ما أكدته تعليقات لموالين على خبر الحجز في بعض الصفحات، مع سعي لتشيكل نواة لجمعية خيرية معنية برعاية الأيتام والأرامل، وهو ما لم يعجب (أسماء أسد) زوجة رأس النظام بشار، لتقوم بدورها باستغلال نفوذها الكبير في المجال الإنساني إضافة لسطوة شريكها (فوز) على القطاع الاقتصادي، بتحريك ملفات (جابر) وإثارة السلطات عليه ومن أعلى المستويات، ليصدر أخيراً قرار بالحجز على أمواله وأملاكه.

العلاقة مع رامي مخلوف

وتابعت المصادر أن من أبرز الأسباب التي أدت للحجز على أموال (جابر) هو علاقته الوطيدة بـ رامي مخلوف، سيما وأن (مخلوف وجابر) باتا بالنسبة لنظام أسد ومنذ العام 2018 بمثابة خصمين لرأس النظام بشار أسد في ظل تنامي قوتهما الاقتصادية والعسكرية وحتى الاجتماعية على صعيد زعامة (الطائفة)، وهو ما أكده الدكتور محمد الحاج بكري من اللاذقية،  في مقال نشره مطلع العام الجاري، بعنوان بشار الأسد وخيانة رامي مخلوف وأيمن جابر، كشف من خلاله بعض الخلافات بين بشار أسد من جهة ورامي مخلوف وأيمن جابر من جهة أخرى.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات